150 متحفاً متنقلا في الكويت.. وقصر مشرف مأى للقوارض
الوسط - محرر منوعات
نشرت صحيفة القبس الكويتية تحقيقا اليوم يبرز أخيراً كثير من القرى التراثية في ارجاء الكويت ولكنها تعاني اليوم بعض الاماكن التراثية من اهمال وتجاهل.فـــقصر مشرف الذي بناه الشيخ مبارك الصباح بالعام 1900 ويعد شاهداً على أهم المراحل التاريخية في الكويت، طالته يد الاهمال، فأصبح مأوى للحيوانات والقوارض، بعد ان غيّرت عوامل التعرية ـــ ومنها الامطار ـــ كثيراً من ملامحه -بحسب الصحيفة الكويتية.
في البداية يقول: عضو اللجنة العليا للمهرجان الشعبي الخليجي، في قرية الشيخ صباح الأحمد التراثية، سيف الشلاحي إن فكرة إنشاء القرية ترجع في المقام الأول إلى رغبة سمو أمير البلاد في إيجاد مركز تراثي ثقافي ترفيهي يقصده أبناء الكويت والمقيمون والزائرون للتمتع بعبق الماضي والاطلاع على ثقافة وتراث أهل الكويت الأوائل ونقلة إلى الأجيال القادمة.
وبيّن ان القرية صممت على مساحة شاسعة على طريق السالمي، تضم بحيرة على امتداد 11 الف متر، وسلسلة من المطاعم العالمية، وسوقاً شعبياً مسقوفاً وملاعبَ لكرة القدم، وحلبتين لاستعراض مهارات قيادة السيارة، بالإضافة إلى 6 متاحف لكل دولة من دول مجلس التعاون متحفها الخاص بها، لعرض فنونها وأعمالها التراثية، هذا كله إلى جانب المحمية الطبيعية التي تضم نباتاتٍ وحيوانات بريةً تميّزت بها بيئة الكويت الصحراوية.
المعالم السياحية
من وجهة نظر أخرى وبحسب الباحث في التراث د.صالح المسباح، فإن قصر مشرف كان بالإمكان ان يكون من اهم المعالم السياحية التراثية التي يمكن اعادة بعثها ليستفيد منه اصحاب الهوايات والمهن التراثية، او متحفا لما يضمه من تحف قديمة، مثل اول تكييف سنترال في الكويت وكذلك اول رافعة هيدرولك لغسل السيارات ترجع الى اواخر الاربعينات،لا سيما بعد ان اصبح ملكا للدولة.
قصر دسمان
قصر دسمان أيضا، كان بالإمكان تثمينه ليتحول الى متحف تاريخ ومزار سياحي جاذب، فهو معلم تاريخي يعود الى عام 1904 عندما بناه الشيخ جابر المبارك واكمله ولده الشيخ أحمد عام 1930 ليكون مقرا لأبنائه واحفاده، الذين تركوا الاقامة فيه حاليا،
أما القصر الأحمر في الجهراء فهو قصر شيده حاكم الكويت الشيخ مبارك الصباح عام 1896 في جنوب الجهراء، وهو يتبع حاليا المجلس الوطني للثقافة والفنون، الا انه مغلق ولا يستفيد منه احد.
وقصر نايف، الذي يقع في محافظة العاصمة ويعود تاريخ بنائه الى عام 1920، مغلق طوال العام الا في شهر رمضان، حيث تفتح ابوابه لزيارة ومشاهدة مدفع رمضان، وان كان تم تنظيم معرض تراثي داخل أسواره منذ 4 سنوات لكنه لم يكرر حتى اليوم.
بيت خزعل والديوان
ويضيف: بيت خزعل امير محمرة.. من البيوت التي مازالت قائمة، وكذلك "الديوان" وهو قصر الشيخ عبدالله الجابر ويعودان الى عام 1910، وللأسف تم اهمالهما من بعد التحرير الى العام الماضي حتى تم البدء في ترميمهما بعد ان خربتهما وهدمتهما الامطار طوال هذه السنوات من الخارج، وسكنهما العزاب لسنوات.
وتساءل المسباح متعجباً: لماذا نهمل مثل هذه القصور والاماكن التاريخية الحقيقية ونتركها فريسة للإهمال يمزق أشلاءها، في الوقت الذي يمكن بالقليل من الاهتمام والتكاليف ان تبعث من جديد، لتقف شاهدا على تاريخ الاجداد وتقصها بواقعية الى الابناء والاجيال القادمة بالحقائق والوثائق، او تتاح الفرصة لمحبي التراث الكويت واصحاب الهوايات والحرف القديمة من الاستفادة منها في اقامة المعارض والمتاحف الثقافية التراثية ليستفيد منها الجميع.
كما لفت المسباح الى وجود اكثر من 150 شخص لديه متحف كويتي متنقل، داعيا الى ضرورة استثمارها، وعرض وابراز ما لدى أصحابها من خلال مشاركتهم في المعارض والمتاحف وعمل كتب واصدارات خاصة لهم.
هدم المدارس
اقترح المخلصون من أبناء الكويت وبعض الخبراء الأجانب في بداية الخمسينات، مع حركة التعمير الحديثة، ان تتم حركة البناء والعمران خارج سور الكويت، حيث الأراضي الشاغرة والمساحات الواسعة، وان تبقى الديرة كما هي، إلا ان ما حدث عكس هذا تماماً، فتم هدم المدارس والمساجد وروضة المهلب وجميع المباني التراثية داخل السور حتى لم يتبق لنا إلا بيت ديكسون والقصر الأحمر وقصر نايف وقصر دسمان وبعض المباني التي تحولت إلى مؤسسات حكومية.
وقف هدم الدواوين
حكى المسباح: في أواخر السبعينات كاد جشع البعض وحبهم للكسب السريع ان يقضي على آخر ما تبقى لدينا من تراث كويتي يذكرنا بالآباء والأجداد، وهو الدواوين البحرية، مثل: دواوين الشملان والنصف والملا والروضان والبدر.. وغيرها، لبناء الفنادق والمباني الشاهقة، لولا تحرك العم مرزوق الشملان، الذي جمع تواقيع أصحاب الدواوين وزار الشيخ جابر عام 1978، وبين له ما يحدث، فأمر -رحمه الله- بوقف هدم هذه الدواوين التي ما زالت قائمة حتى يومنا تعيد لنا ذكرى النوخذة والعلماء والشخصيات العظيمة والعلماء والمفكرين الذين كانوا يجتمعون في هذه الدواوين من كل مكان من داخل الكويت وخارجها.
استكمال بيت العثمان
طالب المسباح بضرورة استكمال مشروع بيت العثمان ليعطى لأصحاب الهويات والحرف لاستغلال هذا المبنى المهم الذي يحوي حوالي 200 غرفة، مشيرا الى ان ميزانية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لا تكفي لدعم أصحاب التراث او تبني مشاريعهم مثلما يحدث في دول الخليج من اهتمام بالتراثيين والرواة الذين تخصص لهم مكافآت شهرية، مطالباً المجلس باستكمال عمل دليل اصحاب المتاحف الخاصة والنزول الى الميدان وتشكيل لجنة لتوثيق أصحاب هذه المتاحف الذين بلغوا 150 فردا.
على الأنقاض
كشف المسباح ان القرية التراثية في شرق التي يتم بناؤها حاليا على انقاض اثار اهل شرق التي يعود بعضها الى اكثر من 300 سنة، مؤكدا انه زار الموقع ووثق جانبا من آثار المباني القديمة التي تم طمثها لبناء هذا المشروع الجديد الذي يعد احدث حالة تخريب لآثارنا وتراثنا الحقيقي من اجل بناء وصياغة تراث اصطناعي.
جزيرة فيلكا
تضم جزيرة فيلكا آثارا تعود الى 7 آلاف عام ومع ذلك لا يتم التعامل معها بمستوى قيمتها التاريخية والثقافية، بل تم اهمالها باستثناء قرية تراثية صغيرة لا ترقى الى المستوى، ويؤكد المسباح ان عميد السياحة الكويتي صالح شهاب في حقبة السبعينات كان يصطحب العديد من الافواج السياحية لزيارة الجزيرة رغم بساطة الإمكانيات وقلتها على عكس اليوم، منتقدا تهجير اهل فيلكا الذين يتميزون بلهجة وعادات وتقاليد خاصة تميز الجزيرة، مطالبا بتثمين منازلهم وعودتهم مرة اخرى ليساهموا في تنشيط السياحة لان اغلب السياح من زائري الكويت لا يفضلون زيارة المجمعات والاسواق المتوافر مثيلها في بلدانهم.
متحف الطريجي
بين د.صالح المسباح ان العم سعود الطريجي صاحب اكبر متحف في الكويت منذ العام 1968 داخل منزله المكون من 3 طوابق يسعى منذ سنوات الى طباعة كتاب تراثي ولا يجد من يساعده او يعينه على ذلك حتى الآن.