بالفيديو... بعد 27 سنة عمل بالبحرين... عاملة سريلانكية تعود لحضور زفاف ابن العائلة
الجفير - فاطمة عبدالله
اختلفت جنسيتهم وديانتهم، إلا أن الإنسانية جمعت عائلة جعفر حسن المهدي مع العاملة المنزلية كانتي (سريلانكية الأصل) لمدة 27 سنة، عاشت فيها كفرد من أفراد الأسرة معهم شهدت ولادات أبناء العائلة وزواجهم، وولادة أبنائهم كل ذلك كان في 27 سنة.
كانتي التي غادرت البحرين منذ 5 سنوات، حرصت العائلة البحرينية أن تشاركها العاملة السريلانكية في زفاف أحد أبناء العائلة الذي أقيم في (31 ديسمبر/ كانون الأول 2015)، وتفاجأ الجيران والحضور في الحفل بتواجدها، مُعبّرين عن فرحتهم بها بعد غياب دام خمس سنوات.
غادرت البحرين منذ 5 سنوات وعادت لتحضر زفاف ابن العائلة
الإنسانية تجمع بين عائلة بحرينية وعاملة منزل سريلانكية لمدة 27 سنة
الجفير - فاطمة عبدالله
اختلفت جنسيتهم وديانتهم، إلا أن الإنسانية جمعت عائلة جعفر حسن المهدي مع العاملة المنزلية كانتي (سريلانكية الأصل) لمدة 27 سنة، عاشت فيها كفرد من أفراد الأسرة معهم شهدت ولادات أبناء العائلة وزواجهم، ولادة أبنائهم كل ذلك كان في 27 سنة.
بدأت قصة كانتي عندما كانت تعمل في أحد المنازل وكان رب الأسرة في ذلك الوقت يرغب في الاستغناء عنها لداعي سفر العائلة.
تحدث المواطن جعفر حسن المهدي إلى «الوسط» ليروي تفاصيل 27 سنة، قائلاً:«كنت أعمل في إحدى الشركات الكبيرة في العام 1983، وكان زميل لي لديه عاملة منزل سريلانكية يريد الاستغناء عنها لسفره إلى الخارج، وأبلغني بأنها مسيحية الديانة، لم اهتم بذلك فنحن بشر وكل ما يهم هو الإنسانية».
وأضاف «قمت بتحويلها على أن أجربها لمدة شهر وخصوصاً أن زوجتي كانت حاملاً في ذلك الوقت، وتبحث عمن يساعدها في أعمال المنزل ويعاونها على تربية باقي الأولاد، وفي العام نفسه حصلت على منزلنا وانتقلت معنا كانتي لتكون فرداً من أسرتنا حتى باتت تتكلم لغتنا ونتكلم بلهجتها أيضاً».
زوجة المهدي علقت قائلة: «عاشت كانتي معنا 27 عاماً كانت أمينة، وكانت فرداً من العائلة، شهدت زواج بناتي وبعضاً من أبنائي، حتى أنها شهدت ولادة أحفادي، فكانت سنداً لهم يلجأون إليها أيضاً في كل وقت».
وأضافت «عملت معنا منذ العام 1983 براتب 30 ديناراً وبين عام وآخر نزيد المبلغ حتى وصل عندما أكملت 27 عاماً إلى 80 ديناراً، عندما جاءت للعمل معنا كان لديها ولدان وابنتان فكانت بين فترة وأخرى تعود إلى سريلانكا لزيارة عائلتها وتعود مرة أخرى إلى البحرين، فسفراتها لم تتعدَّ السبع مرات طوال 27 سنة».
وتابعت: «كنت ومازلت ائتمن المنزل عندها، فهي أمينة وقد عاملتها كإنسانة وليست عاملة منزل كما يعامل البعض عاملات المنازل، فهم يحتاجون إلى الأمان لا إلى الترهيب الذي يمارسه البعض تجاه عاملات المنازل، وهذا ما ربيت أبنائي عليه حتى تعود جميع أفراد العائلة على وجودها وحتى الأقارب من بعيد، كما اعتاد الجيران عليها أيضاً، فعند غيابي عن المنزل تكون هي موجودة لتضيف الجيران في حال كانت زيارتهم مفاجئة».
وواصلت قائلة: «بعد 27 عاماً توفيت والدة كانتي وحان موعد الرحيل الذي لم يكن في الحسبان حتى أن الجميع بكوا على فراقها فهي فرد من العائلة، وكان ذلك قبل خمسة أعوام، فأصبحت كانتي مجبرة على الرحيل إلى سريلانكا بعد وفاة والدتها التي ربت أبناءها عندما كانت هي موجودة في البحرين، وقمنا بالحجز لها وتحديد موعد السفر لتغادر إلى سريلانكا».
وتابعت: «غادرت إلى سريلانكا بعد أن أعانتني في أعمال المنزل وفي تربية أبنائي وفي تربية حتى أحفادي، بقيت في سريلانكا لمدة خمس سنوات، وكنا على اتصال دائم، إذ إنها تفاجئني باتصالاتها لتسأل عن أحوال كل فرد في العائلة، حتى في التهاني بذكر ميلاد أبنائي وأحفادي لمدة خمس سنوات من دون انقطاع، مع استمرار سؤالها عن أحوالهم في الامتحانات وعن نتائجهم».
وأوضحت أن بعد خمس سنوات من رحيلها كان من المقرر أن يعقد زواج ابنها علي وهو الأكثر تعلقاً بكانتي وهي الأكثر تعلقاً به، قائلة: «حرصت على أن تحضر كانتي زواج علي، إلا أنه كان من الصعب الحصول على تأشيرة لها، حتى لجأتُ إلى إدارة الهجرة والجوازات بنفسي، وبعد محاولة استطعت الحصول على تأشيرة وإقامة لمدة شهر، تكفلنا بكل شي لها حتى تحضر زفاف علي الذي أشرفت على تربيته وكان من المقربين لها».
وأضافت «حضرت كانتي الزفاف الذي عقد في (31 ديسمبر/ كانون الأول 2015)، وتفاجأ الجيران والحضور في الحفل بتواجدها، معبرين عن فرحتهم بها بعد غياب دام خمس سنوات».
وتابعت «أتمنى أن تبقى كانتي لأكثر من شهر إلا أن وضعها الصحي لا يسمح بذلك، فهي مصابة بالسكري، فأنا أتمنى أن تكون معنا وأن استقدم عاملة منزلية لتقوم بأعمال المنزل بدون أن تقوم كانتي بأي عمل فهي قد بذلت الكثير لمدة 27 عاماً».
أما كانتي فاكتفت بتعبيرها عن حبها لهذه العائلة التي تتمنى ألا تفارقها أبدًا، مشيرة إلى أنها قضت 27 عاماً من دون أن تواجهها أية مشكلة، فقد كانت فرداً من العائلة.
ولفتت كانتي إلى أنها لم ترغب في العودة إلى سريلانكا فكانت تشعر بأنها تعيش مع عائلتها، إلا أن الظروف أجبرتها على العودة وترك عائلتها في البحرين، مشيرة إلى أن دعوتها إلى حفل زفاف ابنها علي كان من أكثر المواقف فرحاً التي مرت بها فعودتها إلى البحرين من جديد لترى الأبناء قد كبروا والأحفاد أيضاً أعادت لها السعادة.
أما أبناء العائلة فأكدوا أن كانتي هي فرد من العائلة فقد كانوا يرونها المربية التي أشرفت على تربيتهم وساعدتهم في مواقف كثيرة، ومازالوا يرونها على أنها فرد من العائلة، رافضين المصطلحات التي تطلق على العمالة المنزلية في المجتمع، مؤكدين أن هذه العمالة هي مساعدة أتت لمساعدة الأم في أعمال المنزل وعلى الجميع احترامها ومعاملتها معاملة إنسانية، إذ إنه لابد من احترام الإنسان بغض النظر عن جنسيته وديانته.