مقتل 7 في هجوم لمسلحين على قاعدة جوية هندية قرب حدود باكستان
نيودلهي – رويترز
شن مسلحون هجوما داميا على قاعدة للقوات الجوية الهندية قرب الحدود مع باكستان اليوم السبت (2 يناير/ كانون الثاني 2016) وتبادلوا إطلاق النار مع القوات الهندية التي اشتبكت معهم لأكثر من 15 ساعة مدعومة بالدبابات وطائرات الهليكوبتر قبل أن تتمكن من استعادة السيطرة على القاعدة.
ونفذ الهجوم مسلحون تنكروا في زي جنود وقتل فيه كل المهاجمين الخمسة وما لا يقل عن اثنين من الحراس. وجاء الهجوم بعد أسبوع من الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لنظيره الباكستاني نواز شريف في مسعى لاستئناف المحادثات الثنائية.
وفشلت محاولات سابقة للحوار بين الجارتين النوويتين جراء حوادث مماثلة ولكن مع تنديد السلطات الباكستانية بالهجوم فإن الخبراء يعتقدون أن أحدث جولة من المفاوضات ستصمد لفترة طويلة.
وقال اجاي ساهني المدير التنفيذي لمعهد ادارة الصراع في نيودلهي "نشهد نفس النمط مرارا وتكرارا عندما تكون هناك محاولات لاستئناف حوار السلام."
وأضاف "قد يؤدي ذلك إلى توقف قصير في ...الحوار وهجمات من المعارضة (الهندية في البرلمان) لعدم اتخاذ موقف اكثر شدة لكنني لا اعتقد ان هذا سيكون له تأثير على المدى الطويل."
وقال مسؤولون إن المسلحين دخلوا قاعدة باثانكوت الجوية في ولاية البنجاب بشمال غرب الهند قبيل فجر اليوم السبت وإنهم بمجرد أن دخلوا فتحوا النار بشكل عشوائي.
وقال سوريش أروروا قائد شرطة البنجاب لرويترز إن المسلحين كانوا استولوا في وقت سابق على سيارة لشرطي وقادوها صوب القاعدة الواقعة تحت حراسة مشددة وهو تكتيك يُعتقد أن متشددين مدربين في باكستان استخدموه في هجمات سابقة.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها بعد عن هجوم اليوم الذي قال مسؤول بوزارة الداخلية إنه أسفر ايضا عن مقتل حارسين اثنين.
وقالت الشرطة إنه ظل بالامكان سماع دوي إطلاق متقطع للنيران في ساعات النهار كما حلقت طائرات هليكوبتر في الأجواء في عملية لتمشيط القاعدة بحثا عن أي مسلحين آخرين.
وقال شاهد عيان من رويترز إنه رأى دبابتين تدخلان القاعدة.
وقال وزير الداخلية الهندي راجناث سينغ في حسابه على تويتر إن كل المهاجمين الخمسة لاقوا حتفهم.
وأضاف أن الهند ترغب في السلام مع باكستان لكن أي هجوم إرهابي على الهند سيواجه "برد مناسب."
وفسر محللون هنود تصريحاته بأنها توحي بضبط النفس.
وأدانت باكستان الهجوم وقالت إنها تريد تعزيز حسن النية الذي نشأ عن الاتصالات رفيعة المستوى الأخيرة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية قاضي خليل الله ضمن سلسلة تغريدات "ما زالت باكستان ملتزمة بأن تكون شريكا مع الهند ومع دول أخرى في المنطقة للقضاء التام على خطر الإرهاب."
وأوضحت تغطية تلفزيونية حراسا مسلحين خارج القاعدة الجوية المحصنة والواقعة على بعد 50 كيلومترا من الحدود مع باكستان.
وشددت الشرطة اجراءات تفتيش السيارات في المنطقة.
وقالت مصادر أمنية هندية إنه استنادا إلى تحليلات أولية فان الهجوم ربما يكون نفذته جماعة جيش محمد وهي جماعة متشددة متمركزة في باكستان وتطالب باستقلال الجزء الواقع تحت سيطرة الهند من كشمير.
وذكر مصدر من وزارة الداخلية طلب عدم نشر اسمه نظرا لحساسية الأمر "البنجاب ممر أيضا لتهريب المخدرات وندرك الآن أن العديد من الخلايا النائمة جرى تنشيطها في البنجاب."
وتشابه هذا الهجوم مع هجوم شنه مسلحون في يوليو تموز على مركز للشرطة في بلدة حدودية بالبنجاب أسفر عن سقوط تسعة قتلى. ولكن الهجوم الذي شن قبيل فجر اليوم السبت كان أكثر جرأة بكثير باستهدافه منشأة عسكرية ضخمة ينطلق منها اسطول الهند من مقاتلات ميج-21 الروسية الصنع وطائرات الهليكوبتر ام آي-35.
وقالت الحكومة إنه تم منع المسلحين من دخول المنطقة.
ويقول خبراء أمنيون إن تشديد الامن على امتداد الحدود المتنازع عليها بين البلدين في كشمير جعل المتشددين يوجهون نشاطهم جنوبا نحو أهداف أسهل في البنجاب.
وخاضت الهند وباكستان حربين بسبب اقليم كشمير منذ الاستقلال والتقسيم عام 1947.