الجبير في تونس لتفعيل التنسيق الأمني لمكافحة الارهاب
الوسط - المحرر الدولي
أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن وجود تنسيق أمني بين الرياض وتونس يهدف إلى خلق استراتيجية شاملة لمحاربة الإرهاب، وذلك خلال زيارته العاصمة التونسية على مدى اليومين الماضيين، التقى خلالهما الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ورئيس الوزراء الحبيب الصيد ووزير الخارجية الطيب البكوش، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الجمعة (1 يناير / كانون الثاني 2016)
وأعرب وزير الخارجية السعودي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التونسي البكوش عن استعداد بلاده لدعم تونس «التي تعرضت لهجمات إرهابية أكثر من مرة»، مشدداً على ضرورة «التعاون معها في محاربة الإرهاب فكرياً وأمنياً وتعليمياً».
ورأى الجبير أن «الإسلام ضحية للإرهاب والمسلمون جميعاً يرفضونه»، داعياً إلى وضع استراتيجية أمنية وثقافية وتعليمية بين دول التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب من أجل التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة.
من جهته اعتبر البكوش أن «هناك تشابهاً وتقارباً بين المواقف التونسية والسعودية تجاه قضايا وأزمات المنطقة وإن تونس تسعى مع المملكة العربية السعودية للوصول إلى حلول سياسية لأزمات المنطقة». وقال البكوش إن «زيارة وزير الخارجية السعودي إلى تونس بعد أسبوع من زيارة السبسي إلى الرياض تعني بداية تعاون بين البلدين وفق الاتفاقيات التي وقِّعت في الرياض». وكان الجبير وصل تونس أول من أمس، حيث التقى السبسي وناقش معه سبل تطوير العلاقات بين البلدين، في إطار متابعة زيارة الرئيس التونسي إلى السعودية قبل أكثر من أسبوع، وفق بيان للرئاسة التونسية.
وتطرق اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد بالوزير السعودي إلى كيفية تفعيل الاتفاقيات السابقة، حيث أكد الأول عقب اللقاء، أن «زيارة الجبير إلى تونس تأتي في إطار تفعيل ما تم الاتفاق عليه خلال الزيارة التي قام بها الرئيس التونسي إلى المملكة».
وأشرف كل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس التونسي الأسبوع الماضي، على توقيع عدد من اتفاقيات التعاون في المجال الدفاعي، ومجال الحماية المدنية والدفاع المدني، والنقل البري للبضائع والأشخاص، إضافة إلى منح قرضَين ماليَين من كل من الصندوق السعودي للتنمية، والبنك الإسلامي للتنمية. واعتبر مراقبون أن زيارة السبسي إلى السعودية في 20 كانون الأول (ديسمبر) الماضي دعمت العلاقات بين البلدين وأعادت تونس إلى موقع متقدم في الديبلوماسية العربية، بخاصة مع دعم الأخيرة للتحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي أعلنته المملكة.
في غضون ذلك، قرر عدد من التونسيين الاحتفال بالعام الجديد في مرتفعات جبل الشعانبي القريبة من الحدود الغربية مع الجزائر والذي تتحصن به مجموعات مسلحة موالية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وعبّر منظمو التظاهرة عن رغبتهم في إقامة الاحتفال «لتوجيه رسالة تحد ضد الإرهاب، والتعبير عن رفضهم لثقافة الموت والعنف التي تقودها الجماعات المتطرفة ولتأكيد مساندتهم المطلقة ودعمهم لجهود رجال الأمن والجنود في حربهم ضد الإرهابيين». وكان ناشطون في مؤسسات مجتمع مدني أعلنوا بداية هذا الأسبوع، عزمهم قضاء ليلة رأس السنة في جبل الشعانبي، بالتنسيق مع وزارة الدفاع التونسية، في إطار مبادرة أُطلِق عليها اسم «قافلة التضامن مع الجنود والأمنيين والأهالي في الشعانبي» ستضم عشرات المثقفين والإعلاميين فضلاً عن مئات المشاركين من شباب المنظمات والمواطنين.