باحثة أميركية لـ «الأنباء»: «داعش» سيُهزم في 2016
الوسط - المحرر السياسي
قالت الباحثة الأميركية المتخصصة في شئون الشرق الاوسط بمعهد بروكينغز في واشنطن، سوزان مالوني: ان العام الذي مضى «لم يكن عاما جيدا بالنسبة لازمات الشرق الاوسط»، متوقعة ان يكون العام الجديد، 2016، افضل حالا، معتبرة ان تحرير مدينة الرمادي في العراق من سيطرة داعش يشير إلى تراجع التنظيم ، وفق ما نقلت صحيفة "الأنباء" الكويتية اليوم الجمعة (1 يناير / كانون الثاني 2016).
وتوقعت مالوني في تصريح خاص لـ «الأنباء» ان يرغم تنظيم داعش على التخلي عن «عاصمته» في الرقة في سورية وربما يخرج أيضا من الموصل في العراق.
غير أنها أضافت «ان ذلك لن يعني هزيمة داعش إلا من الوجهة الظاهرية.
لقد سبق ان أدت زيادة أعداد القوات الاميركية في العراق في عام 2007 الى ما وصف آنذاك بهزيمة تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.
الا ان القاعدة عادت لتطل برأسها في هيئة اخرى بعد ذلك».
وقالت «لن يمكن هزيمة داعش سواء في العراق أو في سورية الا بعملية إصلاح سياسي واسع النطاق في البلدين يؤدي الى اشراك الجميع في السلطة السياسية واعتبارهم مسؤولين معا عن مستقبل بلادهم.
وفي اعتقادي فإن سياسات القمع بالقوة لن تسفر الا عن ظهور دواعش أخرى مستقبلا كما ظهرت داعش من بقايا القاعدة في بلاد الرافدين».
وأعربت الباحثة الأميركية عن توقعها ان يواصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف جهودهما للتوصل الى حل في سورية، مضيفة «لا اعتقد ان الغارات الجوية الروسية تساعد على تهيئة مناخ مناسب للمفاوضات.
انها تؤدي الى عرقلة العملية السياسية بما تجره من مرارات بسبب الضحايا سواء كانوا من المدنيين او من المعارضة المسلحة.
ليس ثمة معنى وراء قصف وقتل قيادات معارضة قالت انها ستشارك في المفاوضات الا الرغبة في عرقلة التفاوض».
وأشارت مالوني الى أن المعتاد كان اتهام الولايات المتحدة بأنها تشق الصفوف للتمهيد للتدخل العسكري في المنطقة، موضحة «أما ما يقال الآن فهو انتقاد الولايات المتحدة لأنها لا تتدخل.
ان هناك من يعتبرون واشنطن مسؤولة عن كل كارثة تحدث في الشرق الاوسط حتى ولو كانت الكوارث من فعلهم هم انفسهم».
من جهة اخرى، قالت مالوني «استمعت الى ترجمة حرفية لخطاب ابوبكر البغدادي الأخير وأعتقد انه كان يمهد على نحو ما لما سيحدث من إجبار لداعش على التخلي عن أراض سبق ان سيطر عليها.
وفي تقديري فإن الهزمية الحقيقية لداعش ستتحقق اذا قاوم أهل العراق وسورية محاولات تمزيق بلديهما طائفيا بواسطة قوى خارجية أو داخلية. ان الهوية الوطنية هي نقيض الهوية الطائفية».