سفارة فلسطين في البحرين تحتفل بإيقاد شعلة انطلاقة الثورة الـ 51
المنامة - بنا
أحيت سفارة دولة فلسطين لدى مملكة البحرين الذكرى الـ 51 لانطلاقة الثورة الفلسطينية بإيقاد شعلة الانطلاقة في حفل حاشد أقامته بحضور ممثل عن وزارة الخارجية بمملكة البحرين الوكيل المساعد لشؤون مجلس التعاون الخليجي والدول الغربية بالوزارة السفير ظافر العمران، والسفراء العرب وعدد من السفراء الأجانب على رأسهم السفير الصيني، وأعضاء من مجلسي النواب والشورى، وشخصيات بحرينية، وممثلي جمعيات سياسية، ورجال دين ومن أبناء الجالية الفلسطينية.
بداية توجه السفير الفلسطيني بأحر التعازي باسم القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني إلى عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وإلى رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وإلى ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وعبرهم لعائلات الشهداء الذين استشهدوا خلال الحادث الأليم الذي تعرضوا له يوم أمس الأول في حادث سير مروع ومؤلم في مدينة جازان في المملكة العربية السعودية، والعزاء موصول إلى شعب مملكة البحرين.
وبمناسبة الذكرى الـ51 لانطلاقة الثورة الفلسطينية ألقى سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين طه عبدالقادر كلمة رحب فيها بممثل وزارة الخارجية وبالسفراء العرب والأجانب والحضور، مؤكداً أن هذا الالتفاف حول القضية الفلسطينية ونحن نحيي سوياً الذكرى الـ51 لانطلاقة الثورة الفلسطينية المجيدة، لهو نموذج يدعوناً بأن نفتخر بأن فلسطين هي قضية توحد الأمتين العربية والإسلامية، وهي قضية إجماع عربي وإسلامي وعالمي إنساني، ولا زلنا نتلمس الالتفاف العربي والإسلامي من الخليج حتى المحيط لنصرة قضية العرب والمسلمين الأولى على أمل أن نحتفل سوياً في القريب العاجل وقد تمكنا من كنس الاحتلال الإسرائيلي وأقمنا دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها الأبدية القدس.
وأضاف السفير عبدالقادر "انه في الأول من يناير من العام 1965م، هذا اليوم المبارك والمجيد في تاريخ ثورتنا الفلسطينية المعاصرة وفي أعقاب عملية (نفق عيلبون) البطولية التي صعقت الكيان الصهيوني وفاجأته، أعلن عن انطلاق حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" رائدة وباكورة حركات النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي الغاشم لأرض فلسطين، معلنين بذلك انطلاق الثورة الفلسطينية الباسلة التي ارتبط اسمها بشكل وثيق بقائدها ورمزها ورمز شعبنا المناضل الشهيد ياسر عرفات (أبو عمار) الذي بقيادته وحنكته وبنضاله ونضال شعبنا وإخوانه ممن شاركوا في تأسيس هذه الحركة العملاقة، ومنهم الرئيس محمود عباس (أبو مازن) الذي حمل الراية من بعده، والشهداء الأبطال الذي نبرق لروحهم الطاهرة تحيات الإجلال والتبجيل، من القادة أعضاء اللجنة المركزية، ومن أبناء شعبنا الذين استطاعوا أن يعيدوا القضية الفلسطينية إلى مسارها الصحيح وإرسال رسالة مدوية للعالم اجمع بالاعتراف بشرعية النضال الفلسطيني وبأن الشعب الفلسطيني لن يهدأ ولن يستكين إلا بتحرير أرضه ونيل الاستقلال وإقامة دولته الحرة وعاصمتها القدس".
وقال السفير الفلسطيني: "إنه في الوقت الذي يوقد فيه أبناء شعبنا في الوطن والشتات شعلة الانطلاقة ليعلن عن إصراره المتواصل للإبقاء على شعلة النضال والثورة متقدة ومتوهجة ومتواصلة حتى نيل كافة الحقوق المشروعة لشعبنا، وهو في هذه الأيام يضرب خلال هبته المباركة للدفاع عن المسجد الأقصى والمقدسات أعظم آيات النضال والتضحيات بالأرواح وبالغالي والنفيس، موجاً تحية إجلال وإكبار للشهداء الأكرم منا جميعاً ولأسرى الحرية وللجرحى والمصابين وللمرابطات والمرابطين في المسجد الأقصى وفي كافة مدن ومحافظات وقرى ومخيمات فلسطين"، مؤكداً "أن الاحتلال الإسرائيلي إلى زوال مهما طال الزمان أو قصر، وأن النصر آتٍ آت، والدولة قادمة لا محالة، يرونها بعيدة ونراها قريبة بإذن الله".
واستذكر السفير عبدالقادر الدعم العربي والإسلامي الرسمي والشعبي في بداية انطلاقة الثورة الفلسطينية، مشيداً بهذا الدعم الذي له الأثر الكبير في دعم صمود أبناء شعبنا، مطالباً باستمرار وعودة هذا الدعم خاصة في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة وشعبنا في حاجة ماسة لتواصله، مؤكداً أن فلسطين هي أساس امن واستقرار المنطقة والعالم وعلى المجتمع الدولي أن يدرك أن هذا العالم لن ينعم بالسلام ما لم ينعم به شعبنا وعلى هذا المجتمع أن يقف مع الحق وأن يقوم بجهود حقيقية ملموسة بشكل اكبر من ذي قبل من أجل دعم شعبنا وإحقاق حقوقنا المشروعة، ولجم إسرائيل ومحاسبتها ومعاقبتها على جرائمها بحق شعبنا، وكذلك من أجل تمكيننا من إقامة دولتنا الحرة والمستقلة وعاصمتها القدس الشريف، خاصة وان فلسطين هي ارض الديانات السماوية الثلاث، ارض المحبة والسلام، ومسرى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ومهد سيدنا المسيح عيسى عليه السلام.
واختتم السفير عبدالقادر كلمته موجها التحية والتقدير للأخ الرئيس محمود عباس "أبو مازن" لجهوده الوطنية البارزة على كل الصعد ومنها العمل الدؤوب لترسيخ وتثبيت الاعتراف بالدولة الفلسطينية في المحافل الدولية، ولدوره على الصعيد الدبلوماسي البارز في فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا المقاوم، مشدداً أننا سنبقى على العهد والقسم، مؤكداً أن هبة شعبنا ومقاومته ستتواصل حتى دحر هذا الاحتلال البغيض، موجهاً التحية للأهل في القدس المحتلة وخليل الرحمن المحاصرة ولكافة أبناء شعبنا في الوطن والشتات.
بدوره، عبر ممثل الخارجية السفير ظافر العمران عن سروره للمشاركة في حفل إيقاد شعلة الانطلاقة ممثلاً لوزارته، كما عبر عن سعادته بنقل تحيات وزير الخارجية الشيخ خالد بن احمد بن محمد آل خليفة، قائلاً: "ويشرفني بهذه المناسبة الهامة أن نحتفل معكم مجدداً بإضاءة شعله الانطلاقة بالذكرى الواحد والخمسون (51) لانطلاقة الثورة الفلسطينية ، مؤكدين لكم موقف مملكة البحرين الثابت قيادة وشعبا تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، مثمنين التضحيات التي يبذلها الشعب الفلسطيني، والبطولات التي يسطرها في تارخه المشرف والمضيء بدماء الشهداء".
وأكد العمران أن "القضية الفلسطينية ومعاناة شعبها الشقيق مازالت في وجدان الأمة العربية والإسلامية، يؤكدها جلالة الملك في جميع المحافل المحلية والدولية، على انه من الضروري الوصول إلى حل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية، وذلك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ، وفقا لقرارات الأمم المتحدة، وانه لابد من الحصول على كافة الحقوق الفلسطينية عبر بوابة الأمم المتحدة، وهي معركة سياسية تخوضها القيادة الفلسطينية في الأمم المتحدة لا تقل أهمية وخطورة عن الكفاح المسلح، وذلك عن طريق الانضمام إلى مزيد من الاتفاقيات والمواثيق الدولية، من اجل تكريس مفاهيم الدولة الفلسطينية الحقيقية".
وعبر ممثل الخارجية عن الشعور بالقلق البالغ لما يتعرض له الشعب الفلسطيني، والأماكن المقدسة في القدس الشريف من انتهاكات لحرماتها، داعياً المجتمع الدولي لمزيد من الدعم لفخامة السيد محمود عباس رئيس دولة فلسطين، الذي يبذل جهوداً مضنيه من اجل نصرة القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، ويعمل من اجل إحلال السلام العادل والشامل في المنطقة، كما إننا نجدد مطالبة إسرائيل بالكف عن إنشاء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتوقف عن سياسة التنكيل والوحشية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، والتي تعيق فرص السلام.
كما جدد السفير العمران الدعوة لاحترام قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي لوقف كافة الانتهاكات والتعديات الإسرائيلية المستمرة، واحترام مبادئ الشرعية الدولية في هذا الشأن واتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949 التي تحظر أحداث تغييرات جغرافية أو ديموغرافية لما فيه خير شعوبها جميعاً.
كما تقدم السفير العمران "ببالغ الشكر إلى سفارة دولة فلسطين متمثلة بسعادة السفير الفلسطيني الأخ طه عبدالقادر، سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين، على الفعاليات المستمرة والجهود المخلصة التي يقوم بها في سبيل نصرة القضية الفلسطينية والعمل من أجل تحقيق حلم العودة للشعب الفلسطيني إلى أرضه المغتصبة ليحل الحق ويزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا."
وفي أجواء صدحت خلالها أغاني الثورة الفلسطينية، وسادها الحنين إلى فلسطين حرة عربية مستقلة، تقدم السفير الفلسطيني يرافقه السفير العمران والسفراء والأجانب وأوقدوا شعلة الانطلاقة الـ51 وسط حماس وتصفيق الجميع.