أخوات بريطانيات ثلاث.. سافرن للعمرة فاختفين في دهاليز "داعش"
الوسط - المحرر السياسي
بصوت مخنوق، ناشد "أخطر إقبال" زوج إحدى بريطانيات ثلاث يعتقد أنهن هربن إلى سورية، زوجته وأختيها "أن يعدن إلى الديار" ، وذلك وفق ما نقل موقع قناة "الحرة" اليوم الخميس (31 ديسمبر/ كانون الأول 2015).
وتحدث إقبال وهو يمسح دموعه عن "حبه الجارف لعائلته"، وقال في مؤتمر صحافي الثلثاء "لا استطيع العيش من دونكم.. من فضلكم لا تهملوا اتصالاتي، أريد أن أعرف أنكم بأمان.. أحبكم جميعا".
المشاعر ذاتها عبر عنها محمد شعيب، وهو أيضا زوج إحدى الفتيات الثلاث. وقال شعيب وهو يغالب دموعه "من فضلك عودي إلى المنزل، أعرف أن الأطفال لا يمكنهم العيش من دوني ودونك".
ولم يستطع الزوج الثالث حضور المؤتمر في رادفورد شمالي إنكلترا لوجوده في باكستان.
الاختفاء الغامض
في 28 من الشهر الماضي توجهت الأخوات (صغرى داوود، خديجة والزهراء) إلى السعودية لأداء مناسك العمرة.
كان مفروضا أن تعود البريطانيات الثلاث رفقة أطفالهن التسعة إلى بلدهن في 11 من الشهر الجاري، لكن أزواجهن في بريطانيا فوجئوا بانقطاع أخبارهن، ولاحقا توصل الأزواج بمعلومات تفيد بسفر الزوجات رفقة أطفالهن إلى اسطنبول.
ويعتقد أن الأخوات الثلاث سافرن إلى مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية داعش.
لم يتوصل الأزواج الثلاثة بأي رد من زوجاتهم. ولم تحدث صفحاتهن على مواقع التواصل الاجتماعي منذ ما قبل الاختفاء الغامض بيومين.
وتجهل حتى الآن الأسباب التي دفعت البريطانيات الثلاث إلى الاختفاء.
وقال محمد شعيب زوج إحدى المختفيات "كنا نعيش حياة رائعة، كنا في عائلة جميلة. لا أردي ماذا حدث".
ويقول شعيب إن زوجته رحلت دون أن تخبره مصطحبة معها طفلين في الخامسة والسابعة من العمر.
تحت المراقبة
لـ"فترة طويلة" وضعت الشرطة ومصالح الأمن البريطانية العائلات الثلاث تحت المراقبة.
كان السبب في ذلك سفر شقيق الأخوات الثلاث للقتال في سورية قبل حوالي عامين.
ويقول جيران إن مراقبة الشرطة للأسر الثلاث كانت واضحة ومعروفة.
لكن محامي الأزواج ينفي "وجود أي مؤشر" كان يدل على رغبة لدى المختفيات في السفر إلى سورية.
ويضيف أن الأزواج "حائرين" حول الأسباب التي دفعت زوجاتهم إلى الاختفاء.
وتتحدث إحدى جارات المختفيات عن "عائلات منغلقة على نفسها".
وتقول إن البريطانيات الثلاث لم تكن لديهن رغبة في التواصل مع محيطهن، "لم يكن يتحدثن مع أي أحد".
المصير المؤلم
في حال تأكد انضمام البريطانيات الثلاث إلى داعش، فإن المهام التي تنتظرهن قاسية.
قد يكن ضحايا أو جلادات. ففي سورية والعراق تتنوع المهام التي توكل إلى النساء. قد يكن أمهات وزوجات أو حتى "نساء متعة" لمقاتلي التنظيم، أو أن يشتغلن في "كتيبة الخنساء" وعمل هذا التشكيل هو معاقبة اللواتي لا يلتزمن بـ"قوانين" داعش.
وتنشط "كتيبة الخنساء" في مدينة الرقة السورية.
ويقول نشطاء في المدينة إنها تعذب حد الموت أحيانا نساء المدينة في حال رفعن أصواتهن أو خرجن للشارع دون محرم.
وتقدر إحصائيات حديثة عدد اللواتي انضممن إلى داعش بـأكثر من 20 ألف أجنبية.