ذوو و أصدقاء شهداء الواجب: التضحية في سبيل الوطن شرف عظيم لا يدانيه شرف
المنامة – بنا
عبر ذوي شهداء الواجب الذين استشهدوا أمس الثلثاء (29 ديسمبر/ كانون الأول 2015) خلال حادث بالحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية، لدى مشاركتهم في الواجب الوطني المقدس ضمن صفوف قوات التحالف العربي بقيادة القوات المسلحة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، عبروا عن فخرهم واعتزازهم باستشهاد أبناءهم فداء للوطن وتلبية لنداء القيادة الرشيدة، مشيدين بوقفة أهل البحرين معهم في مصابهم الجلل وهو ما عبر عنه توافد المواطنين إلى مكان دفن الجثامين الطاهرة.
وفي مقبرة الحنينية بمدينة الرفاع قال والد شهيد الواجب النقيب مبارك سعد الرميحي "نحمد الله سبحانه وتعالى برغم الحزن على فقدنا الجلل في ابننا مبارك إلا أننا مؤمنون بقضاء الله وقدره أن أكرمنا بشهادته، ضمن صفوف قوات التحالف العربي المشاركين في الواجب الوطني المقدس بقيادة القوات المسلحة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة".
وأضاف في تصريح خاص لوكالة أنباء البحرين (بنا) "نسأل المولى سبحانه وتعالى أن يتقبل فقيدنا الغالي بقبول حسن وأن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء، ونحن كلنا فداء للبحرين وللقيادة الرشيدة، وأن الموت في سبيل الأوطان لهو شرف عظيم لا يدانيه شرف"، مترحما على كل شهداء البحرين من قوة الدفاع ومن وزارة الداخلية وكل من قدم نفسه في سبيل الله والوطن".
ومن جانبهم قال أشقاء الشهيد، وأبناء عمومته بأن "المشهد في مقبرة الحنينية يختصر كل تصريح ممكن أن يقال في هذه اللحظة، نحن نرى كل البحرين الآن معنا هنا يواسوننا في فقدنا وفقد البحرين، وأن وجود القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة إلى جانب كبار القادة من قوة الدفاع ووزارة الداخلية، ومن كبار العائلة الحاكمة الكريمة، ومن المسئولين في الدولة ومن الأهل والمواطنين ورفقاء الشهيد وأصحابه، مشهد لا يمكن أن ينسى من الذاكرة، يؤكد ما للشهيد والشهداء من مكانة سامية في قلوب الناس".
وأكد أحمد الكعبي أحد أصدقاء الشهيد "صعب أن يعبر الإنسان عن فقد عزيز في هذه اللحظة، خاصة وأن الفقيد قد نال المكانة الرفيعة التي ينتظرها أي محب وأي مخلص لتراب وطنه، فالشهيد العزيز كان مخلصا في عمله وفي أداء الأمانة التي كلف بها منذ أن انخرط في خدمة الوطن العزيز ضابطا بقوة دفاع البحرين، أسأل الله عز و وجل أن يتغمد روحه الجنة، وأن يصبر أهله وأصحابه ومحبيه".
ومن جانبه ذكر عبدالله الرميحي من ذوي الفقيد "أن أهل البحرين بتماسكهم ووحدتهم قد أشعرونا بأن الفقيد ليس ابننا نحن فقط بل ابن لكل البحرين، وأن المهمة التي كلف بها ضمن قوات التحالف العربي الوطني بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة إنما هي لحماية الأرض والعرض وصون للأمة العربية والإسلامية، نحن فخورون كل الفخر باستشهاد ابننا النقيب مبارك سعد الرميحي، كما نحن فخورون بكل شهداء البحرين الذين ضربوا أروع الأمثال في التضحية والفداء خدمة للوطن وللقيادة الرشيدة ".
وفي مقبرة مدينة المحرق أثناء دفن جثمان الشهيد النقيب أحمد محمد أمين أعرب المشيعون عن تقديرهم لرجال قوة دفاع البحرين الذين يحمون أرض الوطن ضمن قوة التحالف العربي، وعبروا عن فخرهم باستشهاد جنود البحرين البواسل أثناء تأدية واجبهم المقدس ضمن عملية إعادة الأمل في اليمن الشقيق، معتبرين بأنه مصدر فخر واعتزاز لكل بحريني وخليجي وعربي.
وأكدوا بأن استشهاد أبناء الوطن في معارك العزة والشرف والكرامة، قد كُتب بمداد من نور، وسيظل التاريخ يذكر ذلك بكل الفخر والاعتزاز، داعين الله العلي القدير أن يحفظ رجال قوة دفاع البحرين في حلهم وترحالهم، وهم يخوضون معارك البطولة والفداء، مؤكدين بأن حماية الأوطان شرف عظيم لكل بحريني تربى على هذه الأرض، وبأن البحرين ودول الخليج العربي والأمة العربية ستبقى عصية على كل الأعداء.
ووفي السياق نفسه أعرب شقيق الشهيد عن شعوره بالفخر كون شقيقه قد ضحى بروحه في سبيل الوطن، وان استشهد في سبيل الله، داعيا من الله عز وجل أن ينال الشهادة مثل أخيه راجيا من الله أن يحسبه من الشهداء، مضيفا أن شقيقه قدم روحه دفاعا عن الحق وعن الوطن، مضيفا قوله "إننا نحن جميعا فداء للوطن وللقيادة".
من جهته قال ابن عم الشهيد علي نور "إننا نشعر بالفخر والاعتزاز بعد أن من الله علينا بأن جعل أحد أبناء العائلة من الشهداء، مشيرا إلى أن الشهيد أحمد أمين كانت له إسهامات كثيرة في الطب ولم يكن يألو جهدا في تقديم يد العون والمساعدة للكثير من الناس، ونحمد الله على كل شيء، ونحن راضون بقضاء الله وندعو من الله أن يسكن الشهيد أحمد أمين فسيح جناته ويتقبله من الشهداء.
بدوره قال الرائد أسامة موسى من الكتيبة الطبية وأحد زملاء الشهيد أحمد أمين إن الشهيد كان مثال يحتذى به من الخلق والتدين، مضيفا أن الشهيد الراحل لم يبخل بالجهد والعرق في سبيل تنفيذ كل ما كان يطلب منه، وكان تاريخه العسكري شاهد له بالالتزام وتنفيذ الأوامر، وكان خير قدوة لزملائه .
وتابع قائلا "الشهيد أحمد أمين أدى واجبه على أكمل وجه وكان خلوق مع الجميع وكان طيب السيرة ولم يصدر منه سوى كل خير، ولا يسعنا إلا أن ندعو من الله جل وعلى أن يرحمه ويغفر له ويجعله من الشهداء.
وبمقبرة الحد شيعت جموع المشاركين في صلاة الجنازة الشهيد الرقيب الأول حسن علي إسكندر ماجد، الذي استشهد أمس خلال حادث بالحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية، لدى مشاركته في الواجب الوطني المقدس ضمن صفوف قوات التحالف العربي بقيادة القوات المسلحة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة.
وأكد أهل الشهيد وأقرباءه بأن استشهاد ابنهم حسن يمثل مكان فخر للأسرة ولكل أصحابه وزملاءه بعد سنوات بقوة دفاع البحرين عمل فيها بصدق وإخلاص وتجرد، وقد شهد له الجميع بالأخلاق المثلى وحبه لعمله وقد أدى واجب الوطن على أكمل وجه، وكان يضع البحرين في حدقاته عيونه مطيعا لقادته بلا تردد.
وأضافوا بأن استشهاد أبناء الوطن في معارك العزة والشرف والكرامة، قد كُتب بمداد من نور، وسيظل التاريخ يذكر ذلك بكل الفخر والاعتزاز، داعين الله العلي القدير أن يحفظ رجال قوة دفاع البحرين في حلهم وترحالهم، وهم يخوضون معارك البطولة والفداء، مؤكدين بأن حماية الأوطان شرف عظيم لكل بحريني تربى على هذه الأرض، وبأن البحرين ودول الخليج العربي والأمة العربية ستبقى عصية على كل الأعداء.
وقال المرشد الديني لقوة دفاع البحرين عيسى العثمان والذي كان إماما في صلاة الجنازة على الشهيد حسن إسكندر، نحسبه عند الله شهيدا، ونوه إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن للشهيد 6 خصال، وأشار إلى أن الشهيد اسكندر كان من المواظبين على الصلاة في جماعة، ويشهد له جميع أقرانه بطيب الخلق والإخلاص في العمل.
وأكد الوكيل أول جابر عبدالله أن الشهيد حسن اسكندر كان من الجنود الأكفاء والمشهود لهم بالوطنية والإخلاص في العمل، لافتا إلى أنه لم يتلقى يوما أي إنذار أو لفت نظر، بل كان من المتميزين في أداء واجبهم العسكري، فضلا عن التزامه الديني وحسن تعامله مع زملائه الذين حرصوا اليوم على حضور مراسم الدفن والصلاة عليه.
وأوضح صديق الشهيد إسكندر إبراهيم البوفلاسة أنه التقى معه قبل سفره إلى اليمن وجلسا مع أصدقائهما يتحدثون عن رحلته التي لم يكن يعلم أنها الأخيرة، مشيرا إلى أن الشهيد إسكندر كان مقتنعا أنه ذاهب للدفاع عن دينه ووطنه وكان رغم سعادته بالتواجد بين أصدقائه وأهله، إلا أن الواجب الديني والوطني مثل له السلوى في بعده عن أحبائه.
وقال البوفلاسة أنه والشهيد إسكندر أصدقاء من أيام المدرسة الابتدائية وقبلها كذلك، لأنهما من ذات المنطقة في الحد، وأكد على أنه كان إنسان طيب ومهذب ومحترم والكل كان يحبه ولم يكن يوماً له أعداء بل أنه كان يحرص على حب الناس ومودتهم.
وأوضح العسكري ناجي عبيد زميل الشهيد حسن اسكندر أنهما زملاء في السكن وكانا دائما معا في جميع المهمات العسكرية، لكنه عاد إلى البحرين قبل الحادث بيوم واحد، ولم يصدق عندما سمع بما حدث، وقال أن أَجل اللَه إذا جاء لا يؤخر، ونحسبه عند الله شهيدا للواجب الوطني المقدس.
ونوه عبيد بمناقب الشهيد قائلا، أنه كان خلوقا يحرص على الصلاة في جماعة ويحبه الجميع، وكان ودودا في جلساته مع أصدقائه وزملائه، ودائم الضحك والابتسام مع الجميع، وكان يحب وطنه ويؤكد دائما أن تواجده على الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية، هو شرف لأي بحريني مخلص لدينه ووطنه.