مقتل قائد جيش الإسلام زهران علوش وعدد من القيادات والعناصر بغارة جوية استهدفت اجتماعاً لهم في ريف دمشق
بيروت - رويترز
قالت مصادر بالمعارضة السورية إن زهران علوش قائد جيش الإسلام أقوى فصائل المعارضة المسلحة في ريف دمشق قتل اليوم الجمعة (25 ديسمبر/ كانون الأول 2015) في غارة جوية روسية استهدفت مقرا سريا للجماعة.
وأكد الجيش السوري مقتل علوش الذي تضم جماعته آلاف المقاتلين وهو أكبر فصيل مسلح بالمعارضة في المنطقة.
وقتل عدد من قادة الفصائل المسلحة منذ بدأت روسيا حملتها الجوية في 30 سبتمبر أيلول لدعم الرئيس السوري بشار الأسد الذي عانت قواته سلسلة انتكاسات في الحرب الأهلية التي توشك أن تكمل عامها الخامس. ولم يرد أي تعليق على الفور من وزارة الدفاع الروسية أو وزارة الخارجية.
ووجه مقتل علوش ضربة كبيرة لسيطرة فصائل المعارضة على الريف الشرقي لدمشق والمعروف باسم الغوطة.
وجاء مقتل علوش في حين يستعد حوالي 2000 مقاتل بينهم أعضاء في تنظيم "داعش" وجبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا لمغادرة المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في جنوبي دمشق والتي تحاصرها القوات الحكومية منذ سنوات.
ويجري انسحاب المقاتلين بموجب اتفاق بوساطة الأمم المتحدة ويمثل الاتفاق نجاحا لحكومة الأسد ويزيد فرصها في إعادة احكام سيطرتها على منطقة استراتيجية تبعد أربعة كيلومترات فقط عن وسط العاصمة.
وقال الجيش السوري اليوم الجمعة إنه تقدم إلى طريق حلب دمشق الإستراتيجي الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة في أحدث مكاسبه خلال هجوم رئيسي بدعم من فصائل شيعية مدعومة من إيران علاوة على الضربات الجوية الروسية.
* التطورات تعزز وضع الأسد
وتعزز كل هذه التطورات مجتمعة وضع الأسد في الوقت الذي تستعد فيه حكومته للمشاركة في محادثات سلام تخطط الأمم المتحدة لعقدها في جنيف في أواخر الشهر المقبل.
وأقر مجلس الأمن الدولي يوم 18 ديسمبر/ كانون الأول قرارا بالاجماع يدعم خارطة طريق دولية لعملية السلام السورية في مؤشر نادر على التوافق بين القوى الكبرى بشأن الصراع الذي حصد أرواح أكثر من ربع مليون شخص.
ويضم جيش الإسلام الذي كان يقوده علوش آلاف المسلحين وهو أكبر فصيل مسلح وينظر إليه على أنه الأكثر تنظيما بين الجماعات المسلحة ويتولى بالفعل إدارة الغوطة الشرقية.
وعلوش على خلاف فكري مع تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة وتبنى توجها إسلاميا أكثر اعتدالا وكان يقاتل من أجل طرد المتشددين من المناطق الخاضعة لسيطرته. لكنه تعرض لانتقادات لحملة على المعارضين واتهم باختطاف عدد من النشطاء البارزين في 2013.
وتتهم سوريا منذ فترة طويلة المملكة العربية السعودية بتمويل شحنات الأسلحة وغيرها من الإمدادات لعلوش. لكن تقارير قالت إنه أخفق خلال زيارات إلى دول معادية للأسد في الحصول على الدعم الذي يريده لجماعته.
ويقول خبراء الدفاع إن تشرذم فصائل المعارضة المسلحة قد يعزز سيطرة الأسد على بقية الغوطة التي تحاصرها قواته منذ سنوات وكانت هدفا لغارات كثيفة على مناطق يقطنها مدنيون.
اتفاقات محلية
وفي تطور منفصل قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن السلطات السورية منحت آخر مجموعة من مقاتلي جبهة النصرة في محافظة درعا بجنوب البلاد وعددهم نحو 200 مسلح ممرا آمنا للمغادرة إلى محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد ومقره بريطانيا إن دمشق وافقت على هذه الخطوة مقابل إطلاق سراح ضباط إيرانيين احتجزتهم جبهة النصرة عندما كانوا يقاتلون في صفوف الجيش السوري.
جاء اتفاقا جنوب دمشق ودرعا بعد اتفاق سابق لوقف إطلاق النار في مدينة الزبداني على الحدود اللبنانية واتفاق سمح لفصائل المعارضة بمغادرة الجزء المحاصر من مدينة حمص وهو اتفاق قالت الأمم المتحدة إنه قد يمهد الطريق لوقف إطلاق النار على مستوى البلاد.
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس الخميس إن دمشق مستعدة للمشاركة في محادثات السلام في جنيف وإنها يحدوها الأمل في أن يساعدها الحوار على تشكيل حكومة وحدة وطنية.