العدد 4856 بتاريخ 23-12-2015م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


قالت: وضعتُ الأطفال في "شرشف" ليسهل حملهم... ومنظر الجثث داخل النيران أرعبني

ممرضة تروي اللحظات الصعبة لإنقاذ أطفال حضانة مستشفى جازان بالسعودية وسط ألسنة اللهب

الوسط - المحرر الدولي

روت الممرضة أميرة إسماعيل لموقع "سبق" تفاصيل اللحظات الحرجة والصعبة فجر اليوم الخميس (24 ديسمبر/ كانون الأول 2015)، داخل مستشفى جازان العام وبالتحديد بين أطفال قسم الحضانة على بعد أمتار فقط من ألسنة اللهب المتطايرة وسحب الدخان الكثيفة ووسط الظلام الدامس، إذ قامت بدور بطولي أنقذت فيه مع زميلتها أطفال حضانة مستشفى جازان الثمانية، بعد أن حاصرتهم النيران والدخان خلف أبواب الحضانة.

وبصوت بالغ التأثر تحدثت أميرة إسماعيل الممرضة في قسم حضانة مستشفى جازان لـ "سبق" عما حدث في ساعة الصفر داخل المستشفى وقالت: "في الساعة الواحدة ليلاً، قالت لي زميلتي إنها تشم رائحة تشبه رائحة الدخان، فقلت لها إنني لا أشم أي رائحة، وبعد أن كررت علي كلامها، خرجت معها من المكان الذي نحن فيه، فإذا بنا نشم رائحة الحريق تخرج من غرفة المستخدمات التي يوجد فيها أدوات النظافة، عندها قابلنا حارسات الأمن والسلامة وهن يصرخن "حريق... حريق..." ويأمرن الجميع بإخلاء المكان".

وتكمل أميرة وصف الحدث المرعب: "في الحال نظرتُ لحضانة الأطفال فرأيت النيران تشتعل من خلف الزجاج في الحضانة، والدخان يغطي الزجاج، فأخذت أبكي أنا وزميلتي إلا أنني تمالكت نفسي ورفضت ترك المكان، وطلبت من الأمن كسر باب الحضانة ودخلت للحضانة التي يوجد بها 7 أطفال وعلى الفور وضعت 4 أطفال في " شرشف " وجعلته على شكل "مهاد" وطلبت من الحضور إخراجهم بسرعة خارج المستشفى".

وتضيف "ثم حملت أحد الأطفال وسلمته لزميلتي وأخذت الثاني وسلمته لأحد الموظفين، فيما حملت الثالث وخرجت به من الحضانة، ثم ذهبت للعناية المركزة وتفاجأت بأن الباب مغلق عليهم وليس لديهم علم بالحريق، فطرقت الباب عليهم فخرجوا، وأخرجوا الطفل الذي في العناية معهم، وتم إخراج جميع الأطفال وكلهم بصحة جيدة ولله الحمد".

وتابعت "للأسف حينما شاهد الموجودون النار والدخان يغطي الحضانة، أشاع الناس أن الأطفال في الحضانة محتجزون، والحقيقة أننا بفضل الله أخرجناهم كلهم وهم بصحة جيدة".

وواصلت أميرة حديثها، وعن شعورها وهي تشاهد هول الفاجعة "أكثر شيء أثر في نفسي هو منظر الجثث والمصابين، خاصة من كبار السن وهم يصرخون داخل النيران، ويطلبون نجدتهم، لقد أرعبني المشهد وأستحضره حتى الآن ولم أستطع النوم من شدة الموقف".

 



أضف تعليق