أكدت أن المشروع تلبية لمناشدة من أساتذة وخريجي المعهد الديني الجعفري لاستكمال منظومة الدراسات الاسلامية العليا
"الأوقاف الجعفرية": مشروع حوزة الإمام الصادق (ع) سيشكل رافداً مهماً لنشر وإحياء التراث العلمي لعلماء البحرين عبر العصور
المنامة – الأوقاف الجعفرية
أكدت إدارة الأوقاف الجعفرية أن مشروع حوزة الإمام الصادق (ع) في مسجد الامام الصادق عليه السلام في منطقة القفول في العاصمة المنامة سيمثل صرحاً دينياً ورافداً من روافد المعرفة لنشر الأحكام والمعارف الإسلامية وعلوم النبي (ص) وأهل بيته الطاهرين (ع)، علاوة على تعريف الأجيال الحالية والمقبلة وسائر المهتمين بالتراث العلمي الغني والثري لعلماء البحرين عبر العصور، حيث كانت البحرين على مدار التاريخ حاضرة علمية ونقطة إشعاع ديني ومعرفي لكل المنطقة.
وأشارت الإدارة إلى أنّ تهيئة المسجد لمرافق الحوزة الدينية لن يتعارض مع اقامة صلاة الجماعة المعتادة فيه بل سيساهم في تطوير الخدمات في المسجد ، حيث سيتزامن مع القيام بصيانة شاملة للمسجد لأول مرة بعد مضي اكثر من ثلاثين سنة على انشائه.
وسيضم المنهج الدراسي لأول مرة متوناً دراسية في شتى حقول العلم والمعرفة الاسلامية لكبار ومشاهير علماء البحرين عبر العصور الذين يمثلون مصدر فخر واعتزاز لجميع أبناء هذا البلد العريق في جذوره والسابق على غيره في احتضان الرسالة الإسلامية، وقد أثرى علماؤه العالم الإسلامي بنتاجهم ومعارفهم الغزيرة والعميقة والمتنوعة على امتداد الحقب والعصور.
وأكدت ادارة الأوقاف الجعفرية أنّ مشروع حوزة الإمام الصادق(ع) هو مشروع ديني وعلمي وليس موجهاً ضد أي طرف أو جهة، ولا يخضع تحت وصاية أحد، بل بابه مفتوح للتعاون مع الجميع في إطار تطلعاته وغاياته السامية.
وأكدت أن المشروع لن يتدخل في شؤون أي من الحوزات الأخرى القائمة، وأوضحت بأن المشروع يسعى إلى استكمال المنظومة الدينية التعليمية للمعهد الديني الجعفري بناءً على طلب من عدد من أساتذة وخريجي المعهد لمواصلة دراستهم العلمية العليا على أسس أكاديمية، كما أنّ الانضمام لهذه الحوزة ليس إجبارياً وإنما هو أمر اختياري بحت لكل من يرغب في ذلك من الطلبة أو المهتمين، كما أن مناهجها ستكون علنية ومنشورة بمختلف الوسائط المطبوعة والالكترونية.
وقالت الإدارة في بيانها إن الحوزة تتشرف باتخاذها اسم الإمام الصادق (ع) اسماً ورمزاً وقدوة لها، وكان (ع) رائداً وعلماً من رواد الفقه وثقافة الحوار الإسلامي وإماماً ومرشداً لأئمة المذاهب الإسلامية الأخرى بل الأديان الأخرى، فأهل البيت (ع) هم مشاعل نور للإنسانية جمعاء وليسوا حكراً على فئةً أو طائفة، مبينة أنّ المقر الحالي سيكون مقراً مؤقتاً، في حين أن العمل قائم على إقامة المشروع في موقعه الأصلي المخطط له.
وأوضحت إدارة الأوقاف الجعفرية السياق التاريخي لهذه المبادرة: " في حقيقة الأمر أنّ مشروع حوزة الإمام الصادق (ع)، هو مبادرة ذاتية انطلقت من سماحة الشيخ محسن آل عصفور، وكان يعمل عليها بكل جهد منذ سنوات طويلة تمتد لثلاثة عقود ، وأعلن عنها في محافل وأوقات عديدة ومختلفة سابقة لتعيينه على رأس ادارة الأوقاف الجعفرية، ضمن منظومة من المشاريع العلمية الدينية الحضارية الهامة التي يتبناها ويسعى لتحقيقها.
ويمكن الرجوع في هذا الشأن للمقابلة المفصلة التي أجرتها صحيفة "الوسط" مع سماحته في العام 2008 (العدد 2302، الخميس 25 ديسمبر 2008 الموافق 27 ذو الحجة 1429 هــ) ، وقد أعلن سماحته حينها في المقابلة المذكورة عن تفاصيل هذا المشروع، وجاء في المقابلة ما نصه: أن "هناك ثلاثة مشروعات مستقبلية عملنا خلال الفترة السابقة على تهيئة الظروف المناسبة لإنجاحها نسأل الله تعالى التوفيق لإنجازها في المستقبل القريب أو البعيد وهي:
1 ـ حوزة العلامة الشيخ حسين آل عصفور العريقة التي كانت اكبر الحوزات التي شهدتها البحرين في تاريخها التي كانت تستقطب الطلبة من مختلف دول الجوار، وذلك في مقرها التاريخي في قرية الشاخورة وقد عملنا الخرائط الهندسية الخاصة بها وأخذنا إجازة البناء وبقي التمويل اللازم لبنائها.
2 ـ جامعة العلامة الشيخ حسين آل عصفور الإسلامية، وتحتوي على ثلاث كليات: كلية السيد هاشم البحراني لعلوم القرآن والحديث، وكلية الشيخ ميثم البحراني للفلسفة والآداب، كلية الشيخ يوسف البحراني للدراسات الإسلامية والفقه المقارن (انتهى الاقتباس).
3 ـ مركز العلامة الشيخ حسين آل عصفور الاسلامي الثقافي
وذكرت أن المشروع هو محاولة جادة لإعادة المدرسة البحرينية العلمية الاصيلة، فهذه الحوزة ستكون متخصصة في احياء مصنفات علماء البحرين، وأن تكون محوراً للدراسة، وكتب علماء البحرين على راسهم العلامة الشيخ ميثم والسيد هاشم التوبلاني والشيخ حسين آل عصفور والشيخ يوسف آل عصفور، خاصة أن توصيات مؤتمر الشيخ حسين ال عصفور الذي عقد بمبادرة أهلية قبل سنوات كان من أبرز توصياته المطالبة بتدريس مناهج علماء البحرين لإحياء المدرسة الدينية العلمية البحرينية العريقة وبالخصوص العلامة الشيخ حسين الذي له من المصنفات مايقرب من مائة مصنف .
وكشفت الأوقاف الجعفرية أن هناك اتصالات مع الكثير من الحوزات والجامعات للاستفادة من مصنفات علماء البحرين لتدريسها ضمن مقرراتهم الدراسية لاسيما في العراق وقد تم اعادة تهيئة البعض كباكورة تدشين منهج الحوزة مثل كتاب اصول البلاغة وفن الخطابة والالقاء للشيخ ميثم البحراني الذين يدرسان فعلا من سنوات طويلة في جامعة القاهرة بمصر الشقيقة .