نصر الله يتهم اسرائيل بمقتل القنطار ويتوعدها بالرد
بيروت - أ ف ب
قال الأمين العام لجماعة حزب الله في خطاب متلفزاً مساء أمس (الإثنين) إن جماعته سترد على مقتل الناشط البارز سمير القنطار في الوقت والمكان المناسبين.
وشيّع حزب الله أمس في معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت القيادي سمير القنطار غداة إعلان مقتله جرّاء غارة إسرائيلية في سورية، حيث كان يتولى قيادة مجموعة عمليات في الجولان السوري ضد إسرائيل.
وفي حسينية روضة الشهيدين في منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت ووسط إجراءات أمنية مشددة، سُجي جثمان القنطار، ملفوفاً بعلم حزب الله. ووضعت خلف النعش لافتة كُتب عليها «على طريق القدس، عميد الأسرى الشهيد سمير القنطار».
وأدّى عناصر من حزب الله باللباس العسكري «قسم العهد للمقاومة» أمام النعش قبل أن يحملوه وخلفهم مئات المشاركين في الجنازة ليوارى في روضة الحوراء زينب في الغبيري، حيث يدفن الحزب قتلاه الذين يسقطون في سورية.
ونثر المشاركون في التشييع الورود والأرز على نعش القنطار، ورفع عدد كبير منهم أعلام حزب الله، وحمل البعض أعلام لبنان وفلسطين.
حزب الله يُشيِّع «الشهيد» سمير القنطار في معقله جنوب بيروت
بيروت - أ ف ب
شيع حزب الله أمس الإثنين (21 ديسمبر/ كانون الأول 2015) في معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت القيادي سمير القنطار غداة إعلان مقتله جراء غارة إسرائيلية في سورية، حيث كان يتولى قيادة مجموعة عمليات في الجولان السوري ضد الدولة العبرية.
وألقى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عند الثامنة ونصف مساء (18,30 ت غ) خطاباً متلفزاً تطرق فيه إلى اغتيال القنطار متهماً إسرائيل باغتياله، وطبيعة ما سيكون عليه رد الحزب. وتأتي إطلالة نصرالله غداة إطلاق ثلاثة صواريخ كاتيوشا مساء أمس الأول من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل، التي ردت بدورها بإطلاق تسع قذائف على جنوب لبنان.
وفي حسينية روضة الشهيدين في منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت ووسط إجراءات أمنية مشددة، سجي جثمان القنطار، ملفوفاً بعلم حزب الله. ووضعت خلف النعش لافتة كتب عليها «على طريق القدس، عميد الأسرى الشهيد سمير القنطار». وأدى عناصر من حزب الله باللباس العسكري «قسم العهد للمقاومة» أمام النعش قبل أن يحملوه وخلفهم مئات المشاركين في الجنازة ليوارى في روضة الحوراء زينب في الغبيري، حيث يدفن الحزب قتلاه الذين يسقطون في سورية.
ونثر المشاركون في التشييع الورود والأرز على نعش القنطار، ورفع عدد كبير منهم أعلام حزب الله، وحمل البعض أعلام لبنان وفلسطين. وردد المشيعون هتافات عدة أبرزها «الموت لإسرائيل» و»الموت لأميركا».
وقتل سمير القنطار ليل السبت في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى كان يتواجد فيه في مدينة جرمانا في ريف دمشق، وفق ما أعلن حزب الله في بيان الأحد.
وقال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين خلال التشييع «إذا كان الإسرائيلي باستهداف سمير القنطار يتخيل أنه قد أقفل حساباته فإنه مخطئ جداً لأنه يعلم وسيعلم تماماً أنه فتح على نفسه حسابات لا تقفل بصاروخ غادر».
وأضاف «أن لم يتعلم الإسرائيلي من كل تجاربه الفاشلة في اغتيال القادة فسيدرك لاحقاً أنه ارتكب حماقة جديدة».
وكانت إسرائيل اعتبرت على لسان مسئول أمني كبير غداة إطلاق سراح القنطار العام 2008 أنه «هدف». وأضاف المسئول «إذا كان ثمة احتمال أن تصفي إسرائيل حساباتها مع القنطار فلن تتردد».
«مقاومة» في الجولان
والقنطار (54 عاماً) درزي يتحدر من بلدة عبيه الواقعة جنوب شرق بيروت، وهو معتقل سابق في إسرائيل لنحو ثلاثين عاماً، ويلقب بـ «عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية»، حيث كان يقضي عقوبة بالسجن المؤبد بعد إدانته بقتل ثلاثة إسرائيليين في نهاريا (شمال إسرائيل) في أبريل/ نيسان 1979.
وكان القنطار لا يزال حينها قاصراً ومنضوياً في صفوف «جبهة التحرير الفلسطينية». وأفرج عنه وأربعة معتقلين لبنانيين في إطار صفقة تبادل مع حزب الله العام 2008.
وكتب أخوه بسام القنطار مقالاً في صحيفة «الأخبار»، المقربة من حزب الله الإثنين جاء فيه «حين لاحت بشائر تأسيس جبهة مقاومة في الجولان السوري المحتل، كان أول الوافدين». وقال إن إسرائيل حاولت اغتياله «ست مرات» في لبنان وسورية.
ولم تتبن إسرائيل رسمياً تنفيذ الغارة إلا أن مسئولين إسرائيليين رحبوا بمقتل القنطار.
وقال الباحث اللبناني ومؤلف كتاب «دولة حزب الله» وضاح شرارة لوكالة «فرانس برس»: «يمثل سمير القنطار رمزاً لمشروع معلق، وهو إنشاء جبهة مقاومة في الجنوب السوري الدرزي». وأضاف «حاول القنطار أن يقوم بدور فاعل بحكم انتمائه إلى الطائفة الدرزية لمد جسور يسعى من خلالها إلى كسر علاقة الدروز بالدولة العبرية. وهذا أمر لا تستطيع إسرائيل أن تقبل به».
ويعيش نحو ألفي درزي في الجولان، ويحمل الجزء الأكبر منهم الجنسية الإسرائيلية منذ ضم تلك المنطقة في العام 1981. ويعيش في إسرائيل 130 ألف درزي.
وشغل القنطار، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان منصب «قائد المقاومة السورية لتحرير الجولان» التي أسسها حزب الله قبل نحو عامين لشن عمليات ضد إسرائيل في مرتفعات الجولان، التي تحتل إسرائيل جزءاً منها.
ودان النائب الدرزي وليد جنبلاط، الذي يختلف سياسياً مع حزب الله في شأن النزاع السوري، مقتل القنطار. وقال في تصريح أمس «بمعزل عن التباينات في الموقف السياسي حيال الأزمة السورية، فإننا ندين استهداف المناضل سمير القنطار بغارة إسرائيلية في جرمانا ما أدى إلى استشهاده».
انفوجرافك "الوسط"... من هو سمير القنطار؟
الدور الروسي
وانتقدت تعليقات وتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان عدم تحرك روسيا التي تملك رادارات من أحدث أنظمة الدفاع الجوي وصواريخ طويلة المدى «إس 400». وسأل أحد الناشطين «هل يمكننا القول إن العملية التي قامت بها الطائرات الإسرائيلية في جرمانا تم تنسيقها في غرفة العمليات الروسية-الإسرائيلية المشتركة؟».
وذكرت وسائل إعلام قريبة من حزب الله أن طائرتين إسرائيليتين قصفتا جرمانا بأربعة صواريخ من فوق الجولان المحتل عند بحيرة طبريا من دون أن تخترقا الأجواء السورية.
وقال شرارة إن «روسيا أوضحت منذ البداية أن دفاعها عن النظام السوري لا يرتبط بالصراع السوري الإسرائيلي».
ولبنان وإسرائيل في حالة حرب رسمياً، وقد احتلت الدولة العبرية أجزاء عدة من جنوب لبنان لمدة 22 عاماً قبل أن تنسحب منه العام 2000 وتبقي احتلالها لمنطقة مزارع شبعا الحدودية مع الجولان المحتل والتي يدور خلاف حول ما إذا كانت لبنانية أم سورية. وخاض حزب الله حرباً مدمرة شنها الجيش الإسرائيلي في صيف 2006 في جنوب لبنان تسببت بمقتل أكثر من 1200 لبناني معظمهم من المدنيين، و160 إسرائيلياً معظمهم من العسكريين.