تجنباً لتلف "الخلطة" في بعض الظروف البيئية والفنية
طالبات بجامعة البحرين ينتجن خرسانة تتميز ببطء تماسكها
الصخير- جامعة البحرين
أنتج فريق طلابي في كلية الهندسة بجامعة البحرين خلطة للخرسانة تتميز ببطء تصلبها لبعض الوقت، من خلال استبدال 50 في المئة من الحصى العادي بآخر مستخدم مسبقاً مع إضافة المحسنات.
وعرض الفريق، الذي تكون من ثلاث طالبات يدرسن برنامج بكالوريوس الهندسة المدنية، هن: سحر العمري، وشهد عمر، وتسنيم العمري، مشروعهن في معرض مشروعات التخرج، ويقدم طلبة البرنامج بحثاً نظرياً وتصميماً هندسياً لمقرر مشروع التخرج الذي يدرسونه في السنة الأخيرة.
وقالت الطالبة سحر: "هدفت هذه الدراسة إلى التقليل من تكلفة الخرسانة العادية، من خلال إعادة استخدام الحصى، خصوصاً أن البحرين تعاني من صعوبة الحصول على حصى وأكثر الأنواع المستخدمة مستوردة من الخارج".
وتابعت العمري "إن الحصى المعاد تدويره يحتاج إلى كمية أكبر من المحسنات، وهذه المحسنات مفيدة لتعزيز خصائص الخرسانة خصوصاً في الطقس الحار أو في حاله وجود سبب قد يؤدي إلى تأخير صبها"، مؤكدة أن "هذه الخلطة هي أفضل من إضافة المزيد من الماء".
وأشارت إلى أن الفريق أجرى ثلاثة اختبارات، وأخذ عينات من التجارب لقياسها في فترات مختلفة.
وأوضحت الطالبة شهد عمر "يفضل الحصى المعاد تدويره استخدامه في الخرسانة التي لا تحتوي على أسياخ الحديد، لاحتوائها على نسب عالية من الكلوريد والكبريتات التي من شأنها أن تؤدي إلى صدأ الحديد".
واستخدمت الطالبات في مشروعهن، مواد عدة من أهمها: الإسمنت، والحصى، والرمال، والماء، والخرسانات المهدمة، بالإضافة إلى استخدام مواد كيميائية إضافية لتطوير الخرسانة المعاد استخدامها.
وأشارت الطالبة شهد إلى "أن فكرة المشروع هي الاحتفاظ بالخرسانة لوقت أطول من الوقت المحدد لها، من خلال استبدال جزء من الحصى العادي بآخر مستخدم في خرسانات سابقة مع إبقاء نسبة الماء ثابتة، ودراسة خصائص الخرسانة، ومدى صلاحيتها، وتأثير ذلك في صلابة الخرسانة العادية ومتانتها".
وذكرت الطالبات أن المشروع، الذي أشرف عليه أستاذ مقرر مشروع التخرج عضو هيئة التدريس في قسم الهندسة المدنية بالجامعة الدكتور يوسف المالكي، استغرق نحو فصل دراسي كامل لإنجازه.
وعن أبرز الصعوبات التي واجهت الفريق الطلابي، قالت الطالبة تسنيم: "من أبرز الصعوبات التي واجهتنا، كانت الحصول على حصى من خرسانات مستخدمة بمواصفات تطابق الحصى في الخرسانات الجديدة، لأنه الحصى المعاد تدويره يحتوي على أملاح بنسب عالية".
وأضافت "إن المشروع قابل للتطوير ويمكن تحويله لمشروع تجاري متكامل، إذ أن استخدام الحصى المعاد تدويره يتيح الفرصة للمحافظة على البيئة، وكذلك فرصة استخدام الحصى من البحرين".
وكانت لجنة من الممتحنين في برنامج العمارة ناقشت الفريق الطلابي، إذ تخضع مشروعات التخرج لمرحلتين من التقييم: الأولى من جانب أساتذة برنامج العمارة، والثانية من جانب محكمين في القطاع الخاص.
وتعود المشروعات إلى ثمانية برامج أكاديمية، هي: الهندسة المدنية، والهندسة الكيميائية، والهندسة الكهربائية، والهندسة الإلكترونية، والهندسة الميكانيكية، وهندسة الأجهزة الدقيقة والتحكم في العمليات الصناعية، والعمارة، والتصميم الداخلي.
وكان عميد كلية الهندسة في جامعة البحرين فؤاد محمد الأنصاري دعا طلبة الكلية الذين عرضوا مشروعات تخرجهم إلى التفكير بجدية في تنفيذ تلك المشروعات وتحويلها إلى مشروعات تجارية مدرة، مؤكداً أن الكثير مما عرضه الطلبة يمتلك المقومات للتنفيذ على أرض الواقع بعد التطوير والتحسين.
يذكر أن الطالب يبحث في مقرر مشروع التخرج قضية ترتبط باختصاصه نظرياً وعملياً ويضع لها الحلول خلال فصل أو فصلين دراسيين، وغالباً ما يكون المشروع في الفصل الأخير من الدراسة الأكاديمية.