العدد 4853 بتاريخ 20-12-2015م تسجيل الدخول


الرئيسيةصحة
شارك:


اضطرابات التغذية عند الصغار قد تُسبب أضراراً يصعب علاجها

الكويت - محرر المنوعات

ويقول هدسون: "الطفولة هي مرحلة نموّ، ويحتاج خلالها الصغار إلى الغذاء لمساعدتهم على اكتمال هذا النموّ بشكل سليم. وقد تكون هناك نتائج سلبية لأي شيء يؤثر على نوعية الطعام الذي يتناولونه وكميته، بما ينعكس على أجسادهم بصورة أضرار قد لا تُمكن معالجتها على المدى البعيد. ويُعتبر تثقيف الآباء وتوعيتهم عن اضطرابات التغذية، والتي تنتج عنها تلك الأضرار، أمراً ضرورياً جداً للحفاظ على سلامة أبنائهم".

وعلى مستوى العالم، تُصيب اضطرابات التغذية 70 مليون إنسان، وتبلغ نسبة النساء منهم 90% ضمن المرحلة العمرية بين 12 و25 سنة. ويقول الدكتور هدسون: "تنتج اضطرابات التغذية بشكل أساسي عن أسباب نفسية، وتشمل مجموعة من الاضطرابات المختلفة التي يُمكن تصنيفها كعادات تغذية غير طبيعية".

وقد وجدت دراسة حول أنماط التغذية، شملت سبعة دول عربية، بأن من يعانون من زيادة الوزن هم أكثر عرضة للإصابة باضطراب التغذية. وأظهرت بأن 44.7% من المراهقين المشاركين في الدراسة من الكويت يعانون من اضطراب التغذية. وأما في الإمارات، فقد شملت الدراسة 495 فتاة بعمر المراهقة، وأظهرت بأن 66% من الفتيات كن قلقات بشأن وزنهن، ونتيجة لذلك عانت 33.5% منهن من اضطراب التغذية وشخصت إصابة اثنتين منهن بأعراض مرض فقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي العصبي.

وفضلاً عن ذلك، عانت 24 من أصل 495 من الفتيات اللواتي شملتهن الدراسة من أعراض مرض فقدان الشهية على المستوى الإكلينيكي. ومن جهة أخرى، بيّنت دراسة شملت طالبات مدرسة ثانوية في المملكة العربية السعودية بأن 24.6% من الطالبات يعانين أو معرضات للإصابة باضطراب التغذية، إذ حققن نتائج مرتفعة في اختبار سلوك الطعام EAT. كما كشفت الدراسة بأن 33% من الفتيات العمانيات بعمر المراهقة عرضة لفقدان الشهية. وتظهر هذه الدراسات بأن الأطفال في دول مجلس التعاون الخليجي معرضون بشكل كبير لمشاكل اضطراب التغذية، الأمر الذي يشكل خطراً جدياً على صحتهم ونموهم.

وتُعرف التغذية المضطربة بأنّها صعوبة تناول الطعام بشكل منتظم، أو بطريقة سليمة على الوجه الذي يُفترض بها أن تكون، وهذا شيء يشترك فيه كثير من الناس خلال مراحل حياتهم، ولكن بطرق مختلفة، كما تختلف أيضاً في درجة خطورتها، ويمكن ربطها بمشاكل صحية نفسية. كما أن هناك عدداً كبيرا ًمن أنماط اضطرابات التغذية، ولكن، قد يكون النمط الأكثر شيوعاً هو فقدان الشهية العصبي، والشره المرضي العصبي".

ويُعرّف هدسون مرض فقدان الشهية العصبي بقوله: "هو اعتقاد الشخص بأنّه بدين، بينما هو في الحقيقة نحيف، ويقوده هذا الاعتقاد إلى الرغبة المستمرة في إنقاص الوزن. وفي الواقع، فقد يكون الشخص المصاب بفقدان الشهية العصبي نحيفاً للغاية. وهناك مضاعفات طبية مرتبطة بهذا الاضطراب قد تؤدي إلى فقدان الوزن بدرجة قد يُجوّع فيها الشخص نفسه حتى الموت، بكل معنى الكلمة".

ويضيف هدسون: "حين يبدأ الطفل بفقدان وزنه فإنّه يُصاب بسوء التغذية، ويُمكن لذلك أن يُسبّب ضرراً دائماً في الجسم. وهذه هي الحالة تماماً لدى الصغار والشباب المصابين بهذا الاضطراب، حيث يؤثر ذلك على نموهم وتطورهم. وعلى المدى الطويل قد تكون له تأثيرات على نواح صحية مختلفة كسلامة العظام".

ويتابع هدسون: "أمّا النساء المصابات بفقدان الشهية العصبي فهنّ معرّضات للموت أكثر من غيرهن من النساء في نفس المرحلة العمرية بحوالي 12 مرة، وضمن نفس الظروف. ويموت 20% من الأشخاص المصابين بفقدان الشهية العصبي قبل أوانهم، وذلك نتيجة المضاعفات الناجمة عن هذا الاضطراب، ويشمل هذا حالات الانتحار ومشاكل عمل القلب".

أما الشره المرضي العصبي فهو اضطراب شائع آخر يمتلك فيه المريض في خياله صورة سيئة عن جسده، ويترافق معها شعور بالذنب يرتبط دائماً بالطعام وعاداته. وغالباً مايبدأ المصاب بالإفراط في الأكل، ومن ثمّ التقيؤ أو استخدام الملينات لإفراغ الجسم من الطعام. ومعظم المصابين بهذا المرض لهم وزن طبيعي أو زائد، وهم غير راضين تماماً عن أنماط طعامهم وأجسادهم.

ويوضح قائلاً: " لدى الأشخاص الذين يعانون من الشره المرضي مشاكل طبية مرتبطة بحالات التقيؤ لديهم مثل؛ مشاكل الأسنان الناتجة عن تآكل مينا الأسنان بسبب الإقياء المستمر، وسوء التغذية الذي قد يتسبب بآثار دائمة على الطفل".

وعن متطلبات النموّ، يتابع هدسون قوله: "يتطلّب النموّ الصحي لدى الذكور والإناث غذاءاً كافياً، وأنواعاً صحيحة من الطعام حتى تتم تلك العملية بشكل سليم. والأمر ليس متعلقاً فقط بالطول أو الوزن، فالنمو يشمل أيضاً؛ الدماغ وتشكيل العظام".

ويتأثر النموّ عند الأطفال في حال انخفاض أوزانهم، أو في حالة الجوع، وقد تكون الآثار الناجمة عن هذا النقص غير قابلة للإصلاح. ولذلك، يُعتبر الحفاظ على الأطفال بحالة صحية جيدة أمراً حيوياً لهم، الآن وفي المستقبل. ويُدرك هذا معظم الآباء حين يفقد أطفالهم أوزانهم بمعدّلات كبيرة، أو لا يأكلون بشكل كافٍ.

ويُضيف هدسون لهذا بقوله: " إلا أنّ الأمر الأصعب على الملاحظة هو نقص وزن الطفل أو زيادته، لأنّ ذلك يحدث بشكل تدريجي. ولذا، تعتبر الفحوصات الطبية ضرورية جداً للأطفال. وهناك أسباب عدّة قد تؤدي لفقدان الوزن، وليست جميعها مرتبطة بالضرورة باضطرابات الأكل، فإن كنت تشعر بالقلق حيال وزن طفلك، فعليك طلب المشورة من طبيب أخصائي. وكلما تمّت ملاحظة فقدان الوزن في وقت مبكّر، كلما كان ذلك أسرع لفهم الأسباب الكامنة وراء هذا النقص، وبالتالي، إمكانية التدخل قبل أن يصبح الاضطراب مستعصياً على الحل".



أضف تعليق