بالفيديو... مقام جلال الدين الرومي مقصد عشاق الصوفية بالعالم
الوسط - محرر منوعات
يحيي أتباع الطريقة المولوية في مدينة قونيا الذكرى السنوية 742 لوفاة المتصوف الشهير "جلال الدين الرومي"، وذلك في الفترة ما بين السابع والسابع عشر من ديسمبر/ كانون الأول من كل عام.
وفي هذا السياق، يشمل الاحتفال بذكرى وفاة الرومي عدة فعاليات، يشهدها مركز "مولانا" في وسط مدينة قونيا، وذلك بحضور شخصيات عالمية ومحلية من مختلف المجالات. وتتميز الاحتفالات برقصات "المولوية" الشهيرة وإقامة حفل إسلامي صوفي الذي يحضره جميع عشاق التصوف والرومي من انحاء العالم.
ولد جلال الدين الرومي (بالفارسي: جلال الدين محمد بلخي) في ( 17 ديسمبر/ كانون الاول 1207) شاعرا و فقيها و صوفيا فارسيا مسلما ، ولد في بلاد فارس ثم انتقل إلى الأناضول حيث عاش بقية حياته في قونية في عهد دولة السلاجقة الأتراك.تركت أشعاره ومؤلفاته الصوفية و التي كتبت بلغته الأم الفارسية تأثيرا واسعا في العالم الإسلامي وخاصة على الثقافة الفارسية والأردية والبنغالية والتركية. وقد ولد في بلخ ببلاد فارس وانتقل مع أبيه إلى بغداد، في الرابعة من عمره، فترعرع بها في المدرسة المستنصرية حيث نزل أبوه. ولم تطل إقامته فان اقام أباه برحلة واسعة ومكث في بعض البلدان مددا طويلة، وهو معه، ثم استقر في قونية في عهد دولة السلاجقة الأتراك، وعرف عن جلال الدين بالبراعة في الفقه وغيره من العلوم الإسلامية، فتولى التدريس بقونية في أربع مدارس، بعد وفاة أبيه ثم ترك التدريس والتصنيف والدنيا وتصوّف.
اشعاره وتبريزي
في العام 1244وصل إلى مدينة قونيا الشاعر الفارسي شمس الدين تبريزي ، باحثا عن شخص يجد فيه خير الصحبة وقد وجد في الرومي ضالته ، ولم يفترق الصاحبان منذ لقائهما حتى إن تقاربهما ظل دافعا لحسد الكثيرين على جلال الدين لاستئثاره بمحبة القطب الصوفي التبريزي ، وفي العام 1248 اغتيل التبريزي ولم يعرف قاتله وبقال إن شمس الدين التبريزي سمع طرقا على الباب وخرج ولم يعد منذ ذلك الحين.
حزن الرومي على موت التبريزي وحبه العميق له فاض بأشعار و موسيقى و رقصات تحولت إلى ديوان سماه ديوان شمس الدين التبريزى أو الديوان الكبير.
وحتى مماته كان الرومي يقدم المواعظ والمحاضرات إلى مريديه ومعارفه وللمجتمع ، ووضع معظم أفكاره في كتب بطلب من مريديه وحمل نعشه أشخاص من ملل خمسة إلى قبر بجانب قبر والده وسمى أتباعه هذه الليلة بالعرس وما زالو يحتفلون بهذه الليلة إلى الآن.
تركت أشعاره ومؤلفاته الصوفية و التي كتبت بلغته الأم الفارسية تأثيرا واسعا في العالم الإسلامي وخاصة على الثقافة الفارسية و الأردية و البنغالية والتركية، وفي العصر الحديث ترجمت بعض أعماله إلى كثير من لغات العالم ولقت صدا واسعا جدا بحيث وصفته قناة البي بي سي بالعام 2007م بأكثر الشعراء شعبية في الولايات المتحدة.
دفن في مدينة قونيا بالعام في 30 سبتمبر/ ايلول 1273 وأصبح مدفنه مزارا وبعد مماته قام أتباعه وإبنه سلطان ولد بتأسيس الطريقة المولوية الصوفية والتي اشتهرت بدراويشها ورقصتهم الروحية الدائرية التي عرفت بالسماع والرقصة المميزة.
الصوفية
كان جلال الدين مسلما مؤمناً بتعاليم الإسلام السمحة لكنه استطاع جذب اشخاص من ديانات وملل أخرى وذلك بسبب تفكيره المرن المتسامح ، فطريقته تشجع التساهل اللامتناهي مع كل المعتقدات والأفكار ، كما كان يدعو إلى التعليل الإيجابي ، ويحث على الخير والإحسان وإدراك الأمور عن طريق المحبة ، وبالنسبة إليه وإلى أتباعه فإن كل الديانات خيرة وحقيقية بمفاهيمها ، لذلك كانوا يعاملون المسلمين والمسيحيين واليهود معاملة سواسية.
وقد شجع الرومي على الإصغاء للموسيقى فيما سماه الصوفية السماع فيما يقوم الشخص بالدوران حول نفسه فعند المولويين التنصت للموسيقى هي رحلة روحية تأخذ الإنسان في رحلة تصاعدية من خلال النفس والمحبة للوصول إلى الكمال ، والرحلة تبداء بالدوران التي تكبر المحبة في الإنسان فتخفت أنانيته ليجد الحق الطريق للوصول إلى الكمال. وحين يعود المريد إلى الواقع ، يعود بنضوج أكبر وممتلئ بالمحبة ليكون خادما للغيره من البشر دون تمييز أو مصلحة ذاتية.
في العصر الحديث ترجمت بعض أعماله إلى كثير من لغات العالم ولقت صدا واسعا جدا بحيث وصفته الـ BBC في العام 2007 بأكثر الشعراء شعبية في الولايات المتحدة.
قبر الرومي
بني هذا البناء الصلجوقي، تحت إشراف المهندس المعماري بحر الدين تبريزلي ليدفن فيه جلال الدین الرومي الذي توفي في العام 1273 وهو مؤسس النظام المولوية من الدراويش. وفي قبة قبر الرومي، زخرف بالذهب ومغطى بقماش ذهبي , ووراء قبر الرومي توجد غرفة كبيرة بها معروضات من التحف التاريخية المولوية منها : آثار الرومي الشخصية بما في ذلك القبعات المخروطية وسجادة صلاته، ملابس، وآلات موسيقية قديمة كالناي المصنوعة من الخيزران.
هذه التحف تعود إلى أكثر من سبعة قرون مضت .
يذكر ان هذا المتحف تحول الى حج بالنسبة للمسلمين وذلك بسبب وجود الضريح، اذ يأتون الحجاج من جميع أنحاء العالم لزيارة ضريح الرومي سنويا في قونيا.