العدد 4853 بتاريخ 20-12-2015م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


علاج نفسي جديد للصدمات التي سببها «داعش» للعراقيين اليزيديين

الوسط – المحرر الدولي

أعتمدت بعض منظمات المجتمع المدني في شمال العراق بالتعاون مع أطباء مختصين حول العالم، علاج "أي أم دي آر" (حركة العين، إزالة التحسس ثم إعادة المعالجة للصدمات النفسية)، طريقة حديثة لمساعدة العراقيين اليزيديين على التأقلم مع الصدمة الهائلة التي تعرضوا إليها إثر محاولة تنظيم "داعش" إبادتهم بعد سيطرته على مناطق واسعة في العراق ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الإثنين (21 ديسمبر / كانون الأول 2015).

وكانت مؤسسة "جيان" لحقوق الانسان دعت فريقاً عالمياً من المختصين إلى مدينة السليمانية، شمال العراق، في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، لتدريب 30 معالجاً نفسياً من بين أعضائها وأعضاء في منظمات غير ربحية أخرى، على هذا العلاج الذي ابتكرته عالمة النفس الأميركية فرانسين شبايرو عام 1987، و يتضمن دعوة المرضى إلى استحضار ذكريات الصدمة بالتزامن مع تلقيهم ما يسمى بـ "التحفيز الثنائي" الذي يشمل تحريك العينين من جهة إلى أخرى، بالإضافة إلى استعمال الأصوات والضوء وضربات خفيفة تتوزع على جانبي الجسم.

ونقل موقع "هافنغتون بوست" عن عالم النفس البريطاني في "جامعة وورسيستر" البريطانية، ديريك فيريل، الذي أشرف على التدريب في السليمانية، قوله إن "السكان هناك كانوا يعانون من صدمات نفسية كبيرة، خصوصاً في ظل غياب الرعاية الصحية النفسية، ومع قدوم داعش ومحاولته إبادة اليزيديين، فان عدد الذين يعانون من الصدمات النفسية مرتفع، في وقت لا توجد وسائل كافية للمعاجة".

ويشير مختصون إلى أن هذا العلاج يحفز قدرات الدماغ على التعامل مع الصدمة من خلال "إزلة التحسس" منها، أي تخفيف قوة تأثيرها في الذاكرة، لتبدأ بعدها مرحلة "إعادة المعالجة" التي تتضمن إقامة روابط دماغية جديدة مع هذه الذاكرة، ما يغير من الافكار التي تتلازم معها. ويعتقد هؤلاء المختصون ان العلاج يناسب تماماً السكان الذين تعرضوا إلى صدمات نفسية من جراء أزمات إنسانية، إذ انه سريع ولا يطلب من الأشخاص مناقشة تجاربهم الشخصية، لذا يمكن تطبيقه في مجموعات.

وقبل ان تعتمده "منظمة الصحة العالمية" في العام 2013 علاجاً فاعلاً للصدمات النفسية، "استغرق الاعتراف بالعلاج فترة طويلة، لكن بعد 25 عاماً، توجد دلائل عدة (حول فاعليته) من أكثر من 20 تجربة"، بحسب ما نقله موقع "هافنغتون بوست" عن عالمة النفس ورئيسة تحرير مجلة إي أم دي آر للبحث والممارسة" لويز ماكسفيلد.

يذكر أن المقاتلين الأكراد استعادوا الشهر الماضي مدينة سنجار التي تعيش فيها غالبية العراقيين اليزيديين، ليكتشفوا ست مقابر جماعية تحوي مئات الجثث، فيما لا يزال المئات في عداد المفقودين. وروت نساء يزيديات إثر عودتهن إلى المدينة، قصصاً مروعة حول ما تعرضن له من تعذيب أو اغتصاب.

وكان "داعش" استولى العام الماضي على مساحات كبيرة من العراق وسورية، وقتل آلاف الاشخاص، فيما استعبد المئات من النساء والاطفال خصوصاً من اليزيديين الذي يعتبرهم التنظيم المتطرف "عبدة للشيطان". 



أضف تعليق