السعودية: «الصحة» تعترف: مراكز الرعاية تعاني «نقصاً حاداً»... و«كورونا» علمنا «الشفافية»
الوسط - محرر المنوعات
أقر قيادي في وزارة الصحة، بأن مراكز الرعاية الصحية تعاني من مشكلات كثيرة، واعترف بأن خدماتها «ضعيفة»، منوّهاً إلى عمل الوزارة على تطويرها. كما أقر بأن هناك «أزمة نقص حادة» في بعض التخصصات، في مقابل تخصصات أخرى تحظى بوفرة الكوادر ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الإثنين (21 ديسمبر / كانون الأول 2015).
وقال وكيل وزارة الصحة للصحة العامة رئيس مركز القيادة والتحكم الدكتور عبدالعزيز بن سعيد، في حوار مع «الحياة»: «إن الوزارة لاتزال حذرة في تعاملها مع فايروس كورونا»، إلا أنه أكّد أن هناك فوائد ودروساً كثيرة خرجت بها من هذه الأزمة من بينها فرق مكافحة العدوى ومركز القيادة والتحكم. وقال: «تعلمنا من «كورونا» أن نحسّن لغتنا مع المواطنين، ونكون أكثر شفافية معهم، وأن المواطن يجب أن يكون على إطلاع تام بما يحدث من حوله، تعلمنا أن الصراحة أفضل طريق لكسب الثقة، وأعتقد أنها تجربة ناجحة على رغم مرارتها».
وأضاف ابن سعيد: «إن ضعف الخدمات التي تقدمها مراكز الرعاية الأولية يؤدي إلى توجه المواطنين للمستشفيات»، مشيراً إلى أن وزارته تعمل على خطط قصيرة وطويلة المدى لتطوير مراكز الرعاية تتمثل في استقطاب الكفاءات، وسد الفجوة بالاستعانة ببعض التخصصات. وذكر أن هناك خططاً تسعى الوزارة لتطبيقها تتمثل في «تخصيص 50 في المئة من خريجي كليات الطب من الجامعات السعودية إلى تخصص طب الأسرة بهدف سد العجز على المدى البعيد»، لافتاً إلى أن النسبة الحالية في السعودية لا تصل إلى ثلاثة في المئة.
ونوّه إلى أن الخدمات الصحية لا تعاني من نقص في الكوادر الصحية، إلا أن المشكلة تكمن في نقص الكوادر في عدد من التخصصات، ومن أهمها طب الأسرة، مضيفاً: «من المشكلات التي تواجه الوزارة حالياً أن غالبية المرضى يرون أنه يجب أن يتلقوا العلاج في أفضل مركز متقدم حتى لو كانت الحالة الصحية لا تستدعي ذلك، وفي ذلك ظلم لآخرين من المحتاجين لهذه الخدمات المتخصصة». وقال: «يوجد في السعودية حالياً نحو 2200 مركز صحي، وما نطمح له أن يكون في كل مركز استشاري واحد على الأقل، من خلال استقطاب المتخصصين في مجال طب الأسرة، والاستعانة بالتخصصات القريبة منه كالأطفال والنساء والولادة والباطنة للعمل في هذه المراكز لسد الفجوة».
واعترف ابن سعيد أيضاً أن السياسات الصحية السابقة «لم تكن تركز على الرعاية الصحية الأولية، ما أوجد عبئاً كبيراً على الخدمات الصحية المتقدمة، لأنها أغرقت بحالات رعاية صحية أولية كان المفترض ألا تتوجه إلى المستشفيات».