الكويت: «الاستئناف» تُلزم مسئولاً بزيارة والدته!
الوسط – محرر المنوعات
ليست ظاهرة، وليس لها مثيل، وقد تمر على المحاكم الكويتية قضايا «عقوق والدين»، لكنها القضية الأكثر ألما لمن اطلع عليها، حيث ألزمت محكمة الاستئناف مواطنا (قياديا / مسئولاً) بزيارة والدته 3 أيام أسبوعياً، حتى تراه وتقر به عينها، بعد أن غاب عنها في مسكن خاص، وهو الابن الوحيد لها ، وفق ما نقلت صحيفة "القبس" الكويتية اليوم الأحد (20 ديسمبر/ كانون الأول 2015).
وأقام الحكم قضاءه ـــ حال خلو قانون الأحوال الشخصية من نص بتنظيم حق الرؤية في ما خلا بشأن رؤية المحضون، وليس رؤية من عداه، حيث أشار المشرع بالمادة 343 منه على أن كل ما لم يرد له حكم في هذا القانون يرجع فيه إلى المشهور في مذهب الإمام مالك، فإن لم يوجد المشهور طبّق غيره، فإن لم يوجد حكم أصلا، طبقت المبادئ العامة في المذهب.
وحضر الابن، وطالب بتعديل الحكم في ما قضى به من تخفيض زمان الرؤية في يومي عيد الفطر والأضحى، لتكون من الساعة الــ5 حتى الساعة الــ9 مساء نفس اليوم، وتأييده في ما عدا ذلك، ناعيا على الحكم الإجحاف بحقه وحق أمه معا، لكونهما مريضين يعانيان الضعف والعجز والوهن، وفي تطويل زمن الرؤية يومي العيدين يجعله يبدأ في ساعة باكرة تقتضي استيقاظهما نحو الساعة السابعة، وفي ذلك مشقة وضرر منهي عنه شرعا، فأمه قد بلغت من العمر أرذله، ومصابة بأمراض مزمنة فضلا عما يعانيه من أمراض.
زيارة موسمية
ورأت المحكمة تعديل زمن الرؤية في اليوم الأول من أيام عيدي الفطر والأضحى كل عام، لتبدأ من الساعة الــ5 حتى الساعة الــ9، وبتأييد الحكم في ما عدا ذلك، بحيث تم تأييد إلزام الابن بزيارة والدته ثلاثة أيام من كل أسبوع.
وقال دفاع الأم المحامي محمد الأنصاري «حتى الآن لم يتم تنفيذ الحكم من قبل المحكوم ضده، ونحن في طريق تنفيذ الحكم من خلال الإجراءات القانونية المتبعة مع أي شخص لا ينفذ حكما قضائيا».
واضاف المحامي الأنصاري قائلا «في جميع القضايا التي نكسبها كمحامين يكون لنا انتصار بإعادة الحق الى أصحابه، أما هذه القضية فما زلت أشعر بالألم، لأن الحنان على الأم يجب أن يكون من تلقاء نفس الأبناء، فهي الجنة، ومن لديه أم هو إنسان محظوظ، لكن ما أقوله بعد أن حصلنا على الحكم لمصلحة الأم هو أن ندعو الله تعالى بأن يصلح ما في القلوب، لأن الأحكام وإن جاءت ملزمة، فإن إلزام الإنسان لنفسه بتأدية واجبه تجاه والديه هو الأفضل في هذه القضايا.
وختم المحامي الأنصاري قائلا «أتمنى ألا تتكرر أي قضية عقوق للوالدين في المحاكم، وإذا كان هناك شاب يعتقد أن «لنفسك عليك حقا»، فإن نفسك عليها حق بإدخالها الجنة، وليس بالابتعاد عن الجنة، والأم هي الجنة».
مكانة الأم الإلهية
رأت المحكمة في حكمها أن من البر والإحسان وصلة الرحم تمكين الأم من رؤية ولدها أيا كان عمره، وتمكين الولد من رؤية أمه، امتثالا لقول الله سبحانه وتعالى: «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا».
تعليقات «العقوق»!
أول تعليق على قضية العقوق ومطالبة الأم برؤية ابنها كان من قبل أحد المحامين: هل تريدون ان تطبق السماء على الأرض؟! وآخرون أكدوا أن هناك من يريد مالا وهناك من يريد فوائد من شخص، لكن هناك من يريد رؤية شخص فقط ليفرح به ويرفع قضية لذلك!