الأمير علي يدعو "الفيفا" إلى الالتحاق بالقرن الـ"21"
طوكيو - أ ف ب
وعد الأمير الأردني علي بن الحسين، المرشح لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، بأن يخلص السلطة الكروية العليا من الفساد المستشري فيها وبأن يجعلها "تلتحق بالقرن الحادي والعشرين".
وأعرب رئيس الاتحاد الاردني لكرة القدم في مقابلة مع وكالة فرانس برس اليوم السبت (19 ديسمبر/كانون الأول 2015) من العاصمة اليابانية طوكيو، عن ثقته بالفوز في انتخابات رئاسة فيفا المقررة في فبراير/شباط المقبل، وذلك بعد ان خسر انتخابات مايو/أيار الماضي لمصلحة السويسري جوزف بلاتر الذي قرر التخلي عن ولايته الخامسة بسبب تهم الفساد التي تلاحقه والتي أدت إلى إيقافه بصحبة رئيس الاتحاد الاوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني لمدة 90 يوما.
وقال الأمير علي: "أنا على ثقة بأن الاتحادات الوطنية الـ209 ستتخذ القرار الصحيح هذه المرة. أنا قادم من اتحاد وطني والكثير منا سئم مما يحصل. هناك رغبة حقيقية بالمضي قدما. أريد أن أقلب الهرم من أجل تحويل الفيفا إلى منظمة خدماتية. حان الوقت لالتحاقه بالقرن الحادي والعشرين".
ورفض الأمير علي التطرق إلى تهم الفساد الموجهة إلى بلاتر وبلاتيني الذي كان المرشح الاوفر لخلافة السويسري قبل أن توجه إليه تهمة تلقي "دفعة غير مشروعة" من السويسري العام 2011 بقيمة مليوني دولار لقاء خدمة قام بها لمصلحة فيفا بين 1999 و2002، مكتفيا بالقول: "إنها عملية جارية حاليا ومرتبطة بلجنة الاخلاقيات".
وتابع: "يحتاج الأمر إلى الوقت من أجل إصلاح سمعة الفيفا ويحتاج الأمر إلى الوقت أيضا من أجل تغيير الثقافة".
ومن المقرر أن يصدر الاثنين قرار محكمة لجنة الاخلاقيات في الفيفا بحق بلاتر وبلاتيني وقد اعتبر الأمير علي بأن الفيفا يناضل من أجل البقاء على قيد الحياة بعد سلسلة الاعتقالات التي طالت كبار مسؤوليه والتي بدأت مع المداهمة التي قامت بها السلطات السويسرية للفندق الذي استضاف الوفود المشاركة في انتخابات مايو الماضي واعتقال 7 من المسئولين الكبار بطلب من القضاء الأميركي.
"لا اعتقد أن أحدا متفاجىء من تواصل الأمور في هذا الاتجاه"، في إشارة إلى تواصل مسلسل الاعتقالات وتهم الرشوة والفساد في كرة القدم العالمية، مضيفا: "إذا لم نقم بما هو صحيح هذه المرة فهناك مخاوف من أن الأمور (التي تحصل حاليا) ستتواصل".
وتابع الامير الاردني الذي زار حوالي 80 دولة من أجل استقطاب الاصوات: "من المصيري أن تقام الانتخابات وفي موعدها المحدد. بصراحة، لقد سبق أن خسرنا هذا العام"، مع تحديد 26 فبراير المقبل كموعد للانتخابات الاستثنائية.
بلاتر يتحمل المسؤولية
ورأى الامير علي بان بلاتر الذي استقال من منصبه بعد أربعة أيام على انتخابه لولاية خامسة لكنه احتفظ بمهامه بانتظار انتخاب خلف له في فبراير قبل ان يتم ايقافه، يتحمل في نهاية المطاف مسؤولية الأزمة التي يعيشها الفيفا، مضيفا: "إذا كان هناك رئيس فعليه أن يتحمل مسؤولية كل شيء. من المهم أن يتم الكشف الكامل عن كل ما يحصل في هذه المنظمة. يجب أن يكون هناك رئيس مسؤول، خاضع للمساءلة. أنه المنطق السليم".
ويواجه الأمير علي منافسة في انتخابات 26 فبراير المقبل من المسئول السابق في الفيفا الفرنسي جيروم شامبانيي، وأمين عام الاتحاد الاوروبي السويسري جياني اينفانتينو، رجل الاعمال الجنوبي افريقي طوكيو سيكسوايل ورئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ البحريني سلمان بن ابراهيم، فيما ينتظر بلاتيني الحكم الذي سيصدر بحقه.
وعلق الامير علي على موضوع المنافسة قائلا: "إذا لم تكن هناك تدخلات خارجية أو خرق للاجراءات الانتخابية، فسأفوز. أعلم بأننا فوتنا فرصة حقيقية في مايو. كان بالإمكان أن نتواجد الان في مكان مختلف تماما لو حصلت الأمور بشكل مختلف (لو فاز)".
وواصل: "من الأمور التي سمعتها أن الناس يشعرون بحرج إرتداء شارة الفيفا، وهذا يرمز إلى حجم المشكلة. لو كنت الرئيس، لاعتمدنا الانفتاحية والشفافية في تصرفاتنا وليس بالكلام وحسب. إذا وضعنا مسائل الفساد جانبا، ما كان يعتبر قبل 20 او 30 عاما مقبولا لم يعد كذلك اليوم".
ورأى الأمير أن مقر فيفا في زيوريخ كمبنى يشكل مرآة لما يجري في لجنته التنفيذية كون القاعة المخصصة للاجتماعات تقع في الطابق الثالث تحت الارض، قائلا: "تجربتي الأولى في هذا المبنى وأنا أنزل ثلاثة طوابق تحت الأرض إلى غرفة داكنة رمادية --- شيء جنوني وليس حتى صحي. يجب أن تكون في الخارج، في الطوابق العليا من أجل ان تصلك اشعة الشمس. أنها اجواء غريبة للغاية".
وتابع: "أنها ثقافة إذ يخاف الناس من التحدث أو التعبير عن رأيهم. اذا اظهرت مبادرة، فانت تشكل تهديدا. هذه كانت تجربتي في اللجنة التنفيذية: +التزم الصمت، لا تقول اي شيء وستكون امورك على ما يرام+. هذه هي الثقافة واريد تغييرها".