تركيا بين فكي كماشة روسية
الوسط – المحرر الدولي
تصاعد التوتر بين موسكو وأنقرة، بعد «احتكاك» بحري ثانٍ بين الجانبين خلال أيام، فيما أعلن الكرملين إلغاء قمة كانت مقررة في مدينة سان بطرسبرغ، بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الثلثاء (15 ديسمبر / كانون الأول 2015).
تزامن ذلك مع قلق أنقرة من توقيع بوتين قراراً بإرسال قوة روسية إلى أرمينيا تضمّ حوالى 7 آلاف جندي، مدعومين بسلاح ثقيل، في إطار اتفاق للتعاون العسكري مع يريفان، بحجة دعمها في نزاعها مع باكو على إقليم ناغورنو قره باخ.
وذكرت مصادر إعلامية تركية أن الجنود الروس سينتشرون على الحدود التركية – الأرمينية، وسينسقون مع القاعدة العسكرية الروسية في مدينة اللاذقية السورية والتي تحوي صواريخ متطورة من طراز «أس- 400».
وبذلك تكون موسكو شددت ضغطها عسكرياً على أنقرة، من خلال نشرها الجيش الأحمر قرب الحدود الشرقية والجنوبية لتركيا. وأشارت المصادر إلى أن التنسيق بين الوحدات الروسية في أرمينيا واللاذقية، ونشر «أس-400» في المدينة السورية وعلى غواصات في شرق المتوسط، يجعلان هذه الصواريخ قادرة على تغطية ثلاثة أرباع المجال الجوي التركي.
وبعد حادث بحر إيجه الأحد الماضي، حين أعلنت موسكو أن مدمرة روسية أطلقت النار لتجنّب اصطدامها بسفينة صيد تركية، تكرر «الاحتكاك» في البحر الأسود. إذ أعلنت أمس شركة «تشيرنومورنفتيغاز» للطاقة المملوكة للدولة الروسية، أن «سفينة تجارية ترفع العلم التركي امتنعت عن إفساح الطريق لقافلة» سفن روسية، بينها مدمرة، كانت تنقل تجهيزات تنقيب في البحر الأسود.
واتهمت السفينة التركية بـ «انتهاك المعايير الدولية لتجنّب اصطدام السفن بحراً، ولقواعد الملاحة المتعارف عليها»، لافتة إلى أن السفينة سبّبت «حال طوارئ» ولم تستجب لاتصالات لاسلكية. وأضافت أن سفينة دورية تابعة لجهاز حرس الحدود في الاستخبارات الروسية، ومدمرة للأسطول الروسي، أجبرتا السفينة التركية على تغيير مسارها قبل أن تواصل القافلة سيرها.
في الوقت ذاته، أعلن الكرملين إلغاء قمة مقررة اليوم بين بوتين وأردوغان، كان الرئيسان اتفقا على عقدها، خلال قمة مجموعة العشرين في أنطاليا الشهر الماضي، قبل أسبوع من إسقاط الطيران التركي مقاتلة روسية. وقال ناطق باسم الكرملين: «لن تُعقد القمة، ليست مدرجة على جدول الأعمال».
وزير الخارجية التركي مولود شاوش أوغلو علّق على حادث بحر إيجه قائلاً: «كانت مجرد سفينة صيد، ويبدو أن رد فعل سفينة البحرية الروسية كان مبالغاً فيه». واعتبر أن على «روسيا وتركيا استعادة علاقة الثقة التي ربطتهما دوماً»، مستدركاً: «لصبرنا حدود».
ورأى أن موسكو «وضعت نفسها في موقف سخيف»، من خلال اتهامات وجّهها بوتين إلى تركيا بأنها أسقطت المقاتلة الروسية لتحمي إمداداتها النفطية من تنظيم «داعش». وأسِف لأن موسكو «ليست في سورية لمحاربة الإرهابيين»، بل لدعم الرئيس بشار الأسد.
وهدد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بفرض عقوبات على موسكو إذا واصلت سياساتها. لكنه اعتبر أن لا سبب لوقف مشروع قيمته 20 بليون دولار، لتشييد موسكو محطة طاقة نووية في تركيا. وكان مسؤولون أتراك أعلنوا أن روسيا أوقفت المشروع.