العدد 4845 بتاريخ 12-12-2015م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


استفتاء دستوري في افريقيا الوسطى تتخلله اعمال عنف

بانغي - أ ف ب

شارك الناخبون في جمهورية افريقيا الوسطى الأحد (13 ديسمبر/ كانون الأول 2015) في استفتاء دستوري تخللته احداث امنية ادت الى مقتل شخصين في الحي الاسلامي في العاصمة بانغي.

واقفلت مكاتب الاقتراع في الساعة 18،00 (17،00 تغ) على ان تعلن النتائج خلال ثلاثة ايام.

ووجه ممثل الامم المتحدة في افريقيا الوسطى بارفي اونانغا انيانغا تحية الى "شجاعة" المواطنين في هذا البلد الذين "تحدوا الخوف والتهديدات" وشاركوا في الاستفتاء.

ويعتبر هذا الاستفتاء المرحلة الاولى من عملية انتخابية هدفها ان تخرج البلاد من ثلاث سنوات من اعمال العنف، ويأتي قبل انتخابات رئاسية وتشريعية مقررة في السابع والعشرين من الشهر الحالي.

وشهد الحي الاسلامي في بانغي المعروف باسم "بي كاي 5" مواجهات مسلحة بين معارضي ومؤيدي الاستفتاء ما ادى الى مقتل شخصين حسب مراسل فرانس برس.

وسجي جثمانا القتيلين في مسجد علي بابولو في حي "بي كاي 5". وافادت مصادر طبية ان نحو عشرين شخصا اخرين اصيبوا بجروح خلال هذه المواجهات التي بدات فجر الاحد واحتدمت ظهرا مع استخدام الاسلحة الثقيلة فيها.

واستخدمت الرشاشات الثقيلة وقاذفات الصواريخ حول مدرسة بايا دومبيا حيث كان الناخبون ينتظرون وصول المعدات الخاصة بالاقتراع والتي نقلتها قوات سنغالية تابعة لقوة الامم المتحدة في افريقيا الوسطى. ورد الجنود السنغاليون على النار بالمثل لحماية الناخبين الذين كانوا متجمعين امام مكتب الاقتراع في المدرسة.

وينقسم المسلمون حول مسألة المشاركة في العملية الانتخابية اذ يؤيدها بعضهم في حين يعارضها البعض الاخر داخل تمرد سيليكا السابق. وأبرز المعارضين الرجل الثاني السابق في سيليكا نور الدين ادم.

وحمل المتظاهرون نسخا من الدستور وقاموا بكتابة كلمة "نعم" كبيرة على الجدران في جادة بوغاندا قرب الحي الاسلامي. كما تقسم العملية الانتخابية ميليشيات انتي بالاكا المسيحية والارواحية، فهناك معارضون يقفون مع أنصار الرئيس السابق فرنسوا بوزيزيه الذي رفضت المحكمة الدستورية قبول ترشيحه للانتخابات الرئاسية.

وجرت الانتخابات الاحد بهدوء في بقية احياء العاصمة ولو مع بعض التأخير في انطلاقها.

ومقابل المسلمين المعارضين للعملية الانتخابية تجمع العشرات من المسلمين صباح الاحد امام مقر القوة الدولية وهم يحملون لافتات كتب عليها "نريد التصويت".

وقال الناخب المسلم اباكار امام مدرس بايا دومبيا "اريد الاقتراع وحتى ولو ادى الامر الى مقتلي".

وحمل المتظاهرون نسخا من الدستور وكتبوا بخط عريض كلمة "نعم" على الجدران في جادة بوغاندا قرب الحي الاسلامي.

كما تقسم المشاركة في هذه العملية التي فرضها المجتمع الدولي مليشيات انتي بالاكا المسيحية. ومعارضو المشاركة هم بين أنصار الرئيس السابق فرنسوا بوزيزيه الذي رفضت المحكمة الدستورية ترشحه للانتخابات الرئاسية.

حوادث في مناطق داخلية 

كما سجلت حوادث خارج العاصمة خصوصا في شمال البلاد وشرقها بحسب مصدر في مهمة الامم المتحدة لم يكشف هويته.

ففي نديلي وبيراو وكاغابوندورو وهي معاقل فصيل نور الدين آدم، كان الاقبال على المشاركة في الاستفتاء ضعيفا بسبب الخوف من حوادث امنية.

والامر ذاته سجل في بوسونغوا معقل المليشيا المسيحية في غرب البلاد حيث منع إطلاق النار السكان من التصويت.

وهذه الاستحقاقات الانتخابية التي تم تاجيلها مرارا في هذا البلد المنهك باعمال عنف طائفية استمرت ثلاث سنوات، تهدف الى انهاء مرحلة انتقال سياسي واعادة البلاد الى النظام الدستوري، وتجري تحت ضغط قوي من المجتمع الدولي.

وغرقت جمهورية افريقيا الوسطى أحد أفقر دول العالم، في الفوضى منذ الاطاحة بالرئيس فرنسوا بوزيزيه في مارس/ آذار 2013 بيد تمرد سيليكا السابق وذلك قبل ان يطرد تدخل دولي سيليكا من الحكم في بداية 2014.

ودعي نحو مليوني ناخب الى التصويت على دستور جديد لاقامة الجمهورية السادسة منذ استقلال هذه المستعمرة الفرنسية السابقة في 1960.

وكانت جمهورية افريقيا الوسطى شهدت خمس جمهوريات وامبراطورية (عهد جان بيديل بوكوسا) وست فترات انتقالية.

ومن أبرز ما يشتمل عليه مشروع دستور الجمهورية السادسة تقييد الولايات الرئاسية باثنتين فقط ومكافحة الفساد الذي ينخر الادارة منذ عقود وابعاد المجموعات المسلحة عن العملية السياسية وارساء محكمة عدل عليا.

وقال ماتيو بيلي مسؤول الانتخابات في مهمة الامم المتحدة "ان مجرد تنظيم الاستفتاء امر ايجابي جدا، وهي المرة الاولى التي يحترم فيها الجدول الزمني".

ومثل تنظيم هذا الاقتراع في جمهورية افريقيا الوسطى تحديا حقيقيا مع غياب سلطة الدولة في مناطق باسرها ووجود العديد من مكاتب الاقتراع ال 5600 في مناطق معزولة ووعرة.

واعلنت السلطة الوطنية للانتخابات انه سمح لآلاف الناخبين الذين لم يتلقوا بطاقاتهم الانتخابية حتى الان، بالتصويت بمجرد ابراز وصل التسجيل في اللوائح الانتخابية.

وباستثناء حزب بوزيزيه الذي رفض ترشحه للانتخابات الرئاسية هذا الاسبوع، وبعض مسؤولي "انتي بالاكا" و"سيليكا"، فان معظم الاحزاب السياسية في البلاد دعت الى الموافقة على مشروع الدستور الجديد.

وراى العديد من متابعي الازمة في جمهورية افريقيا الوسطى، ان هذا الاستفتاء هو عملية "تدريب عام" للانتخابات المقررة في 27 ديسمبر/ كانون الاول التي تثير مخاوف أكثر جدية من حدوث اضطرابات امنية.

 



أضف تعليق