العدد 4845 بتاريخ 12-12-2015م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


بالصور... طلاب بنغازي يعودون الى ما تبقى من مدارسهم رغم الحرب

بنغازي - أ ف ب

على بعد نصف كيلومتر فقط من اشد محاور القتال ضراوة في بنغازي (شرق)، اعادت مدرسة "البشائر"، مثل عشرات المدارس الاخرى، فتح ابوابها امام الطلاب للمرة الاولى منذ اندلاع الحرب في المدينة الليبية قبل عام ونصف، اليوم الأحد (13 ديسمبر/ كانون الأول 2015).

ورغم الاشتباكات اليومية المتواصلة بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة، واعمال القصف العشوائية، عادت الحياة الاحد الى سبع وسبعين مدرسة فقط من بين 254 بعدما تضررت مدارس جراء الحرب بينما تحولت مدارس اخرى الى مساكن للنازحين الهاربين من مناطق الاشتباك.

وقالت طالبة تبلغ من العمر 13 عاما وهي تهم بالدخول الى مدرسة البشائر لوكالة فرانس برس "انا فرحة بعودة الدراسة. جئت للمدرسة لان الجميع اتوا الى هنا، والحياة تبدو طبيعية جدا". واضافت وهي تبتسم "لا للخوف".

- "سيعود الامان" -واغلقت المدارس في بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس) ابوابها منذ بداية الحرب فيها منتصف العام 2014، ليجري منذ ذلك الحين الاستعاضة عن الذهاب الى المدرسة بنظام تعليم منزلي، اطلق عليه ديوان التعليم الحكومي في المدينة اسم "التعليم عن بعد".

ونص هذا النظام على ان يدرس الطلاب في منازلهم معتمدين على مناهج دراسية يقدمها لهم الديوان الحكومي، على ان يلتحقوا بالمدارس فقط في ايام الامتحانات كحل مؤقت لمشكلة تردي الامن ومخاوف اولياء الامور على حياة ابنائهم في مدينة تشهد في احيائها الوسطى والجنوبية حربا يومية ضارية تشمل استخدام الدبابات والغارات الجوية.

وبحسب منظمة "ليبيا بادي كاونت" المستقلة التي تقوم باحصاء يومي لاعداد ضحايا الحرب في ليبيا، فان نحو الفي شخص قتلوا في اعمال العنف في بنغازي ما بين بداية عام 2014 وشهر تشرين الثاني/نوفمبر 2015، وهو اعلى معدل لضحايا النزاع مقارنة بباقي المدن الليبية.

وسقط معظم الضحايا في الاشتباكات بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا في شرق ليبيا، وتنظيمات مسلحة مناهضة لها بينها تنظيم الدولة الاسلامية الجهادي المتطرف، فيما قتل اخرون نتيجة انفجار سيارات مفخخة، او عبوات ناسفة، او قصف عشوائي طال احياء سكنية.

وتسبب هذا النزاع ايضا في نزوح عشرات الالاف من مناطق الاشتباكات التي تتركز في وسط المدينة وجنوبها، ليتخذوا من المدارس الحكومية في بنغازي مساكن لهم. وقد احصت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين نزوح اكثر من تسعين الف مواطن من مساكنهم بحيث خلت احياء كاملة من قاطنيها.

وامام مدرسة البشائر، وقف عبد العزيز الدينالي يودع طفليه وهما يدخلان الى المدرسة.

وقال لفرانس برس متحدثا بثقة "ان شاء الله، وبعودة الدراسة، سيعود الامان الى بنغازي".

- 77 مدرسة من بين 254 - وياتي قرار اعادة فتح ابواب المدارس للمرحلتين الابتدائية والاعدادية في المدينة بعد شهرين من انطلاق العام الدراسي الجديد في بقية المدن الليبية.

وقال المتحدث باسم ديوان التعليم احمد القبايلي لفرانس برس ان "عدد المدارس المتاحة للطلاب في الوقت الحالي يبلغ 77 مدرسة من اصل 254 وهو اجمالي عدد المدارس في المدينة، حيث تم استغلال 64 مدرسة كملاجئ للنازحين فيما خرج عدد من المدارس عن الخدمة لوقوعها في مناطق اشتباكات".

واضاف ان "31 مدرسة تم استغلالها كبدائل عن الجامعات في مدينة بنغازي، حيث تقع كل من جامعة بنغازي وجامعة العرب الطبية في مرمى نيران اطراف النزاع، وهذه الاسباب مجتمعة دفعت بمسؤولي التعليم إلى تأخير هذا العام الدراسي لوضع حلول تساهم في انجاحه".

ومن اجل استيعاب نحو 150 الف طالب في ما تبقى من المدارس، وضعت وزارة التعليم خطة تقضي باستخدام هذه المدارس في الفترتين الصباحية والمسائية، بحيث يدرس طلاب المراحل الاعدادية والثانوية في الفترة الصباحية، بينما يدرس طلاب المراحل الابتدائية في فترة ما بعد منتصف النهار، بحسب مسؤول في الوزارة.

واوضح المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه ان "مقترحا آخر قد يجري العمل به، يتم فيه اقتسام ايام الاسبوع الى مرحلتين، ثلاثة ايام لطلاب المرحلة الابتدائية، والثلاثة الاخرى لطلاب المرحلتين الاعدادية والثانوية وذلك بغية سد العجز في اعداد المدارس الذي تواجهه وزارة التعليم".

ورغم ازدحام الصفوف المحتمل، والخطر الذي يفرضه استمرار الحرب على حياة سكان المدينة باكملها، بدا الطلاب سعداء بعودتهم الى مقاعد الدراسة اليوم، حيث كانوا يتمشون جنبا الى جنب ويلعبون كرة القدم وقد ارتدى بعضهم ملابس جديدة بحسب مراسل فرانس برس.

ولم يحمل الطلاب اي كتب معهم، ولم يرتدوا الزي المدرسي الموحد التقليدي، اذ ان مدينة بنغازي لم تتسلم بعد الكتب المدرسية والملابس الموحدة من الجهات الحكومية.

وقال محمد عبد العزيز (11 عاما) الذي بدا بقصة شعر جديدة عشية عودته الى الدراسة، "أحب ان اقول لمن بقوا في بيوتهم، تعالوا جميعا" الى المدرسة.




أضف تعليق