الاسد: تركيا هي شريان الحياة بالنسبة "داعش"
دمشق - د ب أ
قال الرئيس السوري بشار الأسد خلال مقابلة اجرتها معه وكالة الأنباء الإسبانية (إي.إف.إي) نشرت اليوم الجمعة (11 ديسمبر/ كانون الأول 2015)، إنه لا يعتقد أن الإدارة الامريكية غير مخلصة في محاربتها للإرهاب وانها وفرت منذ البداية الغطاء السياسي للإرهاب في بلاده.
وتابع الأسد حديثه قائلا إن "تركيا هي شريان الحياة بالنسبة "داعش" حسبما ذكرت اليوم الجمعة وكالة الانباء السورية (سانا).
وأشار الأسد إلى عرض روسيا الأسبوع الماضي صوراً ومقاطع مصورة لشاحنات نقل نفط تعبر الحدود السورية التركية موضحا أن "معظم النفط السوري موجود في المنطقة الشمالية من سورية... من المستحيل تهريبه إلى العراق... لأن جميع الأطراف في العراق تحارب "داعش"... أما لبنان فبعيد جداً، والأردن في الجنوب بعيد جداً أيضاً وبالتالي... فإن شريان الحياة الوحيد المتاح لـ"داعش" هو تركيا".
وتابع أن تلك "الشاحنات كانت تحمل النفط من سورية إلى تركيا التي تبيع هذا النفط الرخيص إلى باقي أنحاء العالم، لا أعتقد أن شخصاً لديه أي شك حيال هذا الواقع الذي لا يمكن دحضه".
وقال الاسد أن الإدارة الأمريكية ... وفرت لأولئك الإرهابيين الغطاء السياسي، منذ البداية قالت إنهم يخرجون في مظاهرات سلمية، ثم عندما ظهروا على حقيقتهم كإرهابيين، قالوا إنهم إرهابيون معتدلون، ثم في النهاية وجدوا أن عليهم أن يقولوا إن هناك "داعش" و"النصرة"، لكنهم في المحصلة ليسوا موضوعيين".
وتابع أن طالما "ظلت الولايات المتحدة غير جادة في محاربة الإرهاب، فلا يمكن أن نتوقع من باقي الدول الغربية أن تكون جادة، لأنها حليفة للولايات المتحدة، وباختصار، لنقل إن الأمريكيين حتى الآن لا يريدون تدمير /داعش/ أو التطرف أو الإرهاب، وقد قالها (الرئيس الامريكي باراك) أوباما، قال إنه يريد احتواء الإرهاب وليس تدميره، ما الذي يعنيه ذلك، يعني السماح له بالتحرك باتجاه ما، لكن ليس باتجاه آخر".
وعند التطرق إلى جدية الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في محاربته ل"داعش" قال الاسد "انظر إلى ما فعله بعد حوادث إطلاق النار في باريس الشهر الماضي، بدأت الطائرات الفرنسية بمهاجمة "داعش" وبغارات مكثفة.. قالوا إنهم يريدون أن يحاربوا.. وقال أولاند سنكون في حرب ضد الإرهاب، ما الذي يعنيه هذا، يعني أنه قبل حوادث باريس لم يكونوا في حرب مع الإرهاب، لماذا لم يفعلوا الشيء نفسه قبل تلك الأحداث؟".
واضاف أن عمليات القصف المكثف يعني أنها " كانت تهدف إلى تبديد غضب الرأي العام الفرنسي وحسب، وليس محاربة الإرهاب، إذا أردت أن تحارب الإرهاب، فإنك لا تنتظر حتى تحدث عمليات إطلاق نار كي تبدأ بمحاربة الإرهاب، محاربة الإرهاب مبدأ، وليست وضعاً مؤقتاً تخوضه عندما تكون غاضباً".
واشار إلى أن "هذا دليل آخر على أن الفرنسيين ليسوا جادين في محاربة الإرهاب".
وأكد الأسد أن الخطوة الأولى للقضاء على التنظيمات الإرهابية في سورية تكمن في وقف تدفق الإرهابيين وخصوصا من تركيا إلى سورية والعراق ووقف تدفق الأموال ومنع دخول الأسلحة وغيرها من أشكال الدعم اللوجستي لتلك التنظيمات.
ودعا الأسد إلى عدم الخلط بين المعارضة السياسية والجماعات المسلحة، مؤكدا أن "الحكومة السورية أجرت حوارا مع بعض المجموعات، كمجموعات وليس كتنظيمات بهدف تخليها عن السلاح، معتبرا أن هذه هي الطريقة الوحيدة للتعامل مع المجموعات المسلحة في سورية .... أما أن نتعامل معها ككيانات سياسية فهو أمر نرفضه تماماً".
وقال الأسد إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يطلب شيئا مقابل المساعدة في محاربة الإرهاب، مشيرا إلى انه ليس لروسيا مصلحة في أن يكون هناك المزيد من الإرهاب في سورية وفي انهيار الدولة السورية "ويمكن القول إن روسيا تريد في المقابل استقرار سورية والعراق والمنطقة ... كما أننا لسنا بعيدين عن روسيا... إن ما تقوم به روسيا الآن في سورية يعد دفاعاً عن أوروبا بشكل مباشر".
وعند سؤاله عن رأيه حيال إسقاط تركيا للطائرة الروسية قال إن "منذ بداية المشاركة العسكرية الروسية في سورية .... تغير الوضع على الأرض بشكل إيجابي، وبالنسبة (للرئيس التركي رجب طيب) أردوغان فإن ذلك سيحبط طموحاته وفي حال فشل أردوغان في سورية فإن ذلك سيشكل من وجهة نظره نهايته السياسية".
وأضاف أن هذا سيحبط "طموحه لجعل تركيا مركزاً للإخوان المسلمين في المنطقة وتنصيب حكومات إخوانية تابعة في سائر أنحاء العالم، إنه يرى في سورية آخر قلاع أحلامه، إذا فشل في سورية، كما فشل في مصر وأماكن أخرى/ فإنه يعتقد أن ذلك سيكون نهاية مسيرته".
وتابع أن عند اسقاطه للطائرة "أنه اعتقد أن حلف شمال الأطلسي /ناتو/ سيهب لنجدته، وأنه سيتمكن من دفع الحلف إلى صراع مع روسيا، وأن النتيجة ستكون المزيد من تعقيد الأوضاع في سورية على الأرض، وربما تحقيق حلمه في إقامة منطقة حظر طيران يستطيع أن يرسل إليها الإرهابيين وأن يستخدمهم كدولة أخرى في مواجهة الدولة السورية، كان هذا هو طموحه وطريقة تفكيره ومخططه في سورية على ما نعتقد".