أغيثوني... بطني تنفجر من كثرة الأكل
الوسط - محرر المنوعات
تفتح الثلاجة خلسة، وتخرج منها كميات مهولة من الطعام، وتتناولها بسرعة حتى لا يشاهدك أحد، لماذا تفعل ذلك؟ أنت لا تعرف، وفي الواقع أنت لا تشعر بالجوع، وتناول هذه الكميات المهولة من الطعام يضرك، تعاهد نفسك أن تكون هذه المرة هي آخر مرة، ولكنك لا تتوقف وتكرر نفس السلوكيات المضرة مرات متعددة، ولا تستطيع التوقف.
إذا كان هذا المشهد يتكرر في حياتك فمن المحتمل أنك تعاني من اضطراب نهم الطعام، وهو واحد من اضطرابات الأكل الخطيرة، والذي يعاني المصاب به من سلوكيات قهرية تدفعه لتناول كميات كبيرة من الطعام، فما هي أعراض هذا الاضطراب؟ وما هي أسباب؟، حسب ما ذكره موقع "صحتك".
الأعراض
قد لا يعاني المريض من علامات وأعراض بدنية واضحة بالرغم من إصابته باضطراب نهم الطعام، وقد يكون وزنه زائداً أو يكون مصاباً بالسمنة، أو قد يكون وزنه طبيعياً، وبالرغم مما سبق يرجح أن يعاني من علامات وأعراض سلوكية وانفعالية عديدة، مثل:
تناول كميات كبيرة غير معتادة من الطعام.
تناول الطعام ولو في حالة الشبع أو عدم الشعور بالجوع.
تناول الطعام سريعاً أثناء نوبات النهم.
تناول الطعام إلى أن يشعر بشبع غير مريح.
كثرة الأكل منفرداً.
الشعور بأن سلوك الأكل خارج عن السيطرة.
الشعور بالاكتئاب أو الاشمئزاز أو الخزي أو الذنب أو الضيق من طريقة الأكل.
المعاناة من الاكتئاب والقلق.
الشعور بالعزلة وصعوبة التعبير عن المشاعر.
تكرار اتباع نظام غذائي معين، وربما دون فقدان الوزن.
سرعة فقدان الوزن واكتسابه، وهو ما يسمى نظام "اليويو" الغذائي (أي المتأرجح ما بين الفقد والزيادة).
وبعد النهم، قد يحاول المريض اتباع نظام غذائي معين أو تناول وجبات عادية، ولكن الواقع يؤكد أن فرض القيود على الأكل قد لا يؤدي إلا إلى مزيد من نهم الطعام؛ مما يجعلك تدور في حلقة مفرغة.
الأسباب
لا يزال العلم يجهل أسباب حدوث اضطراب نهم الطعام، ولكن يمكن للتاريخ المرضي العائلي والعوامل البيولوجية واتباع نظام غذائي طويل الأجل والمشكلات النفسية أن تزيد من مخاطر الإصابة.
عوامل الخطورة
تتضمن العوامل التي يُمكن لها أن تزيد من خطورة الإصابة باضطراب نهم الطعام ما يلي:
- التاريخ المرضي العائلي والعوامل البيولوجية
يرجح أن يصاب الشخص باضطراب في الأكل إذا كان والداه أو أشقاؤه مصابين حالياً أو (سابقاً) باضطراب في الأكل، قد تكون لدى بعض المصابين باضطراب نهم الطعام جينات موروثة تجعلهم أكثر عرّضة للإصابة بالاضطراب أو قد تكون كيمياء الدماغ لديهم قد تغيّرت.
- المشكلات النفسية
معظم المصابين باضطراب نهم الطعام يعانون من زيادة الوزن ويدركون طبيعة مظهرهم إدراكاً قوياً ويشعرون بعدم الرضى عنه. إن الشخص عندما يصاب باضطراب نهم الطعام قد يتصرف تحت وطأة القهر ويشعر بالعجز عن السيطرة على سلوكه، وقد يكون لديه تاريخ مرضي من الإصابة بالاكتئاب أو تعاطي المخدرات، وقد يعاني من أجل التكيّف مع الضغط النفسي والقلق والغضب والحزن والملل.
- اتباع نظام غذائي معين
لدى الكثير من المصابين باضطراب نهم الطعام تاريخ من الالتزام بنظام غذائي معين، وقد اتبع بعضهم الأنظمة الغذائية بكثرة، والتي يعود تاريخها إلى أيام الطفولة، قد يحفّز اتباع النظام الغذائي الإلحاح الدافع لنهم الطعام، خاصةً إذا كان الشخص يعاني من انخفاض تقدير ذاته وأعراض الاكتئاب.
- عمرك
بالرغم من أنه يمكن أن يُصاب الأفراد من أي مرحلة عمرية باضطراب نهم الطعام، ففي الأغلب يبدأ في فترة المراهقة المتأخرة أو بداية العشرينيات.
المضاعفات
قد يصاب المريض بمشكلات نفسية وجسدية مرتبطة بنهم الطعام، وتنشأ بعض هذه المضاعفات من زيادة الوزن الناتجة عن تكرار تناول الطعام بنهم، وقد تنشأ مضاعفات أخرى بسبب عادات الأكل غير الصحية "المتأرجحة"، حيث يفرط المريض في تناول الطعام بشراهة ونهم ثم يتبع ذلك باتباع الأنظمة الغذائية بقسوة، وعلاوة على ما سبق، غالباً يكون الطعام الذي يتناوله المريض أثناء نوبات النهم مرتفعاً من حيث الدهون ومنخفضاً من حيث البروتين وغيره من المغذيات؛ مما يؤدي إلى حدوث مشكلات صحية.
وتتضمن المضاعفات التي يمكن أن يؤدي إليها اضطراب نهم الطعام أو قد ترتبط به: الاكتئاب، أفكار الانتحار، الأرق، السمنة، ارتفاع ضغط الدم، داء السكري من النوع الثاني، ارتفاع الكوليسترول، أمراض المرارة وغيرها من مشكلات الهضم، أمراض القلب، بعض أنواع السرطان، ألم في المفاصل، آلام العضلات، الصداع، ومشكلات في الدورة الشهرية.