مؤسس "ويكيليكس": "داعش" سيصبح أثرا بعد عين في غضون أشهر
الوسط - المحرر السياسي
اعتبر جوليان أسانج مؤسس "ويكيليكس" أن ما يسمى بـ"داعش" سوف يصبح أثرا بعد عين في غضون ستة أشهر، وأن السؤال يكمن في مصير الزمر الإرهابية الناشطة إلى جانبه، ذلك وفق ما نقل موقع "روسيا اليوم" اليوم الخميس (10 ديسمبر/ كانون الأول 2015).
وفي حديث عبر الفيديو خلال مؤتمر دولي في موسكو حول دور الإعلام عقد بمناسبة الذكرى الـ10 لتأسيس قناة RT قال: "إنني على يقين تام بأن الدول التي تكافح هذا التنظيم ستفلح في القضاء عليه خلال نصف عام، وبأن "داعش" سوف يفقد قواه وسيضمحل ليتحول إلى عصابة سرية تنشط في الخفاء".
وأعرب عن قلقه حيال المرحلة التي ستعقب زوال هذا التنظيم، وأضاف أنه "سوف يتم القضاء على "داعش" كقوة لها شأنها، في حين يتبادر السؤال، إلى أين سيتوجه عناصر الزمر الإرهابية الناشطة بشكل مواز لهذا التنظيم، واستبعد أن يلقي هؤلاء سلاحهم ويتوجوا إلى منازلهم، حيث أن الدول التي تقاتل "داعش" في الوقت الراهن "لها مصالحها القومية" وقد تستخدمهم في تحقيق غاياتها.
وعلى صعيد العولمة وأثرها، اشار إلى أن التطور المستمر الذي تشهده تكنولوجيا المعلوماتية في العالم أفرز في الآونة الأخيرة تحديات جديدة يواجهها العالم وتابع يقول: "العولمة صارت تحظى بدور أكثر أهمية، ودورة الاتصال في ظل ذلك صارت أقصر".
وأضاف أنه مع ظهور السلاح النووي في القرن الماضي، استقرت موازين القوى في العالم، في حين أن تكنولوجيا المعلوماتية الجديدة والعولمة أخذت تبدل موازين القوى وتتبدل المنظومة الفكرية بشكل عام.
ولفت النظر إلى أن الإنترنيت قد دخل في وقتنا هذا جميع مفاصل الحياة، وصار يشمل تقريبا سائر الشرائح الاجتماعية، مشيرا إلى أن الإنسانية في ظل ذلك تسير في اتجاه واحد من غير المعروف إلى أين سيصل بها.
وبشأن حادث إسقاط أنقرة القاذفة الروسية "سو-24" فوق سوريا مؤخرا، ذكر أسانج أن أنقرة كانت قد حذرت قبل ذلك موسكو من رد قوي في حال انتهكت طائرات الأخيرة الأجواء التركية.
وقال: "لدينا معلومات إضافية بهذا الصدد، تشير إلى أن الحادث كان مدبرا ليقع عشية الانتخابات البرلمانية التركية في الـ1 من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، والتي خلصت بفوز حزب أردوغان. لقد تم تبني قرار إسقاط أي طائرة حربية روسية حتى ولو اخترقت الأجواء التركية لثانية واحدة، وذلك خدمة للفوز في الانتخابات، ليبقى القرار ساري المفعول بعد الانتخابات".
واعتبر أن هذا الحادث أظهر تقصير الاستخبارات الروسية نظرا لأن الأتراك كانوا قد بعثوا قبل ذلك بإشارات متكررة بهذا الشأن، وأكد أن تركيا وحسب التحليلات المتوفرة لديه سوف تستمر في الدفاع المستميت عن مصالحها شمال سوريا. وأوضح أن "هذا النزاع قد جر الكثير من الأطراف إليه، مما يستثني احتمال تسويته بنجاح".
أما المعلومات الشخصية والخصوصية، فقد خسرت النزال حسب أسانج أمام ثورة الإنترنيت والمعلوماتية، خاصة وأن كلفة التتبع الإلكتروني صارت أرخص من أي وقت مضى.
وقال: "لقد فقدنا نتيجة لذلك القدرة على حماية حرياتنا الشخصية، وجميع الدول بلا استثناء بين كبرى وصغيرة صارت تستخدم التتبع الشامل" خدمة لمصالحها.
وأعاد إلى الأذهان أن الولايات المتحدة وحلفاءها قد أمعنت بالتجسس الشامل على وسائل الاتصال العالمية، إلى درجة أن الخبراء والإرهابيين وحدهم من يقدر على تجنب هذا التتبع.
وأضاف أنه لم يعد الإنسان العادي يتمتع بما كان يسمى بحصانة الحياة الشخصية، فيما يتحدث الجميع باستمرار حول كيفية عمل التشريعات، إذ أصبحت الخصوصيات الشخصية متاحة للآخرين نتيجة لهذا التطور التكنولوجي وسوء استخدامه في بعض الحالات.