مشاريع ضخمة للقضاء على التلوث والضجيج
مدن أوروبية وعالمية قد تصبح بلا سيارات
الوسط – محرر المنوعات
نسبة التلوث في ارتفاع، وهو ما يهدد كوكب الأرض بالعديد من الكوارث البيئية وغيرها. ومن هنا رأت سلطات العديد من المدن أن عليها فعل شيء للقضاء على مصدر رئيسي للتلوث داخلها وهي السيارات.
تشير إحصاءات نشرتها "إيلاف" 7 ملايين شخص تقريباً يموتون سنوياً بسبب التلوث في مختلف أنحاء العالم ناهيك عن الملايين الذين يموتون بسبب حوادث السير.
وبهدف تخفيض نسبة التلوث وتحويل أماكن السكن إلى مكان صديق للبيئة وللمواطنين تنوي مدن عديدة في أوروبا ومناطق أخرى في العالم منع السيارات من الدخول إلى مراكزها الحيوية، ومنها أوسلو التي قررت تنفيذ هذا القرار بحلول العام 2019.
وعندما أعلنت العاصمة النرويجية عن قرارها هذا أعلنت أيضا أنها ستشرع في بناء شوارع وممرات مخصصة للدراجات الهوائية لمسافة لا تقل عن 40 ميلاً كما ستفرض دفع مبالغ على السيارات التي تستخدم الشوارع في ساعات الازدحام وستلغي مواقف السيارات وستستقطع مبالغ مالية من الضمان الاجتماعي لمن يملك سيارة تسير على الوقود السجيلي. وتأمل المدينة منع سير المركبات التي تستخدم الوقود السجيلي بشكل كامل بحلول العام 2050.
من المؤكد أن منع السيارات من الحركة سيحقق معجزات. وعندما وصل التلوث في مدينة باريس إلى مرحلة خطرة في وقت سابق من هذا العام منعت رئيسة بلديتها آن هيدالغو سير ما يقارب من نصف السيارات التي تستخدم وقود الديزل. وبعد مرور 24 ساعة فقط انخفضت نسبة التلوث إلى حد بعيد وقلت الزحامات بنسبة 40 في المئة.
وتعتبر فرنسا الدولة الأوربية الأولى في نسبة السيارات التي تعمل على الديزل فيها وذلك بفضل مساعدات حكومية تجعل سعر الديزل أقل من سعر البنزين.
وتنوي هيدالغو منع دخول سيارات الديزل إلى قلب المدينة بحلول 2020 كما سيتم تخصيص مساحات أكبر للمارة وللدراجات الهوائية بمسافة 870 ميلاً. وكانت المدينة قد شهدت أياما منعت فيها السيارات من الوصول إلى المركز مثل شارع الشانزلزيه حيث هبط الناس على أقدامهم للتنزه والتمتع بجو خال من التلوث ومن زعيق السيارات.
وذلك في فينيسيا، حيث تنوي هي الأخرى السير في الطريق نفسه أيضا ولكن الأمر أسهل هنا بسبب الجداول والقنوات المائية المنتشرة في كل مكان فيها ويمكن استخدامها كوسيلة للتنقل دون تعريض جو المدينة إلى التلوث.
أما هامبروغ فقامت هذه المدينة الألمانية هي الأخرى بتطوير شبكة طرق مخصصة للراجلين وللدراجات الهوائية، وهي ترتبط بالمناطق والمساحات الخضراء الأمر الذي سيسهل تحقيق هدف خفض انبعاث الغازات الدفيئة بنسبة 80 في المئة بحلول 2050.
وتنوي مدريد منع السيارات من الوصول إلى مركزها بحلول 2020 ووضعت خطة لتطوير شبكة خاصة بالمشاة بحلول 2020. وكانت العاصمة الاسبانية قد فرضت منذ بداية 2015 قيوداً إضافية على السيارات غير الخاصة بحيث أصبحت المساحة الخالية من المركبات أوسع من ذي قبل.
ستعمل المدينة في الوقت نفسه على تطوير شبكة النقل العام فيها وستطور الطرق المخصصة للمشاة وللدراجات وللمركبات التي تعمل على الكهرباء.
ومثل باريس أعلنت مدريد أيضا منع 50 في المئة من السيارات من الدخول إلى وسط المدينة للمحافظة على نقاء جوها ولإعطاء سكانها إحساساً بالراحة من التلوث ومن الضجيح.
وفيما تحاول مدن أوروبية عديدة منها باريس وهلسنكي وأوسلو بذل جهود لإخلائها من السيارات ومن التلوث.
لكن هناك مدينة واحدة في أميركا اللاتينية تعتبر الرائدة على صعيد إخلاء شوارعها من السيارات وهي بوغوتا.
إذ بدأ كل شيء في العام 1974 حيث قررت عاصمة كولومبيا إغلاق ما مسافته 75 ميلاً من الشوارع داخل المدن أمام السيارات يومياً مع تشجيع استخدام الدراجات كوسيلة للنقل.
وفي حيدر آباد في الهند بدأت السلطات تمنع السيارات من الدخول إلى شوارع عديدة فيها. وفي كوريا الجنوبية تم تنفيذ منع لمدة شهر كامل في سبتمبر/ أيلول 2013 وفي جوهانسبرغ نفذت التجربة الشهر الماضي.
أما في بورتلاند فتنوي السلطات أن يكون التنقل بالدراجات بنسبة 25 في المئة بحلول 2030 وقد تم إنشاء طرق عديدة خاصة بالمشاة وبالدراجات.
وتعتبر مدينة ديفيز أكبر بلدة في منطقة يولو في كاليفورنيا واخذ المشرفون على بنائها قضية النقل في نظر الاعتبار وأسسوها كي تكون صديقة للمشاة وللدراجات ويتم التنقل فيها بهذه الطرق بنسبة 20 في المئة في حين أن النسبة في كل الولايات المتحدة لا تتجاوز 2 في المئة.
تغيير المدن وتحويرها للتقليل من عدد السيارات صعب ولكن بناء مدن جديدة على أساس المشاة والدراجات أمر أسهل.
أحد الأمثلة "المدينة الكبرى" في ضواحي تشينغدو في الصين والتي ستبنى لاستقبال 80 ألف شخص لن يحتاج أي منهم إلى سيارة بفضل شبكة النقل الرائعة في المنطقة.
هناك أيضا "مصدر" وهي مدينة تقوم في الصحراء قرب أبوظبي وذكر المسئولون أنهم لن يسمحوا بدخول أي سيارة إليها إلا إذا كانت كهربائية وذلك لتشجيع السكان على السير أو استخدام الدراجة.