تلبدت إقليمياً فتلبدت لبنانياً
الوسط – المحرر السياسي
تلبدت اكثر فأكثر اقليمياً ودولياً فتلبدت اكثر فأكثر لبنانيا، اكثر من جهة سياسية تقول ان تشابك الاوضاع والمواقف جعل «طرف الخيط» يضيع من اصابع سعد الحريري وتضيع معه التسوية على الارجح ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "القبس" الكويتية اليوم الخميس (10 ديسمبر/ كانون الأول 2015).
احد الوزراء وصل الى حد القول «فخامة الضحية سليمان فرنجية»، ليضيف ان هذا الاخير سمع من الشيخ سعد اثناء لقائهما في باريس، كل ما يوحي بأن السيناريو الرئاسي اكتمل ولم تعد تنقصه سوى بعض اللمسات المحلية، ليتبين ان العقبات الداخلية هي من التعقيد بحيث تتخطى العقبات الخارجية.
بكركي تخلت عن فكرة جمع القادة الموارنة الاربعة تحت عباءة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي العاتب على اكثر من جهة اوروبية كونها لم تبلغه بالاتجاه الى ترشيح فرنجية ليقرأ الخبر في الصحف.
وكما سبق لـ القبس أن ذكرت.. فإن اللقاء مستحيل لأن الاتفاق مستحيل، حتى ان احد المطارنة قال لــ القبس «الافضل لسيدنا ان يبقى بعيداً لأن الصراع بين امين الجميل وميشال عون وسمير جعجع وسليمان فرنجية يبدو اشبه ما يكون بالمبارزة بالسيوف، من لا يخر صريعا بينهم يتوج بإكليل الغار».
واللافت ان تلاحظ بعض المصادر ان قاذفات السوخوي بدأت بتنفيذ غارات على الجانب اللبناني من السلسلة الشرقية، حيث ينتشر مسلحو «النصرة» و«داعش».. وهذا ما قد يحدث تبديلا بقواعد اللعبة الداخلية.
وحين قالت القبس لاحد الوزراء في 8 اذار ان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف هو من ابلغ السفير اللبناني في موسكو بأن حظوظ العماد ميشال عون في الوصول الى القصر الجمهوري محدودة جداً، ولابد من مرشح توافقي، كان تعليق الوزير ان المسرح تغير كثيراً منذ ان بدأ التدخل الروسي يأخذ تلك الابعاد الاستراتيجية.
بعض القيادات في التيار الوطني الحر تعتبر ان قبول الحريري، ومن وراءه، بترشيح رئيس تيار المردة، ودعمه بتلك الطريقة، هو دليل على تراجع ما، حتى ولو كان تكتيكياً، وبالتالي فإن الاولوية هي لمعادلة عون في القصر والحريري في السرايا وليس لمعادلة فرنجية في القصر والحريري في السرايا.
لكن فرنجية «ابن زغرتا»، «رجل حفيد رئيس للجمهورية»، في اوساطه «ان البيك لا يتلو فعل الندامة امام الجنرال» حين يلتقيان خلال ساعات (فعل الندامة جزء من البنية اللوهوتية المسيحية).
وصرح عضو كتلة المستقبل النائب احمد فتفت «ان التسوية الرئاسية لم تجمد لانها لم تطلق بعد»، معتبراً «ان هناك قرار اقليمياً، وبالتحديد من ايران و«حزب الله» بابقاء لبنان دون رئيس».
اما العضو الآخر في الكتلة النائب جمال الجراح فرأى «ان هناك مساعي لحرق المبادرة التي لا تزال تتمتع بعناصر دفع اساسية وهناك جهود على المستويات لتذليل العقبات».
وفي تصريح يعكس رأي واشنطن في المبادرة، رأى القائم بأعمال السفارة ريتشارد جونز، اثر لقائه البطريرك «ان موعد اجراء الانتخابات الرئاسية الان بالذات لان استمرار التعطيل والفراغ لا يناسب حداً، خصوصا في ظل اضطرابات المنطقة».
واكد «ان على الاحزاب ان تعمل معاً لانتخاب رئيس».
وفي لقاء الاربعاء النيابي، ابلغ الرئيس نبيه بري النواب ان الصمت في هذه المرحلة ليس من ذهب فحسب وانما من ماس.
وشدد على «ان المطلوب الاستفادة من الظروف التي تجعل لبنان اليوم اكثر البلدان المهيأة لمعالجة مشاكله وانجاز الاستحقاقات التي يواجهها».
واعتبر «ان افضل سيناريو في هذا الشأن هو تفاهم عون - فرنجية».
وقال النائب علي خريس (كتلة بري) «هناك فرصة ذهبية ان لم نلتقطها لن يكون هناك رئيس في المدى المنظور».