تركيا تقول إنها ستتوقف عن ارسال قوات إلى شمال العراق
بغداد – رويترز
قالت تركيا الأحد (6 ديسمبر/ كانون الأول 2015) إنها ستتوقف عن إرسال المزيد من القوات إلى منطقة قرب مدينة الموصل العراقية الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" بعد أن هددت بغداد باللجوء إلى الأمم المتحدة لإجبار تركيا على سحب جنودها.
وأرسلت تركيا مئات الجنود إلى معسكر قرب الموصل في شمال العراق يوم الخميس واصفة ذلك بانه تناوب روتيني في إطار برنامج تدريب لكن هذه الخطوة أغضبت بغداد التي قالت انها تمت بدون التشاور معها.
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن بلاده ستلجأ لمجلس الأمن الدولي ما لم تنسحب القوات التركية التي أُرسلت إلى شمال العراق خلال 48 ساعة.
وأضاف العبادي أن نشر المئات من الجنود الأتراك تم دون موافقة أو علم الحكومة العراقية وقال إن ذلك يمثل خرقا للسيادة الوطنية.
وبعث رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو رسالة إلى العبادي قال فيها إن القوات المسلحة التركية لن ترسل قوات إضافية إلى أن يتم تهدئة "الحساسيات" العراقية. ولم يصل داود أوغلو إلى حد الموافقة على طلب العبادي بسحب القوات التركية.
ووفقا لمصادر في مكتب رئيس الوزراء التركي في أنقرة قالت الرسالة "لن يتم إرسال جنود آخرين إلى بعشيقة إلى ِأن يتم التغلب على مخاوف الحكومة العراقية.
"تركيا مستعدة لتعميق تعاونها مع العراق بالتنسيق والتشاور. يجب عدم السماح لمن يزعجهم تعاون تركيا والعراق ويريدون وقفه تحقيق هدفهم".
وكان داود أوغلو قد قال في وقت سابق إن هذا النشاط تغيير روتيني للقوات لدعم معسكر أنشأته القوات التركية سابقا بناء على طلب محافظ الموصل وبالتنسيق مع وزارة الدفاع العراقية.
وقال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي إنه أبلغ نظيره التركي إن إرسال الجنود الأتراك تم دون ابلاغ بغداد أو التنسيق معها وإنه يجب سحبهم.
وأضاف العبيدي أن وزير الدفاع التركي أوضح له أن نشر القوات ضروري لحماية المستشارين العسكريين الأتراك الذين يتولون تدريب القوات العراقية استعدادا لحملة لاستعادة الموصل. لكن العبيدي قال إن حجم القوة التركية أكبر مما تتطلبه هذه المهمة. وقال العبيدي "مهما كان حجم القوة الداخلة إلى العراق فهو أمر مرفوض...كان يمكن إجراء مثل هذا التنسيق مسبقا ومن دون الحاجة إلى خلق ظروف تسهم في تأزيم الموقف بين البلدين".
وفي بيانه قال رئيس الوزراء العراقي إن بلاده تحتفظ بحقها في استخدام كل الخيارات المتاحة بما في ذلك اللجوء لمجلس الأمن الدولي ما لم تنسحب القوات التركية التي أرسلت إلى شمال العراق خلال 48 ساعة.
وأُجل مرارا هجوم مضاد متوقع بشكل كبير للقوات العراقية لاستعادة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية بسبب انشغالها بالقتال في مناطق أخرى.
وحث العراق المجتمع الدولي على تزويده بمزيد من الأسلحة والتدريب في معركته ضد تنظيم الدولة الإسلامية لكنه يرفض معظم أشكال التدخل الأجنبي لشكه في نوايا القوى الأجنبية.
ويوجد عدد صغير من المدربين الأتراك بالفعل في المعسكر لتدريب قوة الحشد الوطني المؤلفة أساسا من رجال شرطة عراقيين سنة سابقين ومتطوعين من الموصل.
وقال مسؤولون دفاعيون في واشنطن إن الولايات المتحدة على دراية بنشر تركيا مئات من الجنود الأتراك في شمال العراق ولكن الخطوة ليست جزءا من أنشطة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وتعهدت الجماعات الشيعية العراقية القوية بقتال أي قوات أمريكية يتم نشرها في العراق. وتقصف تركيا منذ أشهر مواقع لمقاتلين أكراد في شمال العراق.