معصوم: دور البيشمركة تحرير الموصل وليس الرقة
الوسط – المحرر الدولي
في رد على الأصوات الكردية التي أعلنت استعداد أكراد العرق للمشاركة في عملية تحرير الرقة السورية من أيدي «داعش»٬ اعتبر الرئيس العراقي فؤاد معصوم أن هذه المسئولية تقع على السوريين٬ بينما مهمة كل القوات العراقية التي تقاتل «داعش» هي بالأساس تحرير الموصل وكل المناطق العراقية التي يحتلها تنظيم داعش ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اليوم الخميس (3 ديسمبر / كانون الأول 2015).
وجاء كلام الرئيس العراقي في اليوم الأخير من زيارته لفرنسا والتي كان غرضها الأول تمثيل العراق في قمة المناخ التي تستضيفها فرنسا حتى 11 منالشهر الحالي. والتقى معصوم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الإليزيه٬ كما سبق أن اجتمع بالرئيس السابق نيكولا ساركوزي. ويوم الاثنين٬ اجتمع على هامش القمة في ضاحية لو بورجيه برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وبالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس.
وقال معصوم في رده علي سؤال لـ«الشرق الأوسط» بشأن الأزمة السياسية التي تعصف بالعراق والتي تستهدف رئيس الوزراء حيدر العبادي٬ إن اللائمة تقع على الإعلام الذي يخلق المشكلات. لكنه في الوقت نفسه عبر عن رفضه للهجوم الذي يستهدف العبادي وعن معارضته للمطالب التي تدعو إلى استقالته أو تنحيته.
وحجة رئيس الجمهورية الرئيسية أن «تغييره في الوقت الحاضر أمر غير ممكن من ناحية المصلحة القومية العراقية٬ لأنه إذا أقيل من منصبه سنحتاج لخمسة أو ستة أشهر للاتفاق على بديل له». وأضاف معصوم أنه خلال هذه الفترة ستتحول الحكومة إلى حكومة تصريف أعمال لا تستطيع الاتفاق على أي قرار أو اتفاقية٬ بينما العراق في مواجهة «داعش» لذا٬ فإن العبادي باق في موقعه.
ورأى معصوم أن المجموعة السياسية التي تسعى للتخلص من العبادي في إشارة إلى رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ونواب دولة القانون ليست لديهم الإمكانيات أي عدد النواب في البرلمان لتغيير رئيس الحكومة. يضاف إلى ذلك٬ أنه في حال خرج العبادي من رئاسة الحكومة٬ فالسؤال المطروح: «من سيكون البديل٬ من الدعوة أو من خارجها؟ ومن من الخارج؟» ليخلص إلى القول إن «العراق ليس في مرحلة انتخابات تشريعية لنرى النتائج ونعرف كيف نتصرف».
وفي السياق العسكري٬ وبعد قرار وزير الدفاع الأميركي أول من أمس إرسال قوة أرضية أميركية إلى العراق تضاف إلى ما يزيد على ثلاثة آلاف جندي وخبير موجودين حاليا هناك٬ شدد الرئيس العراقي على نقطتين أساسيتين: الأولى٬ أن للعراق من القوات الأرضية ما يكفي للسيطرة على الأراضي وطرد قوات «داعش»٬ والثاني٬ أن إرسال قوات أرضية «يتطلب تنسيقا مع الحكومة العراقية».
لكنه اعتبر في الوقت نفسه أن قرارا كهذا ليس بحاجة لأن يعرض على البرلمان لكي يتم إقراره بسبب وجود اتفاقية سابقة بين العراق والولايات المتحدة الأميركية تتيح للطرف الثاني توفير المساعدة العسكرية لبغداد. ولا يجد فؤاد معصوم تعارضا بين ما يقوم به التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن من عمليات عسكرية جوية ضد مواقع «داعش» في العراق منذ شهر سبتمبر (أيلول) عام 2014 وبين قيام لجنة تنسيق لتبادل المعلومات الأمنية والاستخبارية وهي تتشكل من روسيا وإيران والعراق وسوريا.
وكشف رئيس الجمهورية العراقية أن إيران طلبت أن يكون مقر اللجنة في دمشق٬ لكنه أصر شخصيا أن يكون المقر في بغداد وهذا ما حصل كما أن من يدير أعمالها هو عراقي.
وحول السبب وراء التأخر في إخراج «داعش» من المناطق التي احتلتها وخصوصا من الرمادي ومن محافظة الأنبار قال معصوم إن أهم الأسباب تكمن في أن تنظيم داعش يقوم بحرب عصابات وليس بحرب كلاسيكية مما يمكن مقاتلي التنظيم من أن يكونوا سريعي الحركة بحيث أنهم يختفون ثم يظهرون ويصعب ضبطهم في مناطق صحراوية شاسعة ذات حدود مشتركة مع ثلاثة بلدان هي السعودية والأردن وسوريا. بيد أنه٬ رغم هذه الصعوبات ومراوحة القوات العراقية مكانها لأشهر كثيرة٬ يبدو معصوم متفائلا إذ اعتبر أن تحرير الموصل والأنبار «يشكل المهام الرئيسية» للقوات العراقية بمختلف تشكيلاتها وأن ذلك لن يأخذ كثيرا من الوقت من غير أن يحدد سقفا زمنيا معينا.
ويبدو الرئيس معصوم من المعارضين لتدخل البيشمركة العراقية في الشؤون السورية. لذلك٬ فإنه ينصحها بعدم اجتياز الحدود للمساهمة في تحرير الرقة وهو ما أبدى مسئولون من الميليشيا الكردية الاستعداد للمساهمة فيه مفسرا إحجام البيشمركة عن الاقتراب من الموصل بالعسي لتجنب بروز نزاع كردي عربي في حال حصلت «تصرفات غير لائقة» في المدينة الشمالية الكبيرة التي سقطت بأيدي «داعش» في ربيع العام 2014.
بالمقابل٬ اعتبر معصوم أن التحرر من فكر «داعش» لن يكون أمرا سهلا. لذا٬ فإن التخلص من الفكر المتطرف يحتاج٬ بنظره٬ لخطة تعليمية وتربوية بما فيها إعادة النظر بالمناهج التعليمية ولدور كبير لرجال الدين الذين دعاهم لتقديم الدين بشكل عصري.
أما بالنسبة للخلاف الكردي على انتخاب رئيس جديد للإقليم٬ فقد رأى معصوم وهو نفسه كردي٬ أن الأطراف المتنازعة وصلت إلى شبه اتفاق أساسه التمديد عامين لرئيس الإقليم مسعود برزاني حتى يحين موعد انتخابات السلطة التشريعية في الإقليم٬ مشيرا إلى أن بعض الكتل يربط قبوله بتخلي برزاني عن بعض صلاحياته. وخلص إلى أنه لعب دورا في تقريب وجهات النظر بصدد مشكلة لم يعد يبدو أن حلها صعب.