أغذية تحارب الألم
الوسط - محرر المنوعات
يمكن إرجاع معظم حالات الألم المزمن لظاهرة الالتهاب، وبما أن كثيرا من الأغذية تزخر بمضادات الالتهاب، فمن المنطقي أن تكون فعالة في محاربة الألم، وفق ما ذكره موقع "صحتك".
بعض الأغذية قد تكون أكثر جدوى من العقاقير التي توصف لعلاج بعض حالات الالتهاب، والتي كثيرا ما تصيب مستخدميها بالإدمان، ولا تساهم في إزالة السبب الأساسي للألم الذي ينحصر في الالتهاب.
مع ذلك، يجب أن نتذكر أن هذه الأغذية يجب أن تكون رديفة لبرنامج غذائي صحي متكامل، ولإجراءات تهدف لتحاشي الأسباب الأساسية لظاهرة الالتهاب، كالأغذية المصنّعة والمتخمة بالدهون المشبعة.
ونعرض في ما يلي قائمة بأهم الأغذية التي عرف عنها خاصة تخفيف الآلام المزمنة أو إزالتها:
الثوم
هذا النبات الذي ينمو تحت الأرض، يزخر بالمركبات الكيميائية - النباتية phytochemicals المضادة للالتهاب، التي لا يقل مفعولها عن العقار الشهير أيبو بروفين Ibuprofen، كما تصرح الدكتورة لونا ساندون Lona Sandon، من جامعة UTS في دالاس، وقد ثبتت فعاليته المثبطة للالتهاب في عدد من التجارب التي أجريت على الفئران.
البصل
ويعتبر البصل أيضاً غنياً بالمركبات المضادة للالتهاب، لعل أشهرها كويرسيتين quercetin، إضافة لاحتوائه خصائص محاربة للسرطان، والسرطان - كما هو معروف - من أهم مسببات الألم المزمن.
التوت
يحتوي التوت بكل أنواعه (التوت البري والتوت الشامي وتوت العليق والفريز - الفراولة -) مركبات كيميائية تدعى أنثوسيانين anthocyanins (هي المسؤولة عن لونه البنفسجي) تثبط الالتهاب، وقد تبيّن مفعولها الحميد في علاج التهابات المفاصل من خلال عدد من التجارب على الحيوان.
كما ثبت مفعول التوت البري في الوقاية من الإصابة بالقرحة الهضمية وتخفيف آلامها، ويعزى هذا التأثير الوقائي للتوت ضد القرحة الهضمية، لوجود مواد فيه مثبطة للعامل المُمرِض في القرحة H. Pylori.
وينصح في حال استخدام التوت للوقاية من آلام القرحة الهضمية، باحتساء حوالي كوب واحد من عصير التوت بدون إضافة السكر يوميا ولمدة 3 أسابيع.
الخضار الخضراء اللون
وتشمل الخس والسبانخ والبروكولي والكرفس وغيرها، وقد وجد في إحدى الدراسات أن النباتيين الذين يعتمدون مثل هذه الأطعمة، تنخفض نسبة الإصابة بالتهاب المفاصل الرثياني rheumatoid arthritis لديهم بنسبة 60 في المائة، مقارنة مع الذين يعتمدون الحميات التي تحوي اللحوم.
زيت الزيتون
يحتوي هذا الغذاء، الذي يعتبر عماد الحمية المتوسطية الشهيرة، مركبا اسمه أوليو كانتال oleocanthal، له تأثير مضاد للالتهاب والألم، يشبه إلى حد بعيد تأثير العقاقير المضادة للالتهاب غير الستيرويدية NSAID"s، مثل الأيبوبروفين والأسيرين، وذلك إضافة لفوائده الصحية الكثيرة الأخرى.
إلا أنه يجب أن نأخذ في الحسبان أن زيت الزيتون غني بالحريرات الغذائية، ولذلك علينا أن نقتصد في استهلاكه.
سمك السالمون
يمتاز سمك السالمون (مثل أنواع أخرى من السمك كالسردين والماكاريل) باحتوائه على الحموض الشحمية أوميغا 3 التي ثبت تأثيرها الحميد في محاربة ظاهرة الالتهاب، إضافة لحماية القلب والشرايين، ويعزو بعض الباحثين الفائدة التي يجنيها آكلو السمك في تخفيف آلام الظهر والرقبة لديهم، للحماية الوعائية التي توفرها أوميغا 3 للأقراص الغضروفية بين الفقرات.
وينصح هيون كوي من جامعة بوسطن، المصابين بالتهاب المفاصل الرثياني بتناول وجبتين إلى 3 وجبات من السمك كل أسبوع (الوجبة تقدّر بـ65 إلى 100 غ).
اللبن الرائب
يعتقد العلماء اليوم أن هناك رابطا بين الجهاز الهضمي وحالات الالتهاب المزمن، وعليه ينصحون المصابين بالتهاب المفاصل الرثياني بتناول اللبن الطبيعي الغني بالبادءات الحيوية probiotics التي تمثل البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، والتي تُعزى إليها القدرة على حجب ظاهرة الالتهاب، على أن لا تقل الجرعة منه عن 230 غ يوميا.
ومن الاستخدامات المميّزة للّبن الرائب (شريطة أن يكون طازجا غنيا بالبادءات الحيوية الناشطة)، إعطاءه للمصابين بمتلازمة "الأمعاء الهيوجة"، لتخفيف آلام البطن و"التطبل".
الكرز
هناك دلائل تدعم قدرة الكرز على تخفيض مؤشرات الالتهاب في الدم وتخفيض الإحساس بالألم، كما تصرح الدكتورة ساندون، ويرجح أن يكون السبب احتواء الكرز على مادة الأنثوسيانين anthocyanin المضادة للأكسدة.
وقد ثبت في إحدى الدراسات تأثير الكرز الحميد في تخفيض عدد نوبات النقرس (وهو نوع من التهاب المفاصل يحدث من تراكم حمض البول في الدم، ويصيب إبهام القدم بشكل خاص)، كما ثبتت في دراسة أخرى فائدة شرب عصير الكرز في تخفيض آلام العضلات لدى العدائين المحترفين.
وينصح في حال تناول الكرز بهدف تخفيف آلام التهاب المفاصل ألا تقل جرعته عن 45 كرزة يوميا.
الكركم
يفيد هذا النوع من البهارات (الذي يستخدم كثيرا في أواسط وشرقي آسيا، وهو من مكونات الكاري الهندي)، في تخفيف آلام المفاصل، وفي معالجة آلام البطن الناجمة عن التهاب القولون، وفي الحفاظ على وظيفة الخلايا العصبية، وتعود خواصه المضادة للالتهاب لمادة الكوركومين curcumin الموجودة فيه بوفرة.
وينصح عند استخدام الكركم في الطهي بهدف تخفيف آلام المفاصل ألا تقل الجرعة عن ملعقة طعام في اليوم، وأن يرفق بالفلفل الأسود الذي يساعد على إطلاق مادة الكوركومين الفعالة منه.
الزنجبيل
لطالما استخدم العامة هذا الجذر النباتي في التخفيف من آلام المعدة والغثيان، ويعتقد أن تأثيره الهضمي الحميد يعود لدوره في تفكيك الغازات الموجودة في الأمعاء، وربما تثبيط مستقبلات الشعور بالغثيان، ولكن الزنجبيل يحتوي إضافة لذلك على مضادات التهاب تشبه في عملها الأسبيرين والإيبوبروفين، وهذا ما جعله يوصف من قبل المختصين بالطب البديل لتخفيف نوبات الصداع النصفي (الشقيقة)، والتهاب المفاصل، وآلام التعضيل، كما اكتشف حديثا أنه فعال في التخلص من آلام الدورة الطمثية.
وينصح في حالات استخدام الزنجبيل بهدف تخفيف الألم أن تدخل ملعقة صغيرة إلى ملعقتين يوميا من مبروش الزنجبيل الطازج إلى طبق الطهي أو إلى مخفوق الفواكه أو العصائر، أو أن يعدّ بالماء المغلي، كالشاي، على أن يترك ليتخمّر مدة 15 دقيقة.
القهوة
كلنا خبرنا تأثير القهوة في التخلص من آلام الرأس الخفيفة والمتوسطة الشدة، ومن الآلام العضلية بعد جولة من التمارين المجهدة. ويعتقد الباحثون أن هذا التأثير يعود إلى احتواء القهوة كميات كبيرة من مضادات الأكسدة، وإلى تأثيرها القابض على أوعية الدماغ المتوسعة أثناء الصداع.
كما أن الأبحاث الجديدة تعطي القهوة بعض الميّزات في محاربة السرطان.
ويعود تأثير القهوة الحميد إلى احتوائها على مادة الكافيين، التي تتواجد أيضا، ولو بنسبة أقل، في الشاي والشوكولاتة.
ولكنّ للقهوة مضاراً كما لها منافع، خاصة إذا استُهلكت بكميات كبيرة.