ثلاث خطوات روسية ضد تركيا
الوسط – المحرر السياسي
اتخذت موسكو أمس ثلاث خطوات تصعيدية ضد أنقرة، شملت رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاجتماع به على هامش قمة المناخ، وإقرار موسكو عقوبات طويلة الأمد ضد أنقرة وإعلانها تسليح طائراتها الحربية في أجواء سورية بصواريخ جو- جو، في مؤشر إلى إمكان حصول صدام بين الطائرات الروسية والتركية، في ضوء رفض أنقرة مجدداً الاعتذار لموسكو عن إسقاط القاذفة الروسية ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الثلثاء (1 ديسمبر / كانون الأول 2015).
وتجرى اتصالات مكثفة لضمان نجاح مؤتمر المعارضة السورية في السعودية منتصف الشهر الجاري للخروج برؤية لسورية المستقبل وتشكيل وفد معارض للتفاوض مع النظام على تشكيل حكومة انتقالية برعاية دولية في بداية السنة المقبلة، وسط مساع غربية لـ «إعادة روسيا وإيران، حلفاء النظام إلى تفاهمات فيينا»، وفق مسؤول غربي.
ومع إعلان الكرملين أنه لن يعقد أي لقاء بين بوتين وأردوغان في باريس على رغم طلب الأخير ذلك وتوسط بلدان أوروبية، بهدف محاصرة الأزمة وتقريب وجهات النظر، وقول الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «من غير المرتقب عقد أي لقاء» بينهما، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو مجدداً رفض أنقرة الاعتذار، بعد تراجع آمال تقريب وجهات النظر بين موسكو وأنقرة.
وبدأت الحكومة الروسية أمس فرض عقوبات اقتصادية على تركيا، وأوضح رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف أن التدابير المفروضة ستراعي «أكبر تأثير ممكن على تركيا وأقل أضرار على المواطن الروسي». وقال المسؤول في القوات الجوية الروسية إيغور كليموف إن القاذفات «سوخوي 34» طارت في سورية للمرة الأولى مسلحة بصواريخ جو- جو للدفاع عن النفس، بعد أقل من أسبوع على قيام طائرة «أف 16» تركية بإسقاط قاذفة «سوخوي» روسية. وأضاف أن الصواريخ قادرة على إصابة أهداف على مسافة 60 كيلومتراً.
وفي باريس، أفيد بأن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي شدد خلال لقائه نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند أن الحرب على «داعش» في سورية ضرورية، مضيفاً أن مصر تؤيد عملية انتقالية لكن شرط أن تتم حماية مؤسسات الدولة، مؤكداً أن بلاده ليست مع بقاء الرئيس بشار الأسد. وكرر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس، أن مشاركة الجيش السوري في محاربة «داعش» يعني بوضوح أنه لن يتم إلا في المرحلة التي يكون الأسد بات خارج الحكم، فيما أعربت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليان عن انفتاحها على مشاركة قوات حكومية في محاربة «داعش»، لكنها شددت على ضرورة تنحي الأسد.
في غضون ذلك، تجرى اتصالات لضمان نجاح مؤتمر المعارضة الموسع في الرياض على أن يتم تأكيد الموعد النهائي قريباً وسط اتصالات بين دول كبرى وإقليمية وشخصيات معارضة لضمان نجاح المؤتمر وجمع المعارضين، كتلاً وشخصيات، سياسيين وعسكريين، على رؤية موحدة ووفد مشترك لمواجهة وفد النظام. وتستعجل واشنطن عقد الاجتماعين للوصول إلى «قائمتي المعارضة الشرعية والتنظيمات الإرهابية» قبل مؤتمر «المجموعة الدولية لدعم سورية» المقبل لـ «ضمان الحفاظ على الدينامية المتولدة من الاجتماع السابق، رغم التوتر بين روسيا وتركيا»، وفق مسؤول غربي. وقال إن «هناك جهوداً حثيثة للعودة إلى روح تفاهمات اجتماع فيينا بعدما ابتعد حلفاء النظام عنها في الأيام الأخيرة».
ميدانياً، سُجّلت أمس عشرات الغارات التي شنتها طائرات روسية أو تابعة للنظام، على محافظات حلب وحماة وحمص، في وقت تحدث النظام عن «تسوية» تتضمن انسحاب عناصر المعارضة من حي الوعر وهو آخر الأحياء التي ما زالت في أيدي المعارضة في «عاصمة الثورة». بالتزامن مع اتفاق لإخراج عشرات المسلحين من قدسيا قرب دمشق، إلى ريف إدلب مقابل فك الحصار عن الحي.