واشنطن لأنقرة: اللعبة تغيرت.. أغلقوا الحدود في وجه «داعش»
الوسط – المحرر السياسي
زادت الولايات المتحدة ضغوطها على تركيا من أجل نشر عشرات الآلاف من الجنود لإغلاق الحدود مع سورية، التي يستخدمها إرهابيو داعش في التسلل من وإلى أوروبا.. في حين جنح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى التهدئة مع موسكو، معربا عن حزنه لحادثة اسقاط الطائرة الروسية... (طالع ص 27 ) ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "النهار" الكويتية اليوم الأحد (29 نوفمبر / تشرين الثاني 2015).
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن مسؤول في إدارة الرئيس باراك اوباما قوله إن واشنطن بعثت برسالة إلى أنقرة مفادها: اللعبة تغيرت. لقد نفذ صبرنا.. فالحدود تحتاج إلى الإغلاق. وأضاف أنه تم إبلاغ أنقرة بأن ذلك يمثل تهديدا عالميا وكله يأتي من الحدود السورية والأراضي التركية.
وقالت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين غداة اسقاط الطائرة الروسية، إن الإدارة الأميركية لم تحدد عدد الجنود الواجب نشرهم، لكن مسؤولين في وزارة الدفاع اعتبروا أن نشر 30 ألف جندي سيكون كافيا للتحكم في المنطقة الحدودية التي تمتد إلى 60 ميلا وتتاخم المناطق التي يسيطر عليها داعش.
وقال مسؤولون أتراك إنهم يتفقون على ضرورة إحكام السيطرة على الحدود، مشيرين إلى إجراءات بدأت بالفعل في هذا الشأن، لكنهم اعتبروا تقديرات وزارة الدفاع البنتاغون لعدد الجنود مبالغ فيها، بحسب الصحيفة. ورفض المسؤولون الأتراك إعطاء رقم محدد للقوات المقترح نشرها، بحسب وول ستريت جورنال.
وكان القادة الأميركيون والأتراك اتفقوا في يوليو الماضي على بذل جهد مشترك من أجل ضبط الحدود التركية السورية، لكن خلافات بين الحكومتين وداخل الإدارة الأميركية نفسها منعت من تحقيق تقدم ملموس لهذا الاتفاق.
وتصاعدت أهمية تنفيذ هذه الخطة منذ اعتداءات باريس في 13 نوفمبر، بينما أضافت واقعة إسقاط تركيا للطائرة الروسية من تعقيدات الموقف، وبالرغم من ذلك، قال مسؤولون أميركيون إن ذلك لم يغير من الحاجة الملحة لتكثيف التواجد العسكري التركي على الحدود.
ويقول مسؤولون أميركيون إن نشر قوات تركية على الحدود، تشمل وحدات مشاة ومدفعية، سيمثل طريقة واقعية لإغلاق الطرق الرئيسة التي يستخدمها تنظيم داعش، ويعتمد عليها في تدفق المقاتلين إلى أوروبا.
ولفتت الصحيفة إلى أن واشنطن حذرت الجانب التركي من مغبة التعرض لرد أوروبي قاس إذا ما تقاعست في ضبط حدودها واستطاع الإرهابيون تنفيذ هجمات جديدة على أوروبا.
في غضون ذلك، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، عن حزنه لإسقاط القوات التركية طائرة حربية روسية على الحدود السورية.
وقال أردوغان مخاطبا أنصاره: كنا نتمنى أن لا يحدث ذلك، لكنه حدث. آمل أن لا يحدث شيء من هذا القبيل مرة أخرى. وأضاف أن كلا الجانبين يجب أن يتعاملا مع هذه القضية بطريقة إيجابية.
وعلى الرغم من إبداء أردوغان حزنه من جراء إسقاط القوات التركية الطائرة الروسية، فإنه دافع مجددا عن العمل الذي قامت به تركيا، وانتقد روسيا على ما تقوم به في سورية.
وأشار الرئيس التركي إلى أن قمة المناخ في باريس، التي يحضرها أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، ربما تكون فرصة للتغلب على حالة التوتر.
وحذرت تركيا مواطنيها من السفر إلى روسيا، وحثتهم على تأجيل رحلات السفر غير الضرورية.
وأفادت وزارة الخارجية التركية، أمس، أن هذا الإجراء جاء لأن المسافرين الأتراك يواجهون مشكلات في روسيا. وقالت إنه ينبغي على الأتراك أن يؤجلوا خطط سفرهم حتى يتضح الموقف.
في المقابل قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في تصريح متلفز أمس إن الاضرار التي لحقت بالعلاقات الروسية التركية جراء اسقاط طائرة حربية روسية من الصعب اصلاحها، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يولي الحادث الاولوية القصوى.
وأضاف المتحدث أن بيان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بشأن اعتراض الطائرات التركية للطائرة الروسية فوق سورية بانها عدوان، مناف للعقل. وتابع ان من الصعب التكهن بتصرفات اردوغان.