العدد 4831 بتاريخ 28-11-2015م تسجيل الدخول


الرئيسيةثقافة
شارك:


كتاب دراما التلفزيونية: الأفلام الجيدة أصبحت عملة نادرة اليوم

الوسط – محرر ثقافة

اجمع عدد من كتّاب الدراما التلفزيونية على أن أي نص أدبي يظل سيد الموقف على الرغم من إجمالي التعديلات التي يتحملها خلال عملية تحويله إلى الشاشة، حيث يمكن للمخرج أن يفرض رؤيته عليه، مؤكدين في الوقت ذاته على أن النص الجيد يمكن أن يخلق عملاً سينمائياً أو تلفزيونياً جيداً، مشيرين إلى أنه يجب على أي سيناريست (كاتب السيناريو) تحديد طبيعة الجمهور المستهدف أثناء كتابته للسيناريو، وذلك حتى يتمكن من تركيز الأحداث ورسم خطوط واضحة للشخصيات.

جاء ذلك في ندوة بعنوان "الأعمال الدرامية من الكتابة إلى الشاشة"، أقيمت على هامش معرض الشارقة الدولي للكتاب (4-14 نوفمبر/تشرين الثاني 2015)، شارك فيها كلاً من الكاتبة القطرية وداد الكواري، والشاعر الإماراتي خالد البدور، والكاتب انيسول هوق من بنغلادش، والكاتب الفلبيني بيتر سوليس نيري.

بداية الندوة كانت مع خالد البدور، الذي يمتلك تجربة جيدة في الكتابة الأدبية والسينمائية، والذي أكد أن وصوله إلى السينما كان من خلال الشعر والكتابة بشكل عام.

وقال البدور "التجربة في عمومها ليست سهلة، لا سيما وأننا هنا نتعامل مع اللغة وهي أداة لها مجازات وايحاءات أدبية، بينما نجد أن السيناريو وسيلة توثيقية مكتوبة بشكل خاصة لمخرج وفريق عمله، ولذلك نجد في السيناريو أن النتيجة النهائية تظهر بأن ما كتب في البداية ليس نفسه ما ظهر على الشاشة، وذلك بسبب مرور النص في الكثير من المراحل، وفي كل واحدة يجري بعض التعديل على النص، لدرجة تشعر أحياناً أن السيناريو النهائي لم يعد ملكاً لكاتبه، كما في هوليوود مثلاً التي يجري فيها تعديل النص عشرات المرات".

وأشار البدور إلى أن الفيلم السيء قد يفقد السيناريو الجيد ألقه، مؤكداً في الوقت ذاته،أنه لا يمكن أن يتم انتاج فيلم جيد من خلال سيناريو ضعيف، معتبراً أن الأفلام الجيدة أصبحت عملة نادرة حالياً، وأضاف البدور: "في هوليوود هناك الآف السيناريوهات التي ترمى لعدم جودتها، في حين يتم الاهتمام بالنص الجيد، والعمل عليه ليصدر بصورة جميلة".

أما انيلسون هوق فقال: "أن علاقته مع السينما والتلفزيون نابعه من كونه كاتباً للرواية والسيناريو، حيث سبق له تقديم العديد من النصوص للتلفزيون والسينما. وأضاف انيلسون: "لي تجربة في الكتابة للتلفزيون والسينما،على حد سواء، بعضها أشرفت عليه بنفسي، في حين أن البعض الآخر قدمته لمخرجين أخرين ليصنعوا منه أعمالهم كيفما شاؤوا، وهو ما عمق من علاقتي مع الشاشة". وقال انيلسون: "رغم أنني لست صانعاً للافلام، ولكن من خلال تجربتي، اكتشفت أن تحويل الرواية أو العمل الأدبي الى الشاشة، يعطيه الفرصة لأن يخرج من عالم الخيال ويصبح واقعياً عبر المشاهد التي يتم تجسيدها بحسب رؤية المخرج". وأشار إلى أن على أي كاتب للنصوص، أن يقبل بالأمر الواقع الذي يفرضه المخرج على نصه من خلال رؤيته الإخراجية التي تتحكم في الشخوص وحتى صياغة الأحداث.

بيتر سوليس نيري الذي ترك بصمته في معظم الفنون الأدبية، نوه إلى أن إعجابه الكبير بالأفلام قاده إلى كتابة السيناريو. وقال: "خلال مسيرتي خضت تجربة الكتابة والإخراج أيضاَ، وتبين لي أن طريقة كتابة الرواية تختلف إلى حد كبير عن كتابة السيناريو، حيث تكون في الأولى حر التصرف في رسم الشخصيات وتوسيع أفقها، بينما في الثانية، يكون الكاتب محصوراً في الوقت، ولذلك فعليه تركيز الشخصية والأحداث، لأنه ليس كل ما يكتب يمكن تنفيذه على الشاشة".

وأضاف نيري: "عند كتابتك للقصة فأنت تكون أكثر إخلاصا للكتابة التي يعتمد عليها الفيلم، ولكن إذا كنت تطمح بأن تحولها غلى الشاشة فعليك أن تفكر جيداً في طبيعة الجمهور المستهدف، وإلا تتفاجأ بطبيعة التعديلات التي قد تحدث على النص عندما يتحول الى صورة مرئية، فهذا يعد طبيعياً طالما هناك مخرج يفرض رؤيته".

من جهتها، أكدت وداد الكواري، أن تنمية قدرات الكاتب يلعب دوراً مهماً في وضعه على بداية طريق النجاح، مشيرة إلى أن تجربتها في الكتابة بدأت من الشعر لتتطور لاحقاً نحو الكتابة للتلفزيون.

وقالت الكواري: "كتابة الدراما بالنسبة لي عشق، وبلا شك أن الكاتب يحتاج الى تهيئة نفسه جيداً قبل المضي في كتابة أي نص، وذلك حتى يتمكن من رسم الشخصيات وصياغة الأحداث بشكل جيد، ومتناسق". وداد التي قدمت للتلفزيون العديد من النصوص الناجحة، أشارت إلى أن "النص يظل سيد الموقف مهما مورس عليه من تعديلات، فهو الذي يصنع ممثلاً جيداً، ومن دونه لا يكون هناك عمل جيد".



أضف تعليق