السبل الكفيلة لنجاح مؤتمر باريس للمناخ
من المرتقب أن يحضر قادة أكبر البلدان المنتجة لانبعاثات غازات الدفيئة الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي ستعقد في لوبورجيه شمال باريس في بعد غد الإثنين (30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015)، وعلى رأسهم الأميركي باراك أوباما والصيني شي جينبينغ والهندي نارندرا مودي إلى جانب الزعماء الأوروبيين بحسب ما أورد موقع "يوروب نيوز" الإخباري.
ويشارك 147 رئيس دولة وحكومة في افتتاح المؤتمر الدولي للمناخ في باريس على ما أفادت أوساط وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي سيترأس المؤتمر. في اليوم الأول من هذا المؤتمر الذي سيسعى للتوصل إلى اتفاق عالمي لمكافحة الاحتباس الحراري.
وهذه المشاركة تجعل مؤتمر المناخ إحدى أهم التظاهرات الدبلوماسية التي تنظم خارج إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكان مؤتمر كوبنهاغن في 2009 جمع 120 رئيس دولة وحكومة، وفق المصادر نفسها.
ودعا الرئيس الأميركي باراك أوباما قادة كل الدول إلى المشاركة على غراره في مؤتمر باريس للإظهار أن العالم لا يخشى "الإرهابيين"، وذلك بعد اعتداءات باريس في 13 نوفمبر والتي خلفت مالا يقل عن 130 قتيلاً.
ويجمع المؤتمر ممثلي 195 بلدا من 30 نوفمبر إلى 11 ديسمبر/ كانون الأول في بورجيه قرب باريس. وقبل افتتاحه الإثنين، سيجري فابيوس "مشاورات غير رسمية" مع رؤساء الوفود ومن سيترأسون المناقشات السبت في مقر اليونيسكو، وذلك إثر لقاءات مع ممثلين لمختلف مجموعات المفاوضات.
ويبدأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري غداً (الأحد) جولة في أوروبا حيث سيشارك في قمة المناخ في باريس ثم في اجتماع الحلف الأطلسي في بروكسل بالإضافة إلى زيارة كوسوفو وصربيا وقبرص واليونان.
وسيصل كيري الاثنين إلى باريس برفقة الرئيس باراك أوباما للمشاركة في افتتاح المؤتمر الدولي بشأن المناخ. وبعد الاعتداءات التي نفذت في العاصمة الفرنسية، كشفت السلطات الفرنسية التي تعزز التدابير الأمنية في البلاد عن إلغاء بعض الفعاليات التي كان من المفترض إجراؤها على هامش المفاوضات. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري على إثر اجتماعه بالرئيس الفرنسي إن انعقاد مؤتمر الأطراف الحادي والعشرين في باريس بعد الاعتداءات الدموية التي هزت المدينة يدل على أنه "ما من أحد يستطيع أن يوقف فعاليات المجتمع الدولي".
وكان كيري صرح لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية: "لن تكون معاهدة بالتأكيد... لن تكون هناك أهداف لخفض (انبعاثات الغازات) ملزمة قانونياً كما كان الأمر بالنسبة لكيوتو" البروتوكول الذي وقع في العام 1997 وتعهدت بموجبه الدول الحد من انبعاثاتها للغازات السامة المسببة لارتفاع حرارة الأرض.
في 12 من نوفمبر، أكد الرئيس الفرنسي في مالطا أن الاتفاق المناخي المرتقب إبرامه في مؤتمر باريس لمكافحة الاحتباس الحراري سيكون "ملزما وألا فلن يكون". وأوضح الرئيس الفرنسي أن هذا الموقف يعني "انه سيستحيل التحقق من تنفيذ التعهدات المقطوعة أو ضبطها"، وذلك في حديث مع الصحافيين عند زيارته سفينة تابعة للبحرية الفرنسية راسية في فاليتا حيث تنعقد قمة حول أزمة الهجرة.
كما أكد هولاند تفهمه أن الولايات المتحدة لديها "مشاكل مع الكونغرس، هذا أمر مشروع بالكامل". وأضاف لكن "علينا أن نعطي اتفاق باريس، إن تم، طابعاً ملزماً، بمعنى أن الالتزامات المقطوعة ينبغي تنفيذها واحترامها".
وأعلن الرئيس الفرنسي أن بلاده مصممة على "أن تكون على رأس أوسع ائتلاف ممكن من أجل الحياة" سواء لمكافحة الإرهاب بعد اعتداءات باريس الدامية أو لمكافحة الاحتباس الحراري بمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي للمناخ.
وقال هولاند رداً على سؤال عما إذا كان هناك رابط بين مكافحة التغيير المناخي ومكافحة الإرهاب "إنها المعركة ذاتها".
الجدير بالذكر أن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في العام 1992، هي اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، للنظر في ما يمكن القيام به للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية وما ينجم عنها من تغير في المناخ والتصدي لآثاره. وبحلول العام 1995، أدركت الدول أن الأحكام المتعلقة بخفض الانبعاثات في الاتفاقية ليست كافية. ونتيجة لذلك، فإنها بدأت المفاوضات لتعزيز التصدي العالمي لتغير المناخ، وفي العام 1997، اعتمدت بروتوكول كيوتو.
ويلزم بروتوكول كيوتو قانونياً الدول المتقدمة النمو بأهداف في مجال خفض الانبعاثات. وقد بدأت فترة الالتزام الأولى للبروتوكول في لاعام 2008 وانتهت في العام 2012. وبدأت فترة الالتزام الثانية في 1 يناير/ كانون الثاني 2013 وستنتهي في العام 2020. وثمة في الوقت الراهن 195 طرفاً في الاتفاقية و 192 طرفاً في بروتوكول كيوتو. وقد دخل البروتوكول حيِّز النفاذ في 16 فبراير/ شباط 2005. ومنذ ذلك الحين، واصلت الأطراف في البروتوكول المفاوضات وعدلت البروتوكول لتحقيق نتائج أكثر طموحاً بحلول العام 2030.
وينص برنامج قمة المناخ التي تعقد مرة كل سنتين والتي ستعالج أيضا مسائل الهجرة والتطرف، على عقد جلسة تخصص في الواقع لمسالة المناخ، على أن يصدر المشاركون في نهايتها بياناً مشتركاً.
أما البلدان الأخرى، كالهند وباكستان واوستراليا، فهي في عداد كبرى الدول المسببة للتلوث، ولم تنل مقترحاتها حتى الآن الارتياح لدى منظمي مؤتمر المناخ. وسيلتقي هولاند من جهة أخرى رئيس نيجيريا محمد بخاري لمناقشة موضوع التصدي للإرهاب والمناخ.
ولم يرسل هذا البلد الإفريقي الكبير أي مساهمة إلى مؤتمر المناخ، على غرار بلدان نفطية أخرى مثل فنزويلا أو الكويت. ويلتقي الأحد فابيوس على التوالي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، وفق أوساط وزير الخارجية التي لفتت إلى أن جلسة عامة أولى قد تعقد بعد ظهر الأحد لتحديد "خريطة طريق الأسبوع".