يرسم بإصبعين فقط... فنان فلسطيني يقيم أول معرض للإنمي
الوسط- محرر المنوعات
لأن الإرادة تصنع المعجزات، ولأن العقل هو أساس النجاح فهو يدبر ويخطط ولذلك فليس غريبا أن يكون أمامنا هذا الفنان الشاب من غزة وقد ولد وهو يعاني من شلل رباعي تام ولا يتحرك لديه سوى الرأس وإصبعين فقط في يده اليمنى، ولكنه استطاع أن يستغل ما تبقى لديه من حواس لكي يقدم فنه ويشق طريق المستحيل.
محمد الدلو هو شاب في العشرين من عمره من غزة المحاصرة، ولد وهو يعاني من مرض ضمور في العضلات ولذلك فقد أصبح مشلولاً شللاً رباعياً، ولا يملك سوى رأسه وإصبعين فقط يتحركان ولكن أسرته لم تضعه على هامش حياتها، بل أولته العناية والرعاية والاهتمام وقدمت له كل ما يمكن تقديمه حتى سلك طريق الفن وأصبح مولعاً بالرسم، خصوصاً ليقيم أول معارضه الشخصية والذي حمل اسم "الإنمي حياتي".
فن رسم الشخصيات الكرتونية الذي بدأته اليابان والمعروف بفن "الإنمي" أدخله الفنان الدلو للمرة الأولى في غزة حيث اشتهر برسم الشخصيات الكرتوينة التي تابعها من خلال التلفزيون واستطاع أن يرسمها بدقة مدهشة وبإصبعين فقط من أصابعه، وقد حقق حلمه أخيراً بإقامة أول معارضه ليترك بصمة فنية لافتة.
يطمح محمد الدلو ابن العشرين عاما ومن على مقعده المتحرك أن يجد من يدعمه ويدعم فنه لكي يستطيع أن يكون مستقبله الفني خاصة في ظل حصار غزة، ويرى أن الموهبة لا تقف أمام إعاقة الجسد، وهذا ما دفعه للإصرار على صقل موهبته وتنميتها التي اكتشفتها عائلته منذ طفولته.
على مدخل معرضه الأول علق محمد لوحة كبيرة تظهر تطورات فنه منذ طفولته حتى الآن، وقد كتب إلى جوارها عبارة "إذا لم تستطع أن تكون قدوة للناس فكن عبرة لهم"، وهو أي محمد ومن خلال معرضه الذي استقطب جمهوراً غفيراً استطاع أن يوصل رسالته من خلال لوحات تبين مرح الأطفال ومحاولات الحياة وسط معاناتهم من الاحتلال الإسرائيلي.
بقلم الرصاص وبالألوان الخشبية يصر محمد على استئناف رسم الإنمي، ويتمنى أن يجد مستلزمات الفن وأدواته ليطور موهبته، وذلك حسب ما نشرت "سيدتي. نت".