بشرى لمرضى السكري.. نهاية حقن الأنسولين وشيكة
الوسط – محرر المنوعات
يبدو أن عهد حقن الأنسولين لمرضى السكري أصبحت وشيكة بعدما أظهر العلماء أنه بات بالإمكان استعادة إنتاج الأنسولين لمدة سنة كاملة من خلال تحفيز نظام المناعة ، وذلك وفق ما نقلت شبكة "سكاي نيوز" العربية أمس الجمعة (27 نوفمبر / تشرين الثاني 2015).
فقد نجح الباحثون في جامعتي كاليفورنيا وييل في إظهار أن الخلايا التائية المنظمة، المعروفة اختصارا باسم "تي - ريغ" أو الخلايا التي توصف بأنها خلايا "حفظ السلام" التي تحمي الخلايا المسؤولة عن صنع الأنسولين من جهاز المناعة، يمكن إزالتها من الجسم وزيادتها مخبريا أكثر من 1500 ضعف ثم إعادة حقنها في مجرى الدم لاستعادة الوظيفة الطبيعة للجسم.
وتمت تجربة هذا الإجراء العلاجي مبدئيا على 14 شخصا، وأظهرت النتائج أن العلاج أمن، ويمكن أن يستمر لمدة عام كامل، بحسب البحث الذي نشر في دورية "ساينس ترانسلايشنال ميديسن".
وقال الأستاذ في قسم الأيض وعلم الغدد الصماء بجامعة كاليفورنيا جيفري بلوستون إن هذا العلاج يمكن أن يوصف بأنه "مغير للعبة"، مضيفا أنه "باستخدام الخلايا التائية المنظمة (تي ريغ) من أجل إعادة تعليم وتثقيف جهاز المناعة، فإنه يمكننا أن نصبح قادرين على تغيير مجرى هذا المرض.. ونحن نتوقع أن تكون الخلايا التائية جزءا مهما من علاج السكري في المستقبل".
وبحسب الدراسة، فإن هذا الإجراء لا يوقف حقن الأنسولين العادية فحسب، بل يمنع تقدم المرض وتطوره، الأمر الذي قد ينقذ مرضى السكري من الإصابة بالعمى أو بتر الأطراف مع التقدم بالعمر.
وتضمن الإجراء العلاجي التجريبي إزالة نحو كوبين من الدم الذي يحتوي على ما بين مليونين إلى 4 ملايين خلية تائية منظمة من المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و43 عاما، الذين تم تشخيص إصابتهم بالسكري.
وتم فصل الخلايا التائية المنظمة عن باقي الخلايا واستكثارها في المختبر قبل أن تعاد إلى جسم المريض، بحسب ما ذكرت صحيفة التليغراف البريطانية.
وقال فريق العلماء إن العلاج بواسطة الخلايا التائية المنظمة يبشر كذلك بإمكانية استخدامه في علاج أمراض مناعية أخرى مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة، وحتى كعلاج لأمراض القلب والأمراض العصبية والسمنة.
يشار إلى أنه بحسب التعريف في موسوعة الويكيبيديا، فإن الخلايا التائية المنظمة، التي كانت تعرف سابقا باسم "خلايا تي الكابتة" ضرورية لعملية "تفعيل سماحية المناعة"، وتكمن أهميتها في أنها تهدئ من عمل "خلايا تي العادية" عند نهاية عملها في القضاء على دخيل غريب عن الجسم وتكبت خلايا تي الزائدة النشاط بحيث لا تهاجم الخلايا السليمة للجسم.