الذئبة الحمراء مرض مناعي مزمن... غير معدٍ
الوسط - محرر المنوعات
الامراض المناعية متعددة ويعتمد نوعها على النسيج الذي تهاجمه خلايا المناعة وتشمل الروماتويد والتصلب اللويحي المتعدد والصدفية والبهاق والذئبة الحمراء والسكري من النوع الاول. والذئبة الحمراء من الامراض التي يغفل كثيرون وجودها وتعريفها، لكنها من الامراض المنتشرة وتتضاعف نسب اصابة النساء بها مقارنة بنسب اصابة الرجال. وغالبا ما تبدأ الاصابة في سنوات الشباب (15 - 45 سنة) لكنها قد تبدأ في أي عمر، حتى في الاطفال، وفق ما ذكرته صحيفة "القبس" الكويتية.
عرَّفت شيماء العصفور المرض قائلة: هو من الامراض الناتجة عن حدوث خلل في الجهاز المناعي يسبب هجوم خلايا المناعة على أنسجة واعضاء الجسم مثل الدماغ والجلد والاعصاب والعين والقلب والرئة والمفاصل والكلى. وهو مرض غير معد، لذا، لا يوجد خطر من انتقاله للأهل والازواج. ومن النادر ان ينتقل من الام لطفلها، او يصاب طفلان بالعائلة بهذا المرض.
أسباب المرض
لا يزال سبب الذئبة الحمراء غير معروف، لكن يعتقد ان هناك اجساما اكثر قابلية للإصابة نظرا الى وجود عوامل جينية (طفرات وراثية) وعوامل جينية بيئية، وبخاصة الاصابة بنوع من الفيروسات. كما بينت أن تعرض البعض للصدمات النفسية والضغط النفسي الشديد قد يكون السبب في تحفيز بدء نوبات الاعراض الحادة. واشارت دراسات الى ان اضطراب الهرمونات عند البلوغ أو التعرض المفرط لأشعة الشمس أو تناول بعض الأدوية قد يلعب دورا محفزا للإصابة بالمرض.
الأعراض
تختلف اعراض المرض من مريض الى آخر، لكن غالبا ما تزداد شدتها تدريجياً. وغالبا ما تكون أولى الاعراض هي الشكوى من التعب والارهاق وارتفاع في درجة الحرارة غير مفسر، آلام المفاصل وتيبسها، حساسية للشمس، قرح في الفم والأنف، ومع تطور المرض فقد يسبب تلفا في الكلى، وبالتالي الاصابة بارتفاع ضغط الدم الشديد. وسبب تسميته بالذئبة او الفراشة الحمراء ترجع الى ظهور عرض مميز وهو عبارة عن طفح جلدي لونه احمر على الوجه وله شكل مشابه للفراشة، فيكون الانف هو جسم الفراشة وتمتد اجنحة الفراشة على الخدين.
الذئبة الحمراء الجلدية
يعد مرض الذئبة الحمراء من أخطر الأمراض الجلدية المزمنة، والذي ينتج عن تكوُّن أجسام مضادة لمادة الكولاجين الموجودة في جميع الأغشية. وتسبب اعراضا جلدية مثل احمرار البشرة، تقرحات الفم، تساقط الشعر (ظهور مناطق خالية من الشعر تشبه الثعلبة)، تكيسات جلدية أو عقد جلدية، وأحياناً موت لمساحات بأنسجة الجلد. وينصح المصابون بهذه الاعراض بتفادي التعرض لأشعة الشمس من خلال وضع كريم حماية من الشمس، وتغطية الجسم حتى لا تزيد اشعة الشمس من شدة اعراضهم وتسبب مضاعفات.
مضاعفات المرض
يجب علاج المرض جيدا للوقاية من حدوث مضاعفاته، والتي تشمل: تلف وتضرر الاعضاء الحيوية الداخلية، وبخاصة القلب والدماغ والرئة والكلى.
العلاج
بما انه مرض مزمن فالهدف من العلاج هو السيطرة على الاعراض ومنع المضاعفات، حتى يحافظ المريض على جودة حياته ويمارس نشاطاته اليومية بشكل طبيعي. ويختلف العلاج المناسب لكل مريض بحسب شدة حالته، فالبعض يكفيه تناول العلاجات المسكنة للألم والراحة، بينما يعتمد علاج البعض الاخر على العلاجات التقليدية، وتحتاج الحالات الشديدة للعلاج الكيميائي او البيولوجي. وأضافت د. شيماء قائلة: طبعا، لكل من هذه العلاجات آثاره الجانبية التي يجب التأقلم معها ومتابعتها والاستمرار في تقييم صحة المريض دوريا من خلال الخضوع للفحص الطبي والتحاليل لتقييم الصحة. لكن يمكن للمصاب ان يعيش حياة طبيعية فالمرض ليس نهاية العالم بل هو عقبة يمكنه تخطيها.
الحزام الناري والذئبة الحمراء
يختلط الامر لدى بعض العامة، فيشبه مرض الذئبة الحمراء بمرض الحزام الناري، ويرجع ذلك الى تميز كل منهما بطفح جلدي احمر. ووفق د. شيماء فمرض الذئبة الحمراء مختلف تماما عن مرض الحزام الناري. وشرحت: الذئبة الحمراء مرض مناعي غير معد وله اعراض متعددة تصيب كامل الجسم وتضر اعضاءه الحيوية. بينما مرض الحزام الناري هو مرض جلدي يمكن الشفاء منه بالعلاج المناسب، وسببه التهاب العصب الحسي بفيروس معين. وبما انه يصيب العصب، فالطفح الجلدي يتبع خط سير العصب مما يسبب ظهور طفح جلدي احمر وبارز يمتد كالخط، وقد يلتف حول الجسم، والمصاب بالذئبة الحمراء يكون أكثر قابلية للعدوى والاصابة بالأمراض المعدية نظرا الى انخفاض مناعته واضطرابها. لذا، يمكن ان يصاب بأي فيروس مثل فيروس الانفلونزا وحتى فيروس الحزام الناري، وتكون اعراضه أكثر شدة مقارنة بالشخص السليم.
بالإضافة الى ذلك، تبدأ شكوى المصاب بالحزام الناري من الحرقان والالم في مكان الاصابة، ثم يظهر تورم وفقاقيع جلدية لها قاعدة حمراء وتمتد طبقا لاتجاه العصب الحسي وتفرعاته على احد جانبي الجسم. وغالبا ما تصاحبه أعراض أخرى مثل: آلام بالجسم أو ارتفاع بدرجة الحرارة أو فقدان الشهية أو الشعور بالخمول والصداع.
التوعية بالمرض
كونت شيماء مجموعة تطوعية لدعم المصابين بمرض الذئبة الحمراء حتى يساند المصابزن بعضهم بعضا. ولديهم حساب في الانستغرام lupusgroup@.
التشخيص
للمساعدة في التفرقة ما بين مرض الذئبة الحمراء والأمراض الأخرى وضع أطباء الكلية الأميركية للروماتيزم لائحة مكونة من 10 أعراض تعد أكثر الأعراض شيوعاً في مرض الذئبة الحمراء. ولتشخيص المرض يجب ظهور 4 منها في المصاب على الاقل:
- طفح جلدي لونه أحمر على شكل الفراشة يظهر على الخدين والأنف.
- حساسية الجلد المفرطة لضوء الشمس، بينما لا تتأثر الأجزاء المغطاة بالملابس بأشعة الشمس.
- التهاب جلدي دائري (طفح بارز) يتقشر غالبا في الوجه، فروة الرأس، الأذن، القفص الصدري أو الذراعين.
- قرح في الفم والأنف وتكون غير مؤلمة.
- التهاب وآلام المفاصل التي قد تتورم، وخاصة في مفاصل اليد، الرسغ، الكوع، الركبة. وغالبا لا يؤدي التهاب المفاصل في مرض الذئبة الحمراء إلى حدوث تشوهات مزمنة.
- اضطراب خلايا الدم نتيجة هجوم أجسام مضادة على خلايا الدم. مما يسبب تكسر كرات الدم الحمراء وحدوث نوع من الأنيميا وقد يؤدي إلى حالة خطرة. أما تكسر الصفائح الدموية فيخلف كدمات ونزيفا في أجزاء مختلفة تحت الجلد أو في الجهاز الهضمي، البولي، الرحم، والدماغ.
- وجود الأجسام المضادة في الدم دلاله على الاضطراب المناعي والاصابة بمرض الذئبة الحمراء.
- التهاب في الأغشية المحيطة بالقلب والرئة مما يؤدي إلى حدوث آلام بالصدر خاصة مع التنفس، وقد يتجمع سائل حول القلب أو الرئة.
- تأثر وظائف الكلى. ويتم الكشف عن ذلك من تحليل البول أو تحليل الدم لقياس وظائف الكلى، وقد تتطور الإصابة فيظهر دم في البول وتتورم القدمان والوجه.
- اعراض في الجهاز العصبي وأشهرها الصداع. وقد تسبب التشنج وبعض الأعراض النفسية والعصبية كصعوبة التركيز والتذكر، تقلب المزاج، اكتئاب وتغير السلوك.