الزوار يتدفقون سيرا على الأقدام لإحياء أربعين الإمام الحسين
بغداد - د ب أ
يتدفق إلى مدينة كربلاء منذ أيام مئات الآلاف من العراقيين يومياً سيراً على الأقدام لإحياء أربعينية الإمام الحسين التي ستصادف نهاية الأسبوع المقبل في مشهد آخذ في التزايد منذ العام 2003 وحتى الآن في ظل إجراءات أمنية وانتشار كثيف للقوات العراقية.
وترجح السلطات العراقية أن يتجاوز عدد الزوار الملايين من العراقيين وآخرين وافدين من الدول العربية والأجنبية. ولم تخيم أجواء الحرب ضد تنظيم "داعش" التي تقودها القوات العراقية لتطهير المناطق المحتلة في صلاح الدين والأنبار وكركوك والموصل على مراسم أداء الزيارة حيث يتوافد الزوار بأعداد كثيفة جداً تعكس حالة التحدي والإصرار لإقامة هذه الشعائر.
وانطلقت أولى طلائع الزوار سيراً على الأقدام منذ أكثر من أسبوعين من محافظات البصرة والعمارة والناصرية والسماوة فيما يتوقع أن تنطلق من بغداد والمدن الأخرى ابتداءً من الأسبوع الجاري في مشهد أخذ بالاتساع بشكل ملفت منذ الإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين في العام 2003 وحتى الآن الذي كان يضيق الخنادق على إحياء هذه الشعائر.
وقال ميثم الموسوي (47 عاماً) موظف حكومي "زيارة أربعينية الإمام الحسين واجب مقدس وشعائر مهمه بالنسبة لنا لتأكيد تمسكنا بالدين الإسلامي". وأضاف: "لا أعتقد أن داعش أو غيره سيكون بوسعه منع إقامة هذه الشعائر المتجذرة في حياة العراقيين منذ مئات السنين".
وأهم ما يلفت النظر هذا العام هو وصول مئات الآلاف من الإيرانيين سيراً على الأقدام من المدن المحاذية للحدود العراقية الإيرانية في طريقهم إلى كربلاء في مشهد غير مسبوق فيما هيأت السلطات العراقية المنافذ الحدودية في محافظة واسط لاستقبال الزوار وتسهيل مهمة أدائهم للشعائر حيث يتوقع وصول أكثر من ثلاثة ملايين زائر إيراني للعراق لإحياء زيارة الأربعينية، حسب تصريحات لكبار المسئولين في المحافظة.
وإلى جانب هذه الأعداد الكثيفة تستقبل مطارات النجف وبغداد والبصرة آلاف الزوار من جنسيات لبنانية وخليجية وعربية وأجنبية والجالية العراقية المقيمة في الدول الأجنبية والعربية حيث استنفرت السلطات العراقية كل الإمكانيات الأمنية والفندقية والصحية لاستقبال الأعداد الكبيرة من الوافدين.
وقال أبوطه البديري (53عاما) متقاعد "نعمل على تقديم الخدمات لزوار الإمام الحسين من إيواء في الاستراحة والمنام وتقديم وجبات الطعام المتنوعة ومياه الشرب والشاي والقهوة بشكل يومي إلى جانب عشرات آلاف من المتبرعين الآخرين".
وأضاف أن هذه الخدمات تقدم بشكل تطوعي ومن التبرعات لدعم تقديم الخدمات للزوار في رحلتهم وصولاً إلى ضريح الإمام الحسين". وعلى طول مسارات الطرق التي هيئتها السلطات العراقية لتأمين حركة الزوار سيرا على الأقدام أقام مئات آلاف من المتبرعين العراقيين سرادق لاستقبال الزوار مجهزة بالطعام ومياه الشرب من كل الأصناف وبوجبات تمتد إلى طول النهار والليل كما تم نشر فرق الإسعاف لتقديم الإسعافات الفورية للمرضى وأصحاب الأمراض المزمنة.
وتكتظ الشوارع بالأطفال والنساء والرجال والشيوخ وكبار السن من كلا الجنسين وهم يقطعون مئات الكيلو مترات وصولاً إلى ضريح الإمام الحسين في ظل ظروف الشتاء حاملين أعلاما ملونة إضافة إلى آلاف الإعلام التي تم رفعها على طول الطرق.
وأعلنت السلطات العراقية تنظيم أيام الزيارة وطلبت من الذي يؤدون الزيارة الخروج من المدينة للسماح للآخرين بتأدية الشعائر بحرية فيما تولى آلاف من رجال الجيش والشرطة والمتطوعين عمليات التفتيش للزوار في حين أعلنت المحافظات القريبة من مدينة كربلاء اعتبار الأسبوع المقبل عطلة رسمية لتسهيل حركة الزوار.
وتستعين السلطات العراقية بالطائرات المروحية لتأمين الحماية للزوار مع قرب أداء الشعائر وإحياء المناسبة فيما أعلن وزير الداخلية العراقي محمد الغبان تلقيه اتصالاً هاتفياً من نظيره الإيراني عبدالرضا رحماني فضلي أبدى فيه استعداد إيران للدعم في إقامة مراسم زيارة الأربعينية والإسراع في منح تأشيرات الدخول للزوار الإيرانيين بصورة قانونية.