انخفاض كبير في إنتاج «أوبك» وأميركا خلال العامين المقبلين
الوسط - المحرر الاقتصادي
استعرض رئيـس اقتصاديي Candriam Investors Group، انطون برندر، خلال ندوة «الكويتية للاستثمار»، ابرز التوقعات الاقتصادية والاستثمارية للعام المقبل 2016، مشيرا إلى أن نمو إجمالي الناتج المحلي في الأسواق العالمية سيواصل تراجعاته، التي شاهدناها في العام الجاري 2015، خلال العام المقبل، فيما توقع أن تعود وتيرة النمو في الأسواق الناشئة في العام المقبل، بعد التراجعات التي شهدتها في العام الجاري، مدعومة بالنمو في الصين والهند والمكسيك وتركيا، حسبما نقلت صحيفة "القبس" الكويتية.
وقال برندر: «بعد الأزمة المالية العالمية اعتمدت العديد من الدول على الائتمان المحلي في دعمها للطلب المحلي، مما دفع نحو نمو الائتمان بشكل أكبر من إجمالي الناتج المحلي الحقيقي، والحال تنطبق على الأسواق الناشئة مثل البرازيل وتركيا وروسيا والصين باستثناء الهند. مما أدى بدوره إلى ارتفاع الدين العام بنسبة أعلى من معدلات إجمالي الناتج المحلي، وبشكل خاص في الصين».
العملات
أما فيما يخص العملات، فقال: «خلال العام الجاري 2015 شهدت أغلب عملات الأسواق الناشئة انخفاضاً أمام الدولار الأميركي، فيما شكلت في بعض الأسواق الناشئة، هذه التراجعات، مخاطر مالية عالية. وفي الوقت الذي شهدت فيه معدلات الدين ارتفاعات في الأسواق الناشئة، تراجعت مستويات الدين الخاصة بالقطاع الخاص في الأسواق الناشئة بالمقارنة مع إجمالي الناتج المحلي، فيما استقر الدين العام في السوق الأميركي والكندي والاسترالي ومنطقة اليورو واليابان وبريطانيا».
وأشار إلى أن تخمة المدخرات لم تنته بعد، في الوقت الذي سيواجه فيه العالم قريبا تراجعات حادة في المقترضين. أما بالنسبة لأبرز التحديات الناتجة عن الأسواق الناشئة فستأتي من الصين والبرازيل على وجه الخصوص. في ظل تأثر الاقتصاد البرازيلي بشكل كبير من انخفاض أسعار السلع بشكل حاد، الذي سيؤدي بدوره إلى انخفاض وتيرة التعافي.
وعن السوق الصيني، قال: «معدلات نمو الاقتصاد الصيني يبدو التباطؤ عليها واضحا، في ظل محدودية التوسع الائتماني. بينما الحاجة إلى إعادة التوازن للاقتصاد ستلقي بظلالها على النمو الاقتصادي لأعوام».
وعن واقع أسواق دول مجلس التعاون الخليجي والنفط، قال: «إن رغبة أعضاء أوبك في الضغط على إنتاج النفط الأميركي قد أدت بدورها إلى انخفاض أسعار النفط بشكل حاد».
وفي السيناريو الخاص بسعر برميل النفط عند 55 دولاراً، يتوقع انخفاض الإنتاج الأميركي بشكل حاد في العام المقبل 2016، ومعاودته للارتفاع بشكل بسيط في عام 2017، وكذلك انخفاضه بمعدل النصف بالنسبة لدول أوبك. أما عند سيناريو 35 دولاراً للبرميل، فيتوقع انخفاض الإنتاج الأميركي إلى قرابة نصف الإنتاج في عام 2015، وبالنسبة لدول أوبك فيتوقع انخفاضه بشكل بسيط في عام 2016، والعودة إلى رفع معدلات الإنتاج في 2017. وفي السيناريوهين يتوقع تخفيض معدلات الانتاج بشكل كبير في عامي 2016 و2017 عن معدلات الإنتاج في 2015.
وأضاف: «أسعار النفط اليوم هي تحت نقطة التعادل مع الميزانية في أغلب دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء الكويت، وقد انتقلت أغلب دول الخليج إلى مرحلة العجز المالي مع وصول سعر البرميل لحاجز 50 دولارا، فيما تبخرت فوائضها المالية، مما يعني تراجع في معدلات النمو المتوقعة للعام المقبل 2016 في دول مجلس التعاون الخليجي».
بدورها، تحدثت كبيرة الاقتصاديين في Candriam Investors Group فلورنس بيساني عن الاقتصاد الأميركي قائلة: «على الرغم من النتائج الضعيفة للاقتصاد الأميركي في الربع الثالث من العام الجاري 2015، فإن الاقتصاد سيستمر في النمو خلال العام المقبل، في ظل المؤشرات الايجابية لسوق العقار السكني، على الرغم من أن سهولة الائتمان لم تعد إلى حالتها الطبيعية بعد».
وأضافت: «يتوقع أن يستمر المشهد الاستثماري في أميركا باتجاه النمو المعتدل، فيما ستكبح قوة الدولار الأميركي مقابل عملات العالم من قوة الصادرات الأميركية، لكن ذلك لن يؤثر على القوة الاستهلاكية للسوق الأميركي التي ستبقى بدورها قوية، ليسجل الاقتصاد الأميركي معدلات نمو في إجمالي الناتج المحلي بنسبة 2.4 في المائة خلال العام الجاري والمقبل 2016».
أما بالنسبة لمنطقة اليورو، توقعت بيساني أن تنطلق عجلة النمو مدعومة بالاستهلاك، وبالتالي سنشهد بعض التحسن بسوق العمل، فيما يتوقع أن تسجل منطقة اليورو نمواً في إجمالي الناتج المحلي بنسبة 1.9 في المئة العام المقبل 2016.
من جهته، أكد مدير صناديق الأسهم العالمية في الشركة الكويتية للاستثمار، خالد الدهيم، حرص الشركة على تنظيم هذا الحدث بشكل سنوي بالتعاون مع شركـة Candriam Investors Group، وهو من بنوك أوروبا الرائدة، للكشف عن التوقعات الاقتصادية والاستثمارية للعام المقبل، التي من شأنها أن تساهم في تحديد بوصلة المستثمرين في قراراتهم الاستثمارية للسنة المقبلة في ظل تطورات التي شهدتها أسواق العالم والمنطقة خلال العام الجاري.