الباحث زكريا أحمد: جائزة نوبل ليست شفافة
الوسط – محرر ثقافة
ذكر الباحث والمترجم زكريا أحمد أن جائزة نوبل جمعت كل المتناقضات في سلة واحدة، وأنها دخلت القرن الواحد والعشرين بعقلية القرن التاسع عشر، وبالتالي آن الأوان لأن يعاد النظر فيها وفي معاييرها وأسسها ومختلف تفاصيلها.
وقال الباحث في ندوة خصصها معرض الشارقة الدولي للكتاب للحديث عن جائزة نوبل، أشهر وأكبر جائزة في الآداب، بأن "نوبل أكبر وأشهر جائزة مليئة بالمتناقضات والاختيار السيء، مثلاً أحد الفائزين في إحدى السنوات كان مهرجاً إيطالياً، إنها جائزة لا يوجد فيها شفافية، فلا أحد يعرف الأسماء التي تشارك، والتي تتصل للقائمة الطويلة، وغير ذلك من التفاصيل".
وأفاد بأن للجائزة "لجنة تتكون من 18 عضو، وهذه الجائزة جاءت في القرن التاسع عشر، وهاهي اليوم تصل إلى القرن الواحد والعشرين بنفس النهج والأسلوب والأخطاء، فهي متذبذبة، وليست شفافة ولا تمتلك معايير واحدة".
وضرب أمثلة على ذلك، من بينها أنها مُنحت عام 1953 لونستون تشرشل السياسي البريطاني الشهير "ولم يتوقف هذا النهج الخاطئ في منح الجائزة منذ السنة الأولى، واستمرت في منتصف القرن العشرين، وما زالت حتى الآن كذلك، حيث تم منحها لصحافية روسية"، ولفت إلى أن عدداً كبيراً من الأدباء الذين حصلوا على نوبل لا يستحقونها، مشيراً إلى أن السياسة كان لها تأثير دائم على الاختيارات "مع أنهم يقولون غير ذلك".
ولفت إلى كيفية تدخل "السي اي ايه" من أجل منح الجائزة إلى الروائي الروسي المنشق (السوفياتي)، سولينجستين، وهو ما تحق وتم منحه الجائزة مع أن الشروط لا تنطبق على روايته، من حيث الشكل والمضمون والإجراءات، لافتاً إلى أنه وفق شروط جائزة نوبل كان من المستحيل أن تدخل تلك الرواية في الترشيحات. موضحاً أن من يحق له أن يرشح أحداً للجائزة، هم كل المؤسسات الثقافية في العالم، وكل الذين فازوا في نوبل، ومن تختارهم اللجنة من الشخصيات. وقال "في العام الماضي صدر كتاب تحدث عن دور السي اي ايه في الوصول إلى نوبل".
وأشار إلى أنه في أول فبراير/شباط من كل عام تتوقف الترشيحات، وبين فبراير ومايو/آيار هناك القائمة الطويلة المكونة من 120 اسماً، ومن ثم يتم اختيار خمسة من بينهم، ومن بين الخمسة سيكون الفائز.
ولفت إلى أن جائزة نوبل وفق المتعارف عليه مفتوحة لكل التيارات الأدبية والثقافية، لكن الأعضاء لا يجيدون كل اللغات، وبالتالي كيف يقومون بالاختيار، وأشار إلى أنه تقدم لجائزة العام الماضي 222 أديباً، وتم اختيار 20 من بينهم، ولا أحد يعرف من هم أولئك.
واختتم زكريا قائلاً "كأن الجائزة مخصصة لأوروبا والغرب عموماً، ففي نظرة سريعة على مدار 114 عاماً: فرنسا 15 فائزاً، وبريطانيا 10 فائزين، وأميركا 10 فائزين، بينما الهند فائز واحد، والصين فائز واحد رغم أنه منشق ولم تعترف الصين به. ويبدو أن لها موقف من المرأة، فلم تفز المرأة إلا 12 مرّة فقط. وتابع: أكرر بأنها غير شفافة، ومتناقضة في المعايير والاختيار والتفسير، وتحتاج إلى تغييرات جذرية".