رئيس الأركان البريطاني السابق:
جيش الأسد و"حزب الله" هما القادران على دحر "داعش"
الوسط - المحرر السياسي
أحدث صدمة رئيس أركان الجيش البريطاني السابق، اللورد الجنرال ديفيد ريتشاردز، لدى الأوساط السياسية البريطانية الأربعاء (18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015)، بإطلاقه تصريحات غير مألوفة على الساحة البريطانية بدعوته إلى الحفاظ على الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم لتمكين الجيش السوري من دحر تنظيم داعش، وقال إن "الجيش السوري وحزب الله اللبناني هما القوة الوحيدة ذات المصداقية لمواجهة داعش"، داعياً الحكومة البريطانية لكي تقبل "بواقع أن الروس موجودون هناك" والتعاون معهم، ذلك وفق ما نقلة صحيفة "الراي" الكويتية.
جاء تصريح ريتشاردز في الوقت الذي ينشط فيه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من أجل تجنيد النواب في مجلس العموم للتصويت على مشروع قرار جديد يجيز للحكومة البريطانية التدخل عسكرياً في سورية، حيث يواجه كاميرون معارضة من زملائه في حزب المحافظين إلى جانب معارضة حزبي العمال والقومي الاسكوتلندي، الأمر الذي اضطر كاميرون لتأخير طرح مشروع القرار في شأن سورية على المجلس إلى اليوم على أمل أن يُصبح قادراً على تمرير قرار لصالحه، قبل خروج مجلس العموم في الشهر المقبل إلى عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة الجديدة.
ولفتت صراحة ريتشاردزالمتناهية الانتباه في مقابلة أجريت معه أمس ضمن برنامج "توداي" على هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية (بي بي سي) الذي يحظى بعدد كبير من المستمعين يُقدّر بالملايين ويجعله أفضل برنامج إذاعي في بريطانيا بلا منازع، حين قال إنه "على كاميرون أن يتخلى عن أهدافه العسكرية المتناقضة والموافقة على بقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم، من أجل تمكين جيشه من أن يقود الحملة لدحر قوات الدولة الإسلامية في سورية". وتناقلت وسائل الإعلام البريطانية الأخرى تصريحات ريتشاردز بتوسع. فهذه المرة الاولى التي يخرج فيها شخصية لها وزنها العسكري مثل ريتشاردز عن الإجماع البريطاني الذي ساد حتى الآن على ضرورة التخلص من الأسد، كهدف رئيس للتدخل الأجنبي في الصراع الدائر في سورية. ولم يقتصر كلام ريتشاردز على تزكية الأسد زعيماً على سورية، بل دعا كاميرون والقوات الدولية الحليفة المشاركة في الحرب على "داعش" إلى عقد صفقة مع روسيا تساعد على تمهيد الطريق أمام الجيش السوري، لكي يقود المعركة ضد "داعش" على الأرض. واشتهر ريتشاردز في الماضي عندما كان رئيساً لأركان الجيش البريطاني بدعوته لخروج القوات البريطانية من أفغانستان وإنهاء الحملة العسكرية هناك التي استمرت من عام 2001 إلى 2014.
وأوضح ريتشاردز: "حالياً لدينا أهداف متناقضة بالنسبة للحرب في سورية. فنحن نريد أن نعالج مسألة الدولة الإسلامية، لكننا في الوقت ذاته نريد التخلص من الأسد. شخصياً أعتقد أن هذا غير منطقي. فأي جنرال في الجيش يمكنه أن يخبرنا أننا في أي حرب نحتاج لتوحيد الأهداف وتوضيحها. فما هو حاصل اليوم يوحّل أهدافنا ويجعلها مشوشة".
ولم يكتفِ ريتشاردز بإعلان كاميرون أخيراً عن تراجعه قليلاً وبدئه الحديث عن تسوية سياسية في سورية من خلال بقاء الأسد لفترة انتقالية إرضاء للروس، فدعا كاميرون لمزيد من التقدم في هذا الخصوص "وقبول حقيقة أن الجيش السوري وقوات حزب الله اللبناني والدعم الإيراني هم القوة الوحيدة ذات المصداقية لدحر داعش على الأرض". داعياً للسماح لهذه القوة أن تُركِز اهتمامها من أجل إتمام هذه المهمة. وأضاف "بعدئذ تبدأ العملية السياسية وينبغي عندها القيام بشيء ما فيما يتعلق بالبناء السياسي داخل سورية".
وحذّر ريتشاردز من عدم السماع لنصائحه، وقال إن عدم استخدام الجيش السوري سيكون تكراراً للفوضى التي حصلت في العراق في أعقاب الغزو في العام 2003، وتساءل: "هل نحن نريد أن نجلب علينا الفوضى بإرغام الأسد على الخروج من سورية من دون توافر حكومة بديلة يمكنها أن تحافظ على النظام في المناطق التي تسيطر عليها"؟ وأشار إلى أنه "في المناطق التي يُسيطر عليها الأسد توجد حكومة فاعلة"، مُحذراً من المصير نفسه الذي واجهه العراق بعد سقوط صدام حسين، وقال: "مهما كنت أكره وأمقت الأسد لكنني أرغب برؤيته مستمراً مع حكومته في الحكم لفترة طويلة على الأقل".
ودعا ريتشاردز الحكومة البريطانية إلى قبول حقيقة أن روسيا هي قوة رائدة في الأزمة السورية "وعلينا أن نقبل بواقع أن الروس موجودون هناك".