استشارية: على المسافرين للعراق اتخاذ الإجراءات الوقائية من الكوليرا
المنامة – بنا
أكدت رئيسة قسم البحوث والإنتاج بإدارة تعزيز الصحة، الاستشارية عبير الغاوي، أن على المسافرين إلى العراق اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لحماية أنفسهم من الإصابة بمرض الكوليرا، معتبرة أن أفضل الطرق لتحقيق ذلك هو الابتعاد عن الأماكن التي ينتشر فيها الوباء، فضلا عن تجنب الماء والطعام الملوث ببكتيريا المرض، وعدم الاختلاط، وتحري احتياطات النظافة بشكل كامل.
وقالت الغاوي في تصريحات لوكالة أنباء البحرين "بنا" إن على المسافرين إلى العراق العمل بجملة من النصائح حتى لا يتعرضوا للإصابة بالمرض، ومنها: استخدام الماء المعقم أو المعبأ المأمون المصدر للشرب والطبخ، وفي حالة عدم توفره يمكن تعقيم الماء عن طريق الغلي، أو إضافة الكلور إليه بنسب معينة، والتأكد من سلامة الماء المستخدم لتحضير مكعبات الثلج أيضا، مشيرة إلى ضرورة الاهتمام بنظافة أدوات الأكل والشرب وطبخ الطعام جيدا، وغسل الخضروات والفواكه بالماء الصالح للاستهلاك، فضلا عن غسل الأيدي باستمرار بعد الخروج من دورة المياه وقبل تناول الطعام.
وذكرت أن من بين النصائح الوقائية الواجب اتباعها أن يتم تجنب الأطعمة المكشوفة والأطعمة النيئة، خاصة الأسماك أو الأغذية سريعة التلف، لافتة إلى أهمية تجنب شرب السوائل والمرطبات والعصائر ومنتجات الألبان من الأسواق الشعبية أو الباعة الجائلين أو من المصادر غير الموثوقة، والتبليغ الفوري للمريض المصاب للجهات الصحية حتى يمكن علاجه فورا وبسهولة.
وأضافت أن على المسافرين عند العودة للبحرين الالتزام بإرشادات الوقاية، ومنها: عدم جلب أي سوائل أو أطعمة معهم والتعاون مع أية إجراءات وقائية عند المنافذ، موضحة أن الكوليرا مرض معد، يسببه نوع من البكتيريا يصيب الجهاز الهضمي وخاصة الأمعاء الدقيقة، حيث يتكاثر وسطها ويفرز سموما تؤثر على عملها فيجعلها تفرز السوائل والأملاح بكميات كبيرة جدا، مما يسبب الإصابة بإسهال شديد غير مصحوب بمغص أو آلام في البطن.
وتابعت إن الإسهال هو أهم أعراض الإصابة بالمرض، حيث يكون مفاجئا وغزيرا ويشبه كثيرا ماء الأرز المطبوخ، ويصاحبه استفراغ حاد ومتكرر، وتختلف شدة الأعراض من مصاب لآخر، ففي بعض الحالات تكون الأعراض بسيطة، وفي البعض الآخر تكون شديدة وتهدد حياة الإنسان، وذلك بسبب فقدان كبير لسوائل الجسم والجفاف.
وشددت الغاوي على أنه ليست كل إصابة بالكوليرا تؤدي لحدوث إسهال شديد لدى كل فرد، فمن بين المصابين هناك 75 % منهم لا تظهر عليهم مثل هذه الأعراض المذكورة، و20 % يعانون من إسهال خفيف أو متوسط، وإن 5% فقط يعانون من عدوى شديدة، موضحة أن بكتيريا الكوليرا تنتقل عن طريق الطعام والشراب الملوث بالميكروب، خاصة في المناطق التي قد تختلط أو تتسرب مياه المجاري بمياه الشرب، ولا تنتقل بالتلامس أو التصافح بين الناس.
وبينت أن لهذه البكتيريا فترة حضانة قصيرة تتراوح ما بين 8 ساعات إلى 5 أيام، وتعتبر المياه الملوثة العامل الأكبر لانتقال البكتيريا، إذ ترجع نسبة90 % للمياه الملوثة، و10 % فقط للطعام الملوث ببكتريا الكوليرا المعدية، والتي تعود إلى تناول الخضراوات المغسولة بالماء الملوث أو بمياه الصرف الصحي أو استعمال أدوات ملوثة بالميكروب أو أكل الأسماك النيئة أو الملوثة أو الأسماك الصدفية shellfish غير المطبوخة جيدا.
وأوضحت أن علاج الكوليرا يعتمد على معالجة الجفاف الناتج عن الإسهال والقيء المستمرين من خلال شرب كميات كبيرة من الماء ومحلول الجفاف أو الحقن بالوريد بمحاليل معالجة الجفاف في الحالات شديدة الخطورة، والحقن بالمضادات الحيوية للحالات الشديدة والمعرضة للمضاعفات، مطمئنة الرأي العام بأن الوضع في البحرين حاليا آمن، ولا توجد أي حالات اشتباه أو حالات جديدة.
وجددت الغاوي التأكيد على أن وزارة الصحة وفي ظل وجود حملات للسفر للعراق، بعضها غادر في الأيام الماضية والبعض الآخر سيغادر في الأيام القادمة، قامت الوزارة بتكثيف الاستعدادات ورفع جاهزيتها تحسبا لأية إصابات مشتبه بها مع القادمين، بدءا من التركيز على توعية وإرشاد المسافرين بكل المعلومات والاحتياطات التي يجب عليهم اتباعها لحماية أنفسهم وأهاليهم من العدوى، وانتهاء بتفعيل استراتيجية ترصد واحتواء المرض في حال حدوث أية إصابات جديدة، حيث تشارك كل الجهات ذات العلاقة لتفعيل خطة متكاملة لرصد المرض، والكشف المبكر عن أية حالة مصابة ولتلقي العلاج والتوجيه المناسب.
وأبرزت أنه تم الاجتماع والتنسيق مع مسؤولي كافة المنافذ الحدودية لتوفير مواد التوعية ووضع آلية استقبال ورصد القادمين، موضحة أنه ونظرا لوجود بنية تحتية صحية قوية في مملكة البحرين من توفر مياه نظيفة صالحة للاستخدام ونظام صرف صحي فعّال، وبفضل الوعي المجتمعي بالعناية الذاتية وأمور النظافة الشخصية الأخرى، فإن خطر انتشار العدوى في المملكة يعد منخفضا إلى حد كبير.
وأضافت أنه تم البدء بأنشطة التوعية المجتمعية في عدد من المآتم والمراكز الصحية من خلال التنسيق والتعاون مع الحملات المغادرة ومع الأوقاف الجعفرية منذ بداية شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتم تكثيف الحملات الإعلامية والتوعوية عبر القنوات المختلفة كالإذاعة والتلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي، وتم التنسيق مع إذاعة وتلفزيون البحرين لاستضافة لقاءات ومقابلات يومية لنشر الوعي الصحي ولاطلاع المواطنين حول إجراءات واستعدادات وزارة الصحة.