قمة مجموعة العشرين تسعى إلى اجوبة ازاء الارهاب والخطر "الجهادي"
تركيا - أ ف ب
يلتقي قادة الدول الاكثر ثراء في العالم اليوم الأحد (15 نوفمبر / تشرين الثاني 2015) في تركيا لابداء موقف موحد ضد الخطر الجهادي رغم انقسامهم حول سوريا وذلك بعد يومين على الاعتداءات الدموية التي شهدتها باريس.
وجدول اعمال هذه القمة السنوية مثقل اصلا بالنزاع في سوريا وازمة اللاجئين والمناخ، واضيفت اليه الاعتداءات التي تبناها تنظيم الدولة الاسلامية واوقعت 129 قتيلا على الاقل في باريس مساء الجمعة.
وافاد مصدر فرنسي ان المحادثات في تركيا "ستركز على الارهاب بشكل خاص"، كما ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الغى مشاركته بعد الاعتداءات.
ووصل الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي ندد باعتداءات باريس ووصفها بانها "هجوم على الانسانية جمعاء" في وقت مبكر من صباح الاحد الى منتجع انطاليا على البحر المتوسط (جنوب) حيث تقام القمة وسط حراسة مشددة من قبل 12 الف شرطي.
ومن المفترض ان يلقي اوباما كلمة مقتضبة امام صحافيين قبيل الظهر الى جانب نظيره التركي رجب طيب اردوغان.
واعلنت عدة مصادر ان قادة دول وحكومات مجموعة العشرين يعدون الاحد بيانا ردا على اعتداءات باريس لكن لم تتضح بعد صيغته النهائية.
وسيكون الرد على الاعتداءات على هيئة بيان مشترك خاص منفصل عن البيان الختامي المخصص عادة للقضايا الاقتصادية.
ونددت كل الدول الكبرى باعتداءات باريس، وشددت خلال اجتماع السبت في فيينا لمحادثات حول سوريا على رغبتها في "تنسيق الحملة الدولية لمكافحة الارهاب"، بحسب تعبير وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس.
الا ان هذه التصريحات لا تخفي فعلا الخلافات التي تحول دون توصل الدول الكبرى الى حل حول النزاع في سوريا الذي اوقع 250 الف قتيل منذ اربع سنوات ونصف السنة ويشكل نقطة انطلاق الحركات الجهادية.
وتم في اعقاب اجتماع فيينا السبت تبني "جدول اعمال ملموس" ينص على تشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة اشهر وتنظيم انتخابات بحلول 18 شهرا.
الا ان وزير الخارجية الاميركية ذكر بان "الخلافات" لا تزال كما هي حول مصير الرئيس السوري بشار الاسد.
- القادة الغربيون يلتقون بوتين مجددا -
وتواصل روسيا التي تخوض عملية عسكرية الى جانب النظام السوري منذ اكثر من شهر وايران، دعمهما للاسد رغم كل شيء بينما تطالب الولايات المتحدة واوروبا برحيله.
وفي هذه الاجواء، لم يعلن عن اي لقاء ثنائي بين اوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش القمة.
وبعد اسبوعين على فوز حزبه الكاسح في الانتخابات التشريعية، يعتزم اردوغان الاستفادة من القمة لاعادة التاكيد على دور بلاده كشريك لا يمكن الاستغناء عنه.
ولذلك اعاد اردوغان فكرته لاقامة "منطقة امنة" في شمال سوريا لاستقبال اللاجئين والنازحين على جدول اعمال القمة وهو ما كانت ترفضه الدول الكبرى حتى الان.
ويسعى الاتحاد الاوروبي الذي يواجه تدفقا لمهاجرين غالبيتهم من اللاجئين السوريين منذ الربيع، اقناع تركيا التي تستقبل 2,2 ملايين منهم بابقائهم على اراضيها لقاء حصولها على مساعدات مالية.
الا ان اردوغان الذي تامل بلاده بتحقيق تقدم اكبر على صعيد ازمة اللاجئين، اعلن انه يريد "دعما اكبر" من حلفائه الا ان المحادثات في هذا الصدد متوترة وحادة بعد ايام على صدور تقرير اوروبي ندد ب"التوجه السلبي" لوضع دولة القانون في تركيا وب"التراجع الخطير" لحرية التعبير.
وقبل اسبوعين على قمة للامم المتحدة حول المناخ في باريس، تشكل قمة مجموعة العشرين فرصة لرص الصفوف قبل التوصل الى اتفاق حول خفض غازات الدفيئة المسؤولة عن الاحترار المناخي وتمويل ذلك.
وعلى الصعيد الاقتصادي، فان تباطؤ الاقتصاد الصيني لا يزال يثير قلق الاسواق خصوصا في الدول الناشئة.
وستكون قمة انطاليا مناسبة لايصال "رسالة ثقة" بحسب بعض المشاركين حول استقرار الوضع العالمي، بعد طي صفحة ازمة اليورو.
ومن المفترض ان تتيح هذه القمة ايضا اقرار خطة عمل لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية لمكافحة تهرب المجموعات المتعددة الجنسيات من الضرائب.