كل ما نعرفه عن هجمات باريس
الوسط - المحرر السياسي
شهدت العاصمة الفرنسية باريس هجمات دامية ليلة أمس الجمعة (13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) وصفها الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بأنها "غير مسبوقة"، حسبما نقلت قناة البي بي سي.
وكان هناك إطلاق نار، وتفجيرات، واحتجاز رهائن أسفر عن مقتل 129 شخصا وإصابة 300 آخرين، من بينهم ثمانين على الأقل في حالة حرجة.
واستهدف منفذو الهجمات ستة مواقع بالتزامن مع بعضها البعض.
وأعلنت فرنسا حالة الطوارئ، وعززت التواجد الأمني على الحدود علاوة على نشر 1500 جندي في البلاد.
09:20 مساء: هجمات شارع ألبرت
لو كاريلون
بدأت الأحداث بعد التاسعة مساء بالتوقيت المحلي الفرنسي في إحدى البقاع التي تنشط ليلا بالدائرة العاشرة في العاصمة باريس بالقرب من ميدان الجمهورية.
وقالت التقارير الأولى التي ظهرت في هذا الشأن إن البداية كانت في حانة لو كاريلون الكائنة بالعقار رقم 18 في شارع ألبرت عندما ظن رواد الحانة أن هناك إطلاق لألعاب نارية، لكن شهود عيان رأوا شخصا ملثما يفتح النار على المارة من بندقية نصف آلية.
ورأى شاهد عيان شخصا آخر خرج من سيارة حاملا سلاحا ثقيلا، لكنه لم يكن ملثما.
قال بين غرانت، الذي كان يجلس خلف الحانة هو وزوجته وقت الحادث، إن "الناس كانوا يسقطون على الأرض بينما وضعنا الطاولات فوق رؤوسنا لنتفادى الطلقات."
مطعم لو بيتي كاموبدج
ووصف شاهد عيان آخر كيف عبر شخص الشارع وفتح النار على مطعم لو بيتي كامبودج.
وكانت حصيلة الهجوم على المطعم والحانة 12 قتيلا.
وبعد دقائق، أشارت تقارير إلى أن إطلاق نار آخر وقع بالقرب من موقع الحادث الأول بالقرب من كانال سان مارتن.
وأضافت التقارير إن هذا الهجوم كان غامضا، إذ ترك منفذه بعض الطلقات ودراجة بخارية ملقاة على الأرض.
ونُفذ هجوم آخر في بعض الشوارع جنوب شارع ألبرت الذي شهد الهجوم الأول، والذي استهدف شرفة مطعم لو كازا نوسترا بشارع لا فونتاين. وقال شهود عيان إنهم شاهدوا مسلح يطلق النار على شرفة المطعم من بندقية آلية.
وأضاف الشاهد، الذي أدلى بتصريحات إلى وسائل إعلام محلية، أن "خمس جثث كانت حولي هناك وكانت الدماء في كل مكان."
09:30 مساء: استاد فرنسا
في شمال باريس، كان المنتخب الفرنسي يخوض مباراة كرة قدم ودية مع ألمانيا في استاد فرنسا قبيل خوض بطولة كأس الأمم الأوروبية التي من المقرر أن تُقام في فرنسا عام 2016. وكانت المباراة تُبث عبر شاشة قناة تيه أف وان الفرنسية، إحدى القنوات التلفزيونية المملوكة للدولة، وذلك بحضور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمباراة.
وبعد نصف ساعة من انطلاق صافرة البداية، سُمع دوي أول انفجار بين ثلاثة انفجارات هزت العاصمة الفرنسية.
وكان الدوي مسموع بوضوح للموجودين داخل استاد فرنسا. وفور سماع دوي الانفجار الثاني، أمنت الحراسات الرئيس الفرنسي أثناء مغادرته الاستاد.
وأكدت تقارير صحفية تفجير ثلاثة انتحاريين أنفسهم أمام محلين لبيع الوجبات السريعة وحانة بالقرب من الاستاد.
وقالت وسائل إعلام فرنسية إنها المرة الأولى التي تشهد فيها فرنسا هذا النوع من التفجيرات.
وداخل الاستاد، نزل عدد من الجمهور إلى أرض الملعب وهم في حالة ذعر. ووقف لاعبو الفريقين بعد انتهاء المباراة، التي فازت بها فرنسا 2-0، لمشاهدة الأحداث على شاشة عملاقة في النفق المؤدي إلى غرف تبديل الملابس.
هجوم شارع شارون
وشهد شارع شارون، الواقع جنوب المطعم الذي تعرض للهجوم في الدائرة الحادية عشر، إطلاق نار على حانة بيل لوكيب.
وشوهد رجلان يفتحان النار على شرفة الحانة.
يقول شاهد عيان إن إطلاق النار "استمر لثلاثة دقائق، بعدها لاذا بالفرار في سيارتهما متجهين إلى محطة شارون."
وكانت المشهد مروعا خارج الحانة مع تناثر الجثث على الأرض. وكانت هناك سيدة غارقة في دمائها يحتضنها أحد المارة بالتزامن مع وصول خدمات الطوارئ لإسعاف الجرحى.
وأسفر إطلاق النار في هذا الشارع عن مقتل 19 شخصا على الأقل.
10:00 مساء: هجوم مسرح باتاكلون
كان الهجوم الأكثر دموية بين ما شهدته باريس من هجمات في مركز باتاكلون للفنون حيث أُقيم حفل موسيقي في جادة بوليفار فولتير بالدائرة 11، وهو حفل موسيقي كانت تحييه فرقة الروك "إيغلز أوف ديث" القادمة من كاليفورنيا بالولايات المتحدة.
وكان حوالي 1500 شخص يحضرون الحفل، وفقا لعدد التذاكر المباعة، أشارت تقارير إلى أن 82 من بينهم لقوا مصرعهم جراء إطلاق النار.
وقال شاهد عيان إن أحد منفذي الهجوم ردد هتافا يقول "الله أكبر" باللغة العربية.
وقال شاهد آخر أنه سمع مسلحا يلوم الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند على تدخله في سوريا.
وكان ذلك هو الظهور الأول لأدلة واضحة على أن باريس تُستهدف للمرة الثانية من قبل متشددين.
وقالت شاهدة عيان: "في البداية ظننا أنها ألعاب نارية، لكن سرعان ما أُمطرنا بوابل من الرصاص من جميع الاتجاهات. لذلك انبطحنا جميعا على الأرض وبدأنا الزحف في اتجاه خشبة المسرح."
وهنا بدأت أزمة احتجاز رهائن داخل المسرح.
وشرع الرئيس الفرنسي في مشاورات مع رئيس وزراءه مانويل فال ووزير الداخلية الفرنسي برنارد كازنوف من أجل إنهاء الأزمة.
وألقى هولاند خطابا إلى الشعب الفرنسي بثه التلفزيون الرسمي على الهواء أعلن من خلاله حالة الطوارئ في عموم البلاد وتشديد الإجراءات الأمنية على الحدود.
كما أمر بإرسال القوات الخاصة إلى قاعة العرض التي أُقيم بها الحفل لتحرير الرهائن.
وانتهى احتجاز الرهائن عندما فجر ثلاثة من المسلحين أنفسهم بأحزمة ناسفة في حين أردت قوات الأمن المسلح الرابع قتيلا.
وبعد تمكنها من الفرار، قالت جولين بيرس، مراسلة إذاعة يوروب وان التي شهدت جزء من الأحداث الدامية، إن الجمهور المصاب بالهلع في ذلك الوقت حاولوا الوصول إلى خشبة المسرح زحفا فوق بعضهم البعض، لكن منفذي الهجوم قتلوا بعضهم رميا بالرصاص.
وأضافت أن المسلحين، الذين لم تكن على وجوههم المتجهمة أقنعة، كانوا في سن الشباب.
وذكرت أنها تمكنت من الهرب أثناء إعادة المسلحين ملء بنادق الكلاشينكوف التي استخدموها في الهجوم بالذخيرة.
كما أشارت تقارير إلى أن هجمات أخرى نُفذت في المساء من نفس اليوم، منها هجومين في شارعي بوماشريه والباستيل.