هجمات باريس تلقي بظلالها على "فيينا السوري"
الوسط – المحرر السياسي
دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى التصدي بحزم للإرهاب وعدم إظهار أي قدر من التسامح، وفقاً لما نشره موقع "روسيا اليوم".
وقال لافروف تعليقا على هجمات باريس الإرهابية التي وقعت مساء الجمعة إن "الرئيس بوتين أعرب عن تضامنه مع الشعب الفرنسي .. ونحن لا ننسى الهجمات الإرهابية في العراق وبيروت التي ذهبت بأرواح كثيرين.. لا يمكننا أن نكون متسامحين مع الإرهابيين، ولا يجب أن يكون هناك أي تبرير لتصرفات "الدولة الإسلامية "وجبهة النصرة".
تصريحات لافروف جاءت خلال لقائه نظيره الأمريكي جون كيري في فيينا السبت 14 نوفمبر/تشرين الثاني الذي سبق الاجتماع الموسع للقاء فيينا الذي يجري اليوم بمشاركة 20 دولة لوضع خطوط عريضة لتسوية الأزمة في سوريا وتوصيف الإرهاب فيها.
وأعرب لافروف عن أمله في أن يساعد لقاء فيينا على الدفع في اتجاه محاربة الإرهاب قدما.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي الأعمال الإرهابية في باريس "مزيجا من عقلية العصور الوسطى والفاشية المعاصرة" تنشر الخوف والدمار.
وقال: "لقد بحثنا الأحداث في باريس والتي أعقبت أعمالا إرهابية في بيروت والعراق، ونحن متفقون على رفض هذه الأعمال في كوكبنا".
وفي هذا الإطار قالت وزارة الخارجية الروسية في وقت سابق إن "هجمات باريس لابد وأن تنعكس على أجواء مباحثات فيينا".
ودعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى عدم التسرع في إطلاق الأحكام وتحديد أسباب وأهداف الهجمة الإرهابية على باريس.
وقالت:"أناشد الجميع عدم التسرع بإصدار الاستنتاجات والتأويلات.. استمعنا أمس على لسان الرئيس الفرنسي أن ما حدث كان عملا إرهابيا.. أما جميع المعلومات الأخرى فلا بد لها وأن تصدر عن التحقيق والأجهزة المعنية والخبراء.. لا يتعين التكهن وينبغي انتظار صدور معلومات واضحة ليصار إلى وضع الاستنتاجات المناسبة لاحقا".
هذا، وأعلنت طهران رفع تمثيلها إلى مباحثات فيينا ليحضرها وزير الخارجية محمد جواد ظريف، بعد أن كان من المقرر تمثيل إيران على مستوى نائب وزير الخارجية.
وبدأت في فيينا اجتماع دولي السبت في حضور الولايات المتحدة وروسيا، سعيا لايجاد حل سياسي للنزاع في سوريا على خلفية اعتداءات غير مسبوقة في باريس وخلافات تتعلق بمصير الرئيس بشار الاسد على ما افاد مصدر دبلوماسي.
وهذا الاجتماع الدولي الثاني في غضون خمسة عشر يوما يشارك فيه نحو عشرين وفدا بينهم وزيرا الروسي والأمريكي.
ويأتي هذه الاجتماع لوضع أطر انتقال سياسي في سوريا التي تشهد نزاعا مسلحا منذ اكثر من أربع سنوات.
وصرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لدى وصوله الى فيينا "أن أحد أهداف اجتماع اليوم في فيينا هو تحديدا أن نرى بشكل ملموس كيف يمكننا تعزيز التنسيق الدولي في مجال مكافحة داعش" وهي تسمية لتنظيم الدولة الاسلامية.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فديريكا موغيريني من جهتها إن اجتماع فيينا "يأخذ معنى آخر" بعد اعتداءات باريس.
وأضافت أن الدول (المجتمعة) حول الطاولة عانت جميعها من الألم نفسه والرعب نفسه والصدمة نفسها خلال الأسابيع الأخيرة"، مشيرة على سبيل المثال الى "لبنان وروسيا ومصر وتركيا".
ويرى مراقبون أن المشاركين في مباحثات فيينا يواجهون مهمة هي الأصعب لحل الأزمة السورية، إذ يجب أن يتفقوا على قائمة بالمنظمات الإرهابية التي يجب قتالها في سوريا، إضافة إلى قائمة المعارضين الذين يجب دعوتهم للمفاوضات مع الحكومة السورية.
وكان أكد ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي الجمعة 13 نوفمبر/ تشرين الثاني وجود "تطابق في القوائم الروسية والأمريكية الخاصة بالمنظمات الإرهابية في سوريا."
وكانت موسكو وواشنطن تبادلتا قوائم بالمنظمات الإرهابية في سوريا، وشدد الدبلوماسي الروسي على ضرورة إشراك العشرات من ممثلي الجيش الحر في التسوية السياسية ووقف إطلاق النار في سوريا، مشيرا إلى أن موسكو أجرت العديد من اللقاءات مع ممثلي الجيش السوري الحر.
وأعرب عن استعداد موسكو لعقد لقاء بين الحكومة السورية والمعارضة في حالة الضرورة، مشيرا إلى أن موسكو تسلمت من السعودية قائمة أولية بأسماء معارضين سوريين.