"ليلة إرهابية تضرب باريس وتهزُّ العالم".. حين يُنقل الرئيس الفرنسي إلى مكان آمن!
الوسط- المحرر الدولي
بعد تفجيرات لبنان التي راح ضحيتها أكثر من 200 بين قتيل وجريح، قبل يومين، ها هو الإرهاب يضرب مجدداً فرنسا، مستهدفاً العاصمة باريس في كارثة إرهابية غير مسبوقة وقعت في ستة مواقع، مخلفاً عشرات القتلى والجرحى؛ ليعلن بذلك دخول فرنسا مرحلة جديدة في تاريخها شبيهة بنتائج أحداث الحادي عشر من سبتمبر الذي ضرب الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك ، وفق ما نقلت صحيفة "سبق الألكترونية" اليوم السبت (14 نوفمبر / تشرين الثاني 2015).
ولم تعلن أي جهة حتى هذه اللحظة مسؤوليتها عن الحادث الإجرامي؛ إلا أن أصابع الاتهام بحسب وسائل الإعلام الفرنسية تشير إلى مجموعات راديكالية لها علاقة بأحداث الشرق الأوسط؛ بينما نُقل الرئيس الفرنسي فراراً لمكان آمن؛ إثر هجوم انتحاري وقع بالقرب من استاد سان دوني أثناء المباراة الودية بين فرنسا وألمانيا.
مقتل 156
وفي حصيلة ليست نهائية أعلنت السلطات الفرنسية مقتل 156 شخصاً وإصابة العشرات في سلسلة هجمات متفرقة قام بها مسلحون استهدفت مطاعم وحانات مزدحمة وقاعات موسيقية في أماكن مختلفة في باريس؛ حيث كان أبرز هذه الهجمات واقعة الاحتجاز في صالة عرض باتاكلان الموسيقية، والتي راح ضحيتها أكثر من 100 قتيل.
وكأنهم طيور
وبحسب أحد الناجين من قاعة الاحتجاز صرح لـ"C.N.N" الأمريكية قائلاً: "المسلحون كانوا يقتلون المحتجزين وكأنهم يصطادون الطيور في القاعة"، واصفاً المشاهد التي وقعت بالمروعة جداً والقاسية، مضيفاً: كانت القاعة ممتلئة وتتسع القاعة لأكثر من 1500 شخص".
"باتاكلان" المرعبة
ونقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية عن أحد الناجين من مجزرة قاعة باتاكلان المرعبة بالقول إن أكثر من ثلاثة أشخاص وقفوا في الواجهة، وأطلقوا النار بشكل عشوائي برشاشات كلاشينكوف على الأرجح، واستمرّ إطلاق النار بشكل آلي أكثر من 10 دقائق، وبعد الهدوء زحفت بحثاً عن مخرج الطوارئ، وبعد خروجي من هناك شاهدت الكثيرين يركضون وهم ملطخون بالدماء.
نقل الرئيس
وقالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إن هجوماً انتحارياً وقع بالقرب من استاد سان دوني أثناء المباراة الودية بين فرنسا وألمانيا، ونقل الرئيس الفرنسي أثناء المباراة إلى مكان آمن، وأضافت الصحيفة أن الإرهاب ضرب ستة مواقع في فرنسا في المنطقة العاشرة والحادية عشرة في باريس.
إعلان الطوارئ
وصرح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قائلاً: "سيتم إعلان حالة الطوارئ في كل أنحاء فرنسا، وسيتم إغلاق الحدود بعد وقوع سلسلة من الهجمات في باريس مساء يوم الجمعة قُتل فيها العشرات"، مضيفاً في بيان مقتضب في التلفزيون الفرنسي إنه تمّت الدعوة لعقد اجتماع لمجلس الوزراء الفرنسي.
عديم الرحمة
وبحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية فإن الرئيس "هولاند" تحدث قائلاً إن فرنسا هي من تقود المعركة، وإنه سيكون عديم الرحمة، في إشارة إلى مواجهة الإرهاب.
6 آلاف جندي
وقالت صحيفة "لوفيجارو" إن باريس نشرت 6 آلاف جندي في شوارع باريس وقرب المراكز الحساسة والطرق الرئيسة وفي مداخل المطارات، وفرضت إجراءات أمنية مشددة، واستحدثت نقاط تفتيش في جميع أحياء العاصمة، وأعلنت حالة الطوارئ، وأغلقت المدارس والجامعات والمقارّ الحكومية اليوم.
تأجيل الطيران
ونشرت وزارة الداخلية رقماً مجانياً للإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة أو كل من لديه أية معلومات عن الإرهابيين المنفذين للهجمات وسط باريس، وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة الأمريكية قد أجّلت الرحلات المتجهة إلى مطار شارل ديجول في باريس، وإلى فرنسا عموماً بعد الهجمات الدامية.
السعودية تدين
وفي ردود الفعل الدولية، أدانت المملكة العربية السعودية هذا الحادث الإرهابي الشنيع، ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مسؤول في وزارة الخارجية قوله إن السعودية تدين بشدة "أعمال التفجيرات الإرهابية" التي شهدتها العاصمة الفرنسية، وعبّر المسؤول السعودي عن تعازي المملكة لأسر الضحايا وحكومة وشعب فرنسا.
وقال: "تؤكد المملكة العربية السعودية على ما سبق أن عبّرت عنه من ضرورة تكاتف المجتمع الدولي ومضاعفته لجهوده لاجتثاث هذه الآفة الخطيرة والهدامة التي تستهدف الأمن والاستقرار في أرجاء المعمورة".
ردود فعل دولية
وردّ زعماء العالم على الحادث بإبداء صدمتهم وإعلان تعهدات بالتضامن مع فرنسا في أعقاب قتل العشرات في الهجمات، وفقاً لوكالة "رويترز" للأنباء؛ حيث أصدر مجلس الأمن الدولي بياناً أدان فيه "الهجمات الإرهابية الهمجية والجبانة"، التي تضمّنت استخدام مهاجمين بنادق وقنابل في عدة أماكن من بينها الاستاد الرياضي الوطني وقاعدة رئيسية للموسيقى.
"أوباما" يساند
وأبدت الولايات المتحدة وروسيا تأييدهما في رسائل إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، على الرغم من اختلافهما بشأن قضايا كثيرة من بينها الحرب في سوريا، والتي أجّجت عنف الإرهابيين، وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما للصحفيين في البيت الأبيض: "مرة أخرى نشهد محاولة شائنة لإرهاب المدنيين الأبرياء، نقف مستعدين وجاهزين لتقديم أي مساعدة تحتاجها الحكومة والشعب في فرنسا"، وأضاف: "هؤلاء الذين يعتقدون إن بإمكانهم إرهاب الشعب الفرنسي أو القيم التي يدافعون عنها مخطئون".
"بوتين" مستعد
وقال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعث بخالص تعازيه لـ"هولاند" ولكل الشعب الفرنسي في أعقاب "الهجمات الإرهابية المروعة في باريس، وقال إن "روسيا تدين بقوة هذا القتل غير الإنساني، وهي مستعدة لتقديم أي مساعدة وكل المساعدة للتحقيق في هذه الجرائم الإرهابية".
"الأطلنطي" مصدوم
وقال حلف شمال الأطلسي إنه يقف مع فرنسا وهي عضو مؤسس للحلف، وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج: "أنا مصدوم بعمق من الهجمات الإرهابية المرعبة في باريس الليلة، مشاعري مع أسر الضحايا ومع جميع من تأثروا ومع شعب فرنسا"، وأضاف: "نقف أقوياء ومتحدين في الحرب على الإرهاب، الإرهاب لن يهزم الديمقراطية".
هزة "ميركل" العنيفة
وفي أوروبا قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في بيان: "شعرت بهزة عميقة؛ بسبب الأنباء والصور التي تصل إلينا من باريس، مشاعري في هذا الوقت مع ضحايا ما يبدو أنه هجوم إرهابي، بالإضافة إلى عائلاتهم وكل الشعب في باريس، الحكومة الألمانية على اتصال بالحكومة الفرنسية، ونقلت رسالة تعاطف وتضامن من الشعب الألماني"؛ حيث كان وزير الخارجية الألماني يحضر مباراة كرة قدم بين فرنسا وألمانيا مع "هولاند" عندما هوجم الاستاد.
صدمة "كاميرون"
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على حسابه على "تويتر"، يوم الجمعة: "صُدمت بسبب هذه الأحداث التي وقعت في باريس الليلة، مشاعرنا وصلواتنا مع الشعب الفرنسي. سنفعل كل ما في وسعنا من أجل المساعدة".
تعازي مصر
وفي القاهرة ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن الرئاسة المصرية أدانت بأقسى العبارات الحوادث الإرهابية الآثمة التي وقعت في العاصمة الفرنسية باريس، ونقلت الوكالة عن المتحدث الرئاسي علاء يوسف قوله إن الرئيس عبدالفتاح السيسي كلف السفير المصري في باريس بنقل خالص التعازي والمواساة للقيادة السياسية الفرنسية وحكومة وشعب الجمهورية الفرنسية".
الخليج يستنكر
وقالت وكالة الأنباء القطرية إن قطر عبّرت عن استنكارها الشديد للهجمات المسلحة والتفجيرات بالعاصمة الفرنسية باريس، وفي أبو ظبي قالت وكالة أنباء الإمارات إن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات العربية المتحدة أدان الهجمات الإرهابية الإجرامية التي وقعت في باريس، وأضافت أن رئيس الإمارات بعث ببرقية إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تضمّنت العزاء في الضحايا، وقالت وكالة الأنباء الكويتية إن مسؤولاً في وزارة الخارجية الكويتية أدان الهجمات، واصفاً إياها بالجبانة.
تضامن إعلامي
وتحدثت الصحف الفرنسية بغضب عن الحادث؛ حيث وصفت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية الأحداث الدامية بعنوان عريض بالقول: "الحرب في وسط باريس"، ونشرت تحديثات متسارعة عن الهجمات في باريس ووصفت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية الحادث بـ"مجزرة باريس"، وعلقت العنوان على صدر صفحتها الأولى.
مذبحة.. مجزرة
وتضامنت وسائل الإعلام الدولية مع باريس، وخرجت الصحف البريطانية بمختلف أطيافها بعناوين تضامنية على صدر صفحاتها الأولى، حيث علقت صحيفة "ذا صن" البريطانية على صدر صفحتها بعنوان "المذبحة في باريس" مع صور من الهجمات التي وقعت ليلة أمس، أما صحيفة "التايمز" البريطانية فقد خرجت بعنوان في الصفحة الأولى يقول: "المجزرة في باريس"، ونشرت بعض تفاصيل الهجمات على صدر صفحتها الأولى، وخرجت "الجارديان" البريطانية بعنوان "الرعب يعود إلى وسط باريس".
وفي الولايات المتحدة الأمريكية علقت صحيفة "واشنطن بوست" على الهجمات الإرهابية بالقول: "أكثر من 140 قتيلاً في باريس"، ونشرت صوراً وتحديثات إخبارية سريعة عن الحادث، ولم تختلف "نيويورك تايمز" عنها كثيراً؛ حيث علّقت على صدر صفحتها الرئيسة بالقول "هجمات باريس الإرهابية تقتل أكثر من 100 قتيل"، وعرضت صور حديثة للهجمات الدامية في باريس.
مناشدة للصلاة
وأدان اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا بشدة اعتداءات باريس التي وصفها بالإرهابية، وأعرب الاتحاد عن مواساته لذوي الضحايا، كما أدان المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الحادث، ووصف الهجمات بالبشعة والدنيئة، ودعا في بيان الأمة الفرنسية إلى الوحدة والتضامن؛ نظراً لخطورة الوضع، وناشد المجلس مسلمي فرنسا الصلاة، بحيث يمكن لفرنسا أن تواجه هذه المحنة الرهيبة بسلام.