أعلن عنه خلال "مؤتمر المكتبات المشترك"
الشارقة تطلق مشروع مستودع رقمي للمكتبات
الوسط – المحرر الثقافي
كشف رئيس هيئة الشارقة للكتاب، مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب، أحمد بن ركاض العامري، خلال كلمته الإفتتاحية لمؤتمر المكتبات المشترك، عن بدء تنفيذ مشروع المستودع الرقمي لمكتبات الشارقة، الذي يهدف إلى توفير جميع موجودات هذه المكتبات، دون أية قيود أو عوائق، مع الحفاظ على الملكية الفكرية لأصحاب المؤلفات والأعمال التي تضمها المكتبات. ويعد هذا المستودع الرقمي الأكبر من نوعه في المنطقة على الشبكة العنكبوتية.
وافتتح العامري بكلمته تلك الدورة الثانية من المؤتمر الذي انطلق يوم أمس الأربعاء (الموافق 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2015) في الشارقة، والذي ينظمه معرض الشارقة الدولي للكتاب بالتعاون مع جمعية أمناء المكتبات الأمريكية. ويختتم المؤتمر أعماله اليوم (الخميس) في مركز إكسبو الشارقة، ويتم بحضور أكثر من 330 مشاركا مسجلا من 18 دولة من الخبراء والمتخصصين والمهتمين بعالم المكتبات من المنطقة العربية والعالم.
ويمثل مشروع المستودع الرقمي لمكتبات الشارقة، جيل ما بعد المكتبات الرقمية، ويعتبر الأول من نوعه في الوطن العربي، ويهدف إلى إتاحة الإنتاجات العلمية والفكرية على الشبكة العنكبوتية دون قيود أو عوائق مع الحفاظ على الملكية الفكرية لأصحابها.
وتكمن أهمية المشروع في أنه يعمل على حفظ مقتنيات المكتبات، المكتوبة والمرئية والمسموعة، والصور والخرائط والملفات، كما يسمح بالتكامل والارتباط المباشر مع فهارسها، وهو ما يوفر للجمهور فرصة الحصول على المصادر التي يرغبون بها في موقع واحد، ودون الحاجة لزيارة المكتبات.
وقال العامري"أن هذا المشروع يتيح الوصول إلى مصادر المعلومات المودعة بالمستودع الرقمي للمكتبات من خلال التصفح أو عن طريق البحث أو بكليهما معاً، بسهولة تامة، مشيراً إلى أن الشارقة تسعى من خلال هذه المشروع إلى أن تكون سبّاقة عربياً وإقليمياً في تحقيق تمكين المعرفة، عبر تبسيط وتسريع الوصول إليها بدون أية عوائق جغرافية أو فنية".
ويتميّز المستودع الرقمي بعدة خصائص منها توفير خدمة "مطابقة الأقراص" للأقراص المدمجة، و"تدفق الفيديو" للمواد السمع بصرية، وكذلك عرض الكتب وخصوصاً النادرة منها بخاصية "تقليب الصفحات"، وغيرها من الخصائص التي تدعم رؤية مكتبات الشارقة في التحول الرقمي، وإتاحة المواد والإنتاجات العلمية والفكرية ودعم الوصول الحر للمعلومات لرواد هذه المكتبات.
وتتضمن أنواع المصادر المعرفية المتاحة ضمن المستودع الرقمي: محتوى قاعة السمع بصري (فيديو، كاسيت، أقراص ممغنطة)، والكتب النادرة في مكتبات الشارقة، والكتب النادرة في متحف الحصن والتي لها تسجيلات ببليوغرافية في المكتبات، والمخطوطات في الجامعة القاسمية، ومحتوى دارة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية، إضافة إلى مجلة "اقرأ"، ومجلة "الرافد" الصادرة عن دائرة الثقافة والإعلام، إلى جانب إصدارات الدائرة.
كما تشمل محتويات المستودع، على دليل مكتبات الشارقة ومنشوراتها، والإحصاءات السنوية لمكتبات الشارقة، ومحتوى الدوائر والجهات الحكومية بالشارقة، والكتب المتاحة مجاناً للجمهور العام، والمواد التاريخية التي سقطت عنها الحماية القانونية بالتقادم، والمواد التي أنتجت في الأصل لتتاح مجاناً من قبل أفراد أو هيئات، إضافة إلى محتوى الدراسات والبحوث.
من جانبها قالت رئيسة جمعية المكتبات الأميركية ساري فيلدمان، في كلمتها التي ألقتها بمناسبة افتتاح المؤتمر،أن المنظور العام للمكتبات في الولايات المتحدة الأميركية مختلف جدا، حيث تستقبل المكتبات أحداث محلية مهمة وتقدم للقراء الكثير من المعلومات والإيجابيات.وأكدت بأن المكتبات لا يغيرها الزمن، وعلى الجميع أن يؤمن بأنها شيء مهم في المجتمع، يسهم في تطوير جميع القطاعات، وبأنها أساسية في عملية التحول الاجتماعي والثقافي وعلى جميع المستويات.
وأشارت فيلدمان إلى أن مؤتمر المكتبات الذي يعقد للسنة الثانية على التوالي يتماشى مع الرؤية العامة للجمعية الأمريكية للمكتبات، كونه يشجع على الإبداع والتركيز على تجميع الكتب لتثقيف القراء، لافتة إلى أن المكتبات بدأت بالتحول الإلكتروني، وأصبحت تلعب دوراً مهماً في حياة جميع فئات المجتمع، مؤكدة أن مفهوم تحول المكتبات جاء لمواكبة اقتصاد المعرفة المتسارع لتأسيس مجتمع مدمج في هذا العالم.
وأوضحت أنه لا بد أن يكون للمكتبات دور رئيسي في التطوير الرقمي الحاصل حالياً، كونها تساعد الباحثين على تقديم المعلومات والبيانات التي تلزمهم، حيث باتت وسيلة للتواصل بين جميع فئات المجتمع، وشريك رئيسي في عملية التحول إلى منصات رقمية.
وذكرت أن هناك مجموعة من المؤشرات ساعدت على التحول إلى المنصات الرقمية، التي منها الإنترنت والروبورت وانتشار الألعاب الإلكترونية، لافتة إلى أهم القيم الأساسية التي يشارك بها جميع الفئات العاملة فيالمكتبات التي منها الحرية في الإبداع، وتقديم الأفضل لدعم جميع المستويات العلمية.
وأكدت أن على المكتبات حماية جميع الحقوق الفكرية والمعلومات السرية، والمساهمة في المحافظة على التطور التكنولوجي في احترام الخصوصية، كونها توفر نظام مفتوح للحصول على المعلومات، مضيفة أن المكتبات الأميركية تعمل على الدمج الرقمي للمعلومات وتنمية القدرات التي ستسهم في التطور التعليمي والتدريسي.