بكنباور في الواجهة بعد فضيحة "مونديال 2006"
برلين - أ ف ب
بات "القيصر" فرانتس بكنباور في واجهة فضيحة الفساد المتعقلة بحصول بلاده على شرف استضافة مونديال 2006 وأصبحت ألمانيا بأكملها تنتظر تفسيراته غداة استقالة رئيس الاتحاد المحلي للعبة فولفانغ نيسرباخ.
وقال راينر كوخ احد نائبي رئيس الاتحاد الألماني مع رينهارد روبال المكلفين بمهام الرئاسة بالوكالة: "لقد حان الوقت كي يتخذ الرئيس السابق للجنة المنظمة لمونديال 2006 موقفا".
وتحدث كوخ اليوم الثلثاء (10 نوفمبر/تشرين الثاني 2015) عن وجود "اتفاق موقع بين فرانتس بكنباور لألمانيا وجاك وورنر للكونكاكاف" قبل فترة قصيرة فقط من منح شرف استضافة مونديال 2006 إلى ألمانيا العام 2000، مؤكدا المعلومات التي كشفت عنها الصحيفتان اليوميتان "سودويتشه تسايتونغ" و"بيلد".
وأوضح أن هذا الاتفاق كان "يعد بخدمات مختلفة ولكن بدون أي فوائد مالية مباشرة"، وأنه ليس هناك أي شيء يدل على انه "أثر على تصويت جاك وورنر"، النائب السابق لرئيس الكونكاكاف والفيفا الموقوف مدى الحياة منذ أواخر سبتمبر/أيلول الماضي.
ووفقا لمصدر مقرب من الملف، فان الاتفاق تضمن تنظيم مباراتين وديتين وتخصيص التذاكر لهذين اللقاءين.
ومن دون تسمية أسطورة كرة القدم الألمانية، قال وزير الداخلية والرياضة الألماني توماس دي ميزيير أيضا الثلثاء انه ينتظر "مساهمة جميع أولئك الذين يمكنهم تقديم توضيحات"، مضيفا "أنها في مصلحة كرة القدم الألمانية والرياضة بشكل عام".
بكنباور بإمكانه تقديم تفسيرات
واستقال نيسرباخ أمس الاثنين عقب اجتماع أزمة للاتحاد الألماني بخصوص فضيحة الفساد المرتبطة بالحصول على شرف استضافة مونديال 2006 والتي كشفت عنها صحيفة "دير شبيغل" منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال نيرسباخ بعد جلسة استماع من قبل 16 رئيسا للاتحادات الإقليمية في مقر الاتحاد في فرانكفورت (غرب): "أدركت أن الوقت قد حان بالنسبة لي لتحمل المسؤولية السياسية".
وأضاف نيرسباخ الذي كان مرشحا قويا لخلافة الفرنسي ميشال بلاتيني (الموقوف راهنا بتهم فساد) في رئاسة الاتحاد الأوروبي وعضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي: "كنت هناك منذ اليوم الأول لملف 2006 حتى اليوم الأخير، وعملت طوال هذه السنوات بطريقة نظيفة وموثوقة وسليمة".
وتابع الصحافي السابق البالغ 64 عاما والذي يرئس اكبر اتحاد رياضي في ألمانيا منذ 2012 بدعم من القيصر بكنباور: "في المناطق المخصصة لي في التسويق، الإعلام وتنظيم الأحداث، يمكنني القول بضمير مرتاح باني فوق الشبهات".
وأطلق الرئيس السابق لكرة القدم الألمانية تصريحا قويا معربا فيه عن "المرارة" بعدما اكتشف بعد "11 عاما أن أمورا حدثت بوضوح" خلال منح شرف استضافة كأس العالم.
ويعتبر بكنباور احد القلائل الذين يمكنهم تقديم تفسيرات. وبالنسبة إلى كوخ، فان بكنباور يجب أن يخرج عن صمته لتسليط الضوء على جميع المناطق المظلمة، دون "الاقتصار على مسألة 6.7 ملايين يورو" المبلغ المثير للجدل الذي دفعه الاتحاد الألماني للفيفا عبر وساطة الرئيس السابق لشركة اديداس روبير لويس دريفوس.
هذه 6.7 ملايين يورو ليست جزءا من العقد المبرم بين وورنر وبكنباور ويمكن، وفقا لصحيفة "دير شبيغل"، أن تكون استخدمت "لشراء" أصوات ممثلي آسيا في التصويت في العام 2000.
وشدد كوخ قائلا "نحن نريد أن نفعل كل شيء من أجل إجابة على السؤال: ماذا حدث خلال منح كأس العالم للعام 2006"، موضحا انه "ليس هناك في الوقت الحالي أي إشارة إلى أن كأس العالم تم شراؤها بالفعل".
لم أدفع أموالا لأحد
ومنذ مقالة صحيفة "دير شبيغل"، لم يتحدث بكنباور، بطل العالم كلاعب العام 1974 وكمدرب عام 1990، سوى عبر بيانين مقتضبين، الأول لنفي أي شبهات بالرشاوى بقوله "لم ادفع أموالا لأحد من اجل الحصول على أصوات تساعد ألمانيا على نيل حق استضافة كأس العالم 2006"، مضيفا "وأنا متأكد من أن أي عضو من اللجنة التي تولت ملف الترشح لم يقم بأمر من هذا النوع".
أما البيان الثاني، فكان للاعتراف بأنه لم يكن يتوجب عليه قبول منحة الفيفا التي كانت بحسب الاتحاد الألماني بمثابة ضمانات للحصول على منحة كبيرة جدا من الاتحاد الدولي لتنظيم مونديال 2006"، مشيرا إلى انه "ارتكب خطأ".
ومنذ ذلك الحين، غاب "بابا" كرة القدم الألمانية، عن الساحة واعتصم في مقر إقامته في سالزبورغ، وهو الذي اشتهر بحضوره اليومي في الصحف والاستوديوهات خاصة على قناة "سكاي" إذ كان مستشارا لها في البوندسليغا ومسابقة دوري أبطال أوروبا ومباريات المنتخب الوطني.
ويبدو أن الخناق تشدد على رمز كرة القدم الألمانية الذي باتت صورته مشوهة، والذي يستهدف أيضا بتحقيق من قبل لجنة الأخلاق التابعة للاتحاد الدولي.