عالم ألعاب القوى يرحب بـ"الحقيقة المؤلمة" لبرنامج المنشطات الروسي
برلين - د ب أ
"بعد كل ليل مظلم يأتي فجر مشرق"... تلك هي المقولة التي تشبث بها عالم ألعاب القوى بعدما تفجرت فضيحة المنشطات الروسية من خلال تقرير صادم قدمته لجنة مستقلة شكلتها الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا)، يدين الاتحاد الروسي لألعاب القوى بارتكاب مخالفات منشطات ممنهجة.
وذكرت الوكالة الأميركية لمكافحة المنشطات "يوسادا" في بيان "نقدم التحية لعمل اللجنة المستقلة لوادا، والتي يرأسها السيد (ديك) باوند، في الكشف عن مساعي روسيا للهيمنة في عالم الرياضة بطرق غير مشروعة".
وأضافت في البيان الذي أصدرته أمس الاثنين "الأدلة التي نشرت اليوم (الاثنين) تظهر مستويات صادمة من الفساد، وتبعث برسالة واضحة إلى روسيا مفادها أنه لن يجرى السماح لها بالاحتيال على رياضيي العالم والهروب من العدالة خلف جدار من الخداع والكذب".
وأوصت اللجنة المستقلة برئاسة ديك باوند ، مؤسس وادا، بإيقاف عشرة رياضيين ومسؤولين روس مدى الحياة وإغلاق مختبر مكافحة المنشطات الروسي في العاصمة موسكو.
وقال رئيس الاتحاد الألماني للرياضات الأولمبية مايكل فيسبر: "مع كم الإزعاج والرعب المحيطة بهذه الأحداث فمن المهم للغاية ومن الضروري للرياضة بأكملها أن تخرج هذه التحقيقات الحقائق إلى النور وأن يتبع ذلك عواقب قاسية".
وأوضح الاتحاد البريطاني للرياضات الأولمبية أنه "سيساند التوصيات الموجودة داخل التقرير ومستعد لتقديم أي مساعدة للسلطات المختصة".
ومن جانبه قالت العداءة البريطانية لسباقات 800 متر جيني ميدوز عبر حسابها الشخصي على شبكة التواصل الاجتماعي تويتر "دائما كنت متشككة في الأمر ولكن جاء التأكيد بأن الاتحاد الروسي لألعاب القوى حرمني من أفضل لحظات مسيرتي".
وحصلت ميدوز على الميدالية الفضية في بطولة العالم داخل الصالات العام 2010 إذ خسرت امام الروسية ماريا سافينوفا، التي فازت بعدها بالميدالية الذهبية في أولمبياد لندن 2012 في سباق 2012 لكنها تعرضت الآن لعقوبة الإيقاف مدى الحياة من قبل الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا).
وقالت باولا رادكليف حاملة الرقم القياسي العالمي لماراثون السيدات عبر تويتر "في النهاية الحقيقة دائما تظهر، اشتبهت في بعض هذه الأمور لأعوام لكن الحقيقة أسوأ مما كنت أتخيل، ألعاب القوى عليها أن تتخذ إجراءات صارمة وتتحرك إلى الأمام سريعا في الاتجاه الصحيح".
وأضافت "لقد حان الوقت أن ينهض فيه الرياضيون الشرفاء ليقاتلوا من أجل رياضتنا والمصداقية".
وأثيرت تكهنات حول رادكليف نفسها بعدما ورد اسمها في قائمة الرياضيين بعد أن أظهرت التحاليل نسب مثيرة للشبهة في عينات الدم، وفقا لما كشفت عنه صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية ومحطة "ايه ار دي" الألمانية.
ولكن المصير الذي تعرضت له رادكليف وميدوز، يظهر حجم الألم الذي عانى منه الرياضييون الشرفاء بسبب الخداع الذي اتبعه متعاطو المنشطات... لقد تم حرمان ميدوز من اللقب العالمي كما أن رادكليف أصبحت عرضة للاشتباه إلا إذا نجحت في إثبات برأتها .
وقبل نشر التقرير حذر ريتشارد مكلارين المشارك في كتابة التقرير من أن الفضيحة "مقياس مختلف للفساد" حتى إذا قورنت بالفضيحة التي تورط فيها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
ويخضع السنغالي لامين دياك الرئيس السابق للاتحاد الدولي لألعاب القوى للتحقيق لاتهامه بالتورط في التغطية على نتائج إيجابية لاختبارات المنشطات.
ووفقا لمكلارين فإن الفساد في الفيفا يتعلق بالمال واستضافة البطولات، وليس نتائج المباريات.
وقال: "ربما هناك حزمة من الرجال العجائز الذين يضعون المزيد من المبالغ المالية الإضافية في جيوبهم، من خلال الابتزاز والرشى، ولكنهم أيضا أثروا بشكل كبير في النتاج الحقيقية والترتيب النهائية لمنافسات ألعاب القوى الدولية".
ويدرس الاتحاد الدولي لألعاب القوى دعوة وادا لاستبعاد روسيا من الجولة التي تقام في الشهر الجاري، ولكن فيتالي موتكو وزير الرياضة الروسي وفاديم زيليشينكوف رئيس الاتحاد الروسي للقوى شددا على براءة روسيا من أي انتهاكات.