أطفال إيزيديون جنّدهم «داعش»: درّبونا للتصويب على «أهلنا الكفار»
الوسط – المحرر الدولي
«كان الوقت شتاء، وأصابعي كانت تتجمّد على بدن البندقية حين أطلقت الرصاص على شاخص الرمي، متخيلاً أنه إيزيدي كافر، تماماً كما طلب مني تنظيم «داعش»، في تلك اللحظة شعرت بالفزع حين تراءى لي وجه أبي الأسير على ذلك الشاخص اللعين» ، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الثلثاء (10 نوفمبر / تشرين الثاني 2015).
يوشك الصبي الإيزيدي نيسان رشو دربو، 11 عاما، أن ينهار وهو يحكي عن حجم الضغط النفسي والجسدي الذي تعرض له، جنباً إلى جنب مع حوالي 700 طفل إيزيدي جندهم التنظيم في معسكرات تدريب خاصة بالأطفال في مدن سلوك وتل أبيض والرقة السورية.
هرب دربو من معسكر الفاروق بالرقة في شباط (فبراير) 2015، مستغلاً التحاق معظم الحراس بمعارك مدينة كوباني السورية التي اندلعت آنذاك، ونجح لاحقاً في العودة إلى العراق مع طفلين إيزيديين وأمهما عبر الأراضي التركية من طريق مهربين عرب وأكراد، مقابل 10 آلاف دولار عن دربو، و15 ألف دولار عن المرأة وولديها.
مثله تماماً، تلقّى الأخوان المجندان راغب (13 عاماً) وغياد (11 عاماً)، تدريباً عسكرياً غاية في العنف أثناء وجودهما في معسكر الفاروق، تضمن الدخول في حلقات الاشتباك وطرق تفجير الأحزمة الناسفة، وفي وقت لاحق، ذبح الرهائن بالسكاكين.
يظهر غياد مع مسؤول تدريبات السلاح في المعسكر أبو عبدالله الجزراوي، في صورة خاصة جلبها معه من الأسر في هاتف من دون شريحة. فيما ظهر أخوه الأكبر راغب جالساً إلى يسار قيادي من تنظيم «داعش» في تسجيل فيديو دعائي عن معسكر الفاروق، بثه التنظيم في تموز (يوليو) 2015، ومنذ ذلك الوقت، صار راغب واحداً من أشهر المجندين الإيزيديين في معسكرات «داعش».
راجع كاتبا التحقيق هذا التسجيل لمرات عدة، أملاً بتحديد هوية الأطفال المجندين الذين ظهروا فيه، وأيضاً، لتحري مصير الطفل بركات قيراني، وهو ابن عم أحد كاتبي التحقيق كان تنظيم «داعش» أسره مع حوالى 5800 مواطن إيزيدي إبّان احتلاله منطقةَ سنجار في 3 آب (أغسطس) 2014.
كانت رحلة البحث عن الطفل بركات مفتاحاً أساسياً لدخول عالم المجندين الصغار الفارين من معسكرات التدريب، فغالباً ما كان الوسطاء يسهّلون مهمة العثور على أماكن وجود هؤلاء المجندين وترتيب اللقاءات معهم، تعاطفاً مع قصة الفتى بركات، فيما كان المجندون يبدون مرونة كبيرة في الحديث عن حياتهم في معسكرات التدريب، مع من يعتقدون أنه اكتوى بنيران «داعش» مثلهم.
على رغم الانكسار الذي بدا على راغب وغياد أثناء حديثهما عن أيام الأسر، كانا أكثر ثباتاً وإدراكاً من الأطفال الآخرين الذين قدموا شهاداتهم في هذا التحقيق، ومنهم الطفل المجند سلام عيسى (7 أعوام) الذي لم يقضِ سوى أسابيع متقطعة في معسكري القاقة والفاروق بين شباط ونيسان (أبريل) الماضيين، لكن عمره الصغير لم يسعفه في تخطي محنة الأسر بسهولة.
ظلّ سلام نحو شهرين بعد عودته من الأسر، يؤدّي الطقوس ذاتها التي تعلمها في معسكرات التدريب، فمع كل وقت للصلاة كان يتوضّأ، ثم يفرش منشفة أو قطعة قماش على الأرض ويبدأ الركوع والسجود كيفما اتفق، وهو يتمتم كلمات عربية وكردية غير مترابطة.
وتوضح الصور التي حصل عليها كاتبا التحقيق من والد سلام، شكل الحياة التي كان يعيشها ابنه في الأسر، ففي كل الصور تقريباً كان سلام يحمل مسدساً أو بندقية تفوق حجمه الصغير، مرتدياً ملابس مرقّطة أو سوداء أسوة بمقاتلي «داعش».
ويظهر تسجيل الفيديو الخاص الذي التقط لسلام بجهاز موبايل، حجم الاندماج الذي كان يعيشه مع مقاتلي «داعش»، ففي هذا التسجيل الذي لا تتعدّى مدته 21 ثانية، يبدو سلام مسروراً وهو يردد الشعار الذي عرف به التنظيم «دولة الإسلام... باقية».
ويبدو سلام في إحدى الصور الخاصة، وهو يتشارك مع رفيقه الطفل الإيزيدي المجند غياث خدر (8 أعوام) حمل لافتة كبيرة للتنظيم.
غياث تحوّل بعد عودته إلى العراق في تموز الماضي، إلى طفل «عدواني جداً»، كما تقول والدته التي عادت من الأسر في نهاية الشهر ذاته، بعد افتراقها عنه نحو عام.
كان غياث يشتم الإيزيديين حين يغضب ويصفهم بالكفار، وتطلّب الأمر وقتاً، كما تقول والدته، كي تخفف العائلة من طباعه الحادة.
راغب وغياد وغياث ودربو وسلام، وعشرة من المجندين العائدين أدلوا بشهاداتهم في هذا التحقيق، ومعهم حوالى 700 طفل إيزيدي ما زالوا أسرى لدى تنظيم «داعش»، كانوا ضحايا لانتهاكات نفسية وجسدية، وعمليات تغيير عقائدي قسري، وبرامج تدريب عسكرية صارمة، وسط عجز حكومي ودولي عن رعاية العائدين منهم أو إنقاذ المتبقين في الأسر، وهو ما يهدد بتحولهم إلى مقاتلين متشددين، أو قنابل موقوتة قد تنفجر داخل مجتمعاتهم في أي وقت.
بداية قصة الأسر... مجزرة
وقع غياث أسيراً لدى تنظيم «داعش» يوم 3 آب 2014، وهو اليوم الذي هاجم فيه التنظيم البلدات والقرى الإيزيدية في منطقة سنجار شمال العراق، فقتل 1280 إيزيدياً في مقابر جماعية، أو ذبَحهم في الطرقات، وأسر 5838 آخرين، مقسمين بواقع 3192 أنثى و2646 ذكراً، وفق مدير دائرة الإيزيديين في كردستان خيري بوزاني.
يومذاك، كما يتذكر الطفل غياث، «كان الآلاف من الإيزيديين يركضون على طول الطريق المؤدي إلى جبل سنجار، نساء ورجالاً وأطفالاً وشيوخاً، وكثرٌ منهم كانوا حفاة ويحملون على ظهورهم أطفالاً أو عجائز، كان يوماً يشبه يوم القيامة».
وفق شهادات وثّقها كاتبا التحقيق من ناجين إيزيديين وتقارير دولية، انسحبت قوات البيشمركة الكردية في ليلة 2 - 3 آب من دون إبلاغ السكان الإيزيديين، وهذا ما سمح لتنظيم «داعش» بالهجوم على المنطقة التي تعد موطناً تاريخياً للإيزيديين، وقتل وأسر من تمكن من اللحاق بهم، ومحاصرة أكثر من 200 ألف إيزيدي على قمة جبل سنجار نحو 8 أيام، مات خلالها المئات منهم من الجوع والعطش، قبل أن ينقذهم فصيل كردي سوري مسلّح فتح لهم طريقاً آمناً باتجاه الأراضي السورية، ومنها نقلهم إلى كردستان العراق.
بالكاد كانت عائلة غياث وصلت إلى منزل على سفح الجبل حين داهمتها ثماني سيارات يستقلها عناصر تنظيم «داعش»، كما تتذكر جدة غياث، «كان وصل المكان قبلنا حوالى 80 إيزيدياً تمهيداً للصعود إلى قمة الجبل، لكن عناصر التنظيم صافحوا الرجال واقتادوهم خارج المنزل، وحجزوا النساء والأطفال في الداخل».
كان غياث يمسك بيد جده حين سحبه مقاتل وأعاده مع النساء والأطفال، وبعد دقائق، «سمعنا أزيز رصاص من جانب المنزل»، يتذكر غياث، «حينذاك أخذت النساء تصرخ وتضرب على الوجوه، فعرفت أنهم قتلوا جدي وأعمامي وباقي الرجال، وحين بدأوا إطلاق النار في شكل متقطع، كانت عمتي تصرخ وتقول أنهم يُجهزون الآن على الجرحى».
نقل مقاتلو «داعش» الأطفال والنساء في جرارات زراعية إلى بلدة تلعفر التركمانية المجاورة لسنجار، ومنها نقلوهم إلى سجن بادوش القريب من مدينة الموصل، وهناك حيث رائحة الموتى الذين قتلوا في السجن بعدما استولى عليه التنظيم في 10 حزيران (يونيو) 2014، «كانت المياه المتبقية في أوعية السجن صفراء، ورائحتها نتنة»، كما يتذكر غياث، «ولم يعطونا إلا القليل جداً من الطعام حتى كدنا نموت من الجوع والعطش».
بعد نحو أسبوعين، أخذ مقاتلو «داعش» ثلاثاً من عمات غياث مع المئات من الفتيات غير المتزوجات، وأعادوه مع أمه وعمته وجدته إلى تلعفر التي افترق فيها عن أمه وأخته الصغيرة بعد نقلها مع مئات النساء للعمل خادمات لديهم في سورية، وبدأ هو وعمته رحلة أسر مريرة امتدت أكثر من 11 شهراً، التحق خلالها في معسكرات سلوك وتل أبيض والفاروق وخضع للتدريب العقائدي والعسكري أسوة بكل الأطفال الأسرى الذين تتجاوز أعمارهم الست سنوات.
سبايا وعبيد ببضع مئات من الدولارات
تشبه قصة غياث في معظم تفاصيلها، قصص الأطفال الـ14 الذين قدّموا شهاداتهم في هذا التقرير من منتصف تموز حتى نهاية الشهر الماضي، وهي تشبه أيضاً قصص رفاقهم الأطفال المجندين الذين يتدربون الآن في معسكرات «داعش» في المدن السورية، فهم في معظمهم رافقوا أمهاتهم أو نساء من عائلاتهم في الأسر، وتعرضوا معهن لإذلال البيع والشراء لمرات متعددة لعناصر من «داعش» أو رجال يسكنون المدن التي يحتلها التنظيم.
حتى هذه اللحظة، يتذكر الطفل سفيان قاسم (اسم مستعار) إحساسه بالمهانة حين انتزع مقاتلو «داعش» في سجن بادوش، ثلاثاً من أخواته غير المتزوجات، وأخذوهن مع المئات من الفتيات الإيزيديات إلى سورية.
ويروي والد الطفل المجند فواز، بكثير من الحزن والحرج، كيف أن الرجل الذي اشترى زوجته كان يفتح سبيكر جهاز الموبايل أثناء الاعتداء عليها جنسياً، ويهدده بإلغاء شريحة الموبايل وقطع التواصل مع زوجته وابنه فواز إذا أغلق خط الهاتف، «كنت أشعر بالذل وأتمنى الموت، لكنني كنت مجبراً على أن أصمت كي لا يضيع مني فواز وأمه».
الأطفال المجندون في معظمهم الذين التقاهم كاتبا التحقيق، كانوا يتحدثون بانكسار عن تفاصيل الأحداث التي عاشوها في الأسر مع قريباتهم: الصوت خفيض، العيون تتحرك في أكثر من اتجاه قبل الإجابة عن الأسئلة، الكلمات مترددة، وأحياناً، مجرد صمت.
الباحث الإيزيدي نورس هسكاني، يرى أن متابعة الأطفال الأسرى عملياتِ البيع والشراء التي تعرضت لها قريباتهم، وغالباً بأسعار بخسة قد لا تتعدى 300 أو 400 دولار، وفي الكثير من الأحيان تعرضهن لاعتداءات جنسية متكررة على يد مالكيهن، يمكن أن توضح فداحة الانتهاكات النفسية التي تعرضوا لها، وكيف يمكن أن تؤدي في المستقبل إلى الدفع بهم للانتقام ممن يعتقدون أنهم تسبّبوا بذلك.
يتجنّب معظم الأطفال الإيزيديين الخوض في هذه التفاصيل، لكن أربعة منهم على الأقل قالوا صراحة أنهم لن يغفروا لأحد من المتسببين في هتك أعراضهم، وأنهم لن يفوّتوا فرصة إذا ما أتيح لهم فعل ذلك في المستقبل.
دروس العقيدة
في معسكر الفاروق، كما يتذكر الطفل كمال حجي رشو (13 عاماً) كان الأطفال الإيزيديون الذين يصل عددهم إلى حوالى 150، يتلقون دروساً مطولة في تلاوة القرآن وتفسيره وأصول العقيدة، قبل خضوعهم بقية النهار لتدريب عسكري عنيف.
يبدأ يوم التدريب عادة، كما يتذكر المجند كمال، بإيقاظ الأطفال الإيزيديين لأداء صلاة الفجر، ثم يسمح لهم بالعودة إلى النوم لوقت قصير، قبل الاستيقاظ مرة أخرى والتوجه إلى قاعات التدريب العقائدي ودروس تلاوة القرآن وتفسيره.
في معسكر تلعفر العراقي، وهو المعسكر الأول الذي دخله كمال وأخوه جمال (11 سنة) قبل انضمامها إلى معسكر الفاروق السوري، كان الأطفال الذين لا يجيدون تلاوة القرآن وحفظه، يعاقبون بالضرب على الأيدي بمساطر حديد أو خشب، ثم يحبسون في خزانات الكتب المدرسية.
تعرض كمال وجمال للضرب مراراً، وحُبس الأخير مرّتين في خزانة الكتب المدرسية، لأنه كان يجد صعوبة في فهم الكثير من كلمات اللغة العربية التي تستخدم كلغة للتدريس.
لم يكن يُسمح للأطفال الإيزيديين التحدث باللغة الكردية، وهي اللغة التي يتحدث بها الإيزيديون، وكان يُفرض عليهم ارتداء الزي الأفغاني المعروف أو الملابس المرقّطة، وهذا يعود كما يرى الباحث في شؤون الجماعات المسلحة نامق عباس، إلى حرص التنظيم على اقتلاع الأطفال الإيزيديين من جذورهم، وتعويدهم على العيش ذات النمط المتشدد الذي فرضه في كل المناطق التي يحتلها.
يتذكّر الطفل المجند خديدة صابر (10 سنوات)، أن المناهج الدراسية في معسكرات «داعش» كانت مستمدة من الأفكار التي تركز على فقه الجهاد والحرب وقتال الكافرين.
من بين كل الأطفال المجندين الذين أدلوا بشهاداتهم في هذا التحقيق، كان خديدة هو الأكثر إدراكاً لطبيعة الدروس العقائدية وأكثرهم إتقاناً للغة العربية، وهو ما مكنه، وفق قوله، من مجاراة مدربيه طوال فترات التدريب العقائدي.
تركز الدروس العقائدية في مضامينها، كما يتذكر خديدة، على أهمية إخضاع الكتابيين للحكم الإسلامي، وقتال المشركين والمرتدين وتطبيق حكم الله فيهم بقتل رجالهم وسبي نسائهم وأطفالهم وأخذ أموالهم غنائم للمسلمين، وتلقيننا أن الإيزيدية هي ديانة شركية وينبغي إرغام أتباعها على الدخول في الإسلام، أو قتلهم إذا رفضوا ذلك.
يرى الباحثون أن الإيزيدية هي ديانة توحيدية ظهرت قبل الإسلام بنحو 2500 سنة، وهي تتشارك مع الديانتين الإسلامية والمسيحية في طقوس متعددة مثل الختان وذبح الأضاحي وتحريم لحم الخنزير والتعميد وغيرها، لكن بسبب سوء فهم نظام اللاهوت الإيزيدي وتشابه بعض الطقوس والتعاليم مع المانوية والزرادشتية، وُصف الإيزيديون بأنهم «عبدة الشيطان»، وتعرضوا بسبب هذه التسمية للاضطهاد على امتداد تاريخهم.
يعترف الطفل المجند سلام جيجو (11 عاماً)، والذي عاد من الأسر في أيلول (سبتمبر) 2015، بأنه كان يوشك على الإيمان بأفكار تنظيم (داعش) في مراحل متعددة من فترة أسره التي استمرت قرابة 13 شهراً، فقياساً إلى التكرار على امتداد 4 ساعات يومياً طوال فترة الأسر، كان من الصعب مقاومة الأفكار التي تتضمنها الدروس، لكن في النهاية، كما يقول جيجو: «لم أكن مقتنعاً باعتناق أي دين تحت تهديد السلاح».
لكن مجندين آخرين، كما يتذكر جيجو، لم يصمدوا أمام الدروس العقائدية وتأثروا عميقاً بأفكار التنظيم، وبعضهم ذهب لاحقاً للقتال في صفوفه بمدينة كوباني.
واحد من هؤلاء، كان الطفل المجند قاسم سيدو (12 عاماً)، والذي رفض العودة مع أمه وأختيه الصغيرتين بعد أن نجح المهرب في إيصالهم إلى نقطة العبور الأخيرة على الحدود السورية - التركية.
تتذكر أم قاسم (41 عاماً)، أنها رأت ولدها خمس مرات فقط خلال أربعة أشهر قضاها مجنداً في معسكر الفاروق، وفي المرتين الأخيرتين «كان غليظاً معي، وكانت تفلت من لسانه عبارات عرفت منها أنه بدأ يكره الإيزيديين لأنهم ضعفاء وليس لديهم عقيدة صحيحة».
لم يكن قاسم متحمساً للعودة إلى العراق حين تم الاتفاق بين مالكها والمهرب السوري على تهريبهما إلى العراق، وكان يسألها على الدوام: «لماذا نعود للعيش مع الإيزيديين؟».
الأمر ذاته حدث مع الإيزيدي سالم خدر (52 عاماً)، فبعد أن وصل إلى اتفاق عبر وسطاء في سورية لإطلاق سراح ولده خيري مقابل 15 ألف دولار، أبلغه الأخير عبر الهاتف بأنه صار مجاهداً ولا يريد العودة إلى «فسطاط الكفر» للعيش فيه مجدداً. يقول خدر: «أبلغني أنني أصبحت غريباً عنه، وأنه لن يتردد في قتلي إذا واصلت الإلحاح على إعادته إلى العراق، وطلب مني أن أنساه إلى الأبد».